كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
تعد مدينة طرطوس من المدن السورية الساحلية المهمة التي أصبحت مقصداً وملاذاً للسياحة الداخلية وازداد جمال هذه المدينة وتألقها بعد استكمال كورنيشها البحري المميز الذي أضاف لها بعداً حضارياً وسياحياً جديداً. إلا أن الزائر أو السائح وحتى المقيم في مدينة طرطوس لايمكن له إلا أن يلمس التراجع الكبير والتردي الواضح في واقع النظافة لهذه المدينة السياحية بامتياز والمتمثل بأكوام النفايات وأكياس القمامة المكدسة في الشوارع وعلى جانب الأبنية والأرصفة والممرات، الأمر الذي بات يشكل تهديداً حقيقياً للواقع الصحي والبيئي وحتى السياحي في هذه المدينة الجميلة. القائمون على مجلس مدينة طرطوس أرجعوا الأمر والمشكلة إلى الأزمة وتداعياتها التي سنتطرق لها في سياق هذا التحقيق إلا أن المواطن (الطرطوسي) أعاد الكرة إلى ملعب مجلس المدينة، متهماً إياه بالتقصير (الفاضح) بسبب عدم تأمين وتوزيع العدد الكافي من الحاويات المخصصة لرمي النفايات واضطراره إلى وضع أكياس القمامة بجانب المنازل وعلى الأرصفة التي أصبحت تشكل مرتعاً خصباً للقطط والكلاب وحتى الجرذان في منظر (قبيح) أبعد ما يمت إلى السياحة ومقوماتها. هذا المواطن استبشر خيراً بعد افتتاح المركز المتكامل لمعالجة النفايات الصلبة والذي لم يقلع حتى الآن بسبب المشكلات والصعوبات الكثيرة التي تعترض طريق عمله. تداعيات الأزمة المهندس وسام عيسى مدير النظافة في مجلس مدينة طرطوس أكد لـ «تشرين» أن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة الأزمة الراهنة أثرت سلباً في عمل مجلس مدينة طرطوس وشكلت عبئاً كبيراً عليه ولاسيما بعد لجوء أعداد كبيرة من سكان المحافظات الأخرى إلى طرطوس وعودة أعداد كبيرة من أبنائها، الأمر الذي نجمت عنه زيادة كبيرة في عدد السكان. وتابع عيسى: إن مجلس مدينة طرطوس يتحمل كل الأعباء فيما يخص تخديم المواطنين بشكل عام ومراكز الإيواء الموزعة في المدينة والمناطق المجاورة بشكل خاص من حيث النظافة والصيانة والصرف الصحي وغيرها الأمر الذي سبب ضغطاً كبيراً على آلية عمل مديرية النظافة ولاسيما في ظل تواضع الامكانات المتوافرة والظروف الصعبة التي يعانيها مجلس المدينة والمتمثلة بنقص كبير في عدد العمال والآليات وخروج عدد كبير من هذه الآليات من الخدمة لقدمها وصعوبة إصلاحها، نظراً لارتفاع أسعار القطع في الأسواق من جهة وفقدانها في أحيان أخرى ناهيك بنقص الاعتمادات المخصصة للإصلاح. الأمر الذي جعل آليات المدينة بوضعها الحالي –بحسب عيسى- غير قادرة على تأمين الحد الأدنى من متطلبات العمل وخاصة فيما يتعلق بجمع القمامة والصحة العامة ما انعكس سلباً على واقع النظافة وساعد للأسف على انتشار الأمراض والأوبئة. 200 طن قمامة يومياً وأشار مدير النظافة في مجلس مدينة طرطوس إلى أن المديرية تعمل جاهدة لتطوير أداء جهاز النظافة لديها من خلال تأمين الآليات والتجهيزات المناسبة واستخدام الطرق الصحية والسليمة بيئياً للتخلص من النفايات الصلبة. وأضاف عيسى: إن المديرية تقوم بتخديم ما يزيد على (200) ألف نسمة من القاطنين بشكل دائم، إضافة لما يزيد على (200) ألف نسمة من الوافدين من المحافظات المجاورة، وإن الظروف الصحية والمظهر الحضاري تفرضان جمع كامل كميات النفايات التي ترمى من قبل المواطنين بشكل دوري وعلى مدار الساعة، إذ تبلغ كمية النفايات اليومية الملقاة من قبل المواطنين وسطياً بحدود (150) طناً، ويمكن أن تصل صيفاً إلى (200) طن، إذ يتم جمع القمامة بشكل أساس من معظم أحياء المدينة عن طريق الآليات والحاويات والسلل الموزعة في الشوارع وتنظيف الشوارع عن طريق عمال النظافة باستخدام عربات الجر والأدوات المناسبة، علماً أن المديرية تقوم بشكل دوري بتنظيف محيط الحاويات بالمواد المعقمة ورش المبيدات الحشرية بمختلف أنواعها. صعوبات بالجملة عن الصعوبات التي يعانيها مجلس مدينة طرطوس قال عيسى: أهمها زيادة مساحة المناطق التي تقوم مديرية النظافة بتخديمها وذلك يعود لأسباب عدة على رأسها التوسع العمراني الهائل الذي شهدته مدينة طرطوس خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي نتجت عنه زيادة كبيرة في عدد السكان كما ساهم توسيع الحدود الإدارية للمدينة، من خلال ضم قرى ومزارع جديدة وتنظيم مناطق المخالفات وإنشاء الكورنيش البحري الجديد بما يتضمنه من شوارع وأرصفة وحدائق ومسطحات رملية في زيادة حجم العمل وتضاعفه إذ أصبح لزاماً علينا كمديرية نظافة تخديم هذه المناطق بشكل أفضل. وأضاف عيسى: إن نقص آليات النظافة والتراجع الكبير في عدد العمال منذ عام 2009 لأسباب عدة (وفاة- تقاعد- استقالة) فضلاً عن التحاق عدد كبير من العمال بالخدمة العسكرية الاحتياطية أدى إلى تقليص عدد العمال إلى 200 عامل نظافة تقريباً مع العلم أنه وفق دراسات المخطط التوجيهي لإدارة النفايات الصلبة في الجمهورية العربية السورية الذي حدد لكل ألف مواطن عاملي نظافة فإن مدينة طرطوس بحاجة إلى مايزيد على (200) عامل إضافي لجمع القمامة وتحسين واقع النظافة فيها. تخصيص 100 مليون ليرة من جهة ثانية أشار وسام عيسى- مدير النظافة في مجلس مدينة طرطوس إلى أنه تم تخصيص المجلس بمبلغ 100 مليون ليرة سورية رصدت لصيانة الآليات وتأمين المحروقات، حيث تم البدء بإصلاح آليات النظافة المعطلة والبالغ عددها 25 آلية من أصل 43 آلية، كما تم تخصيص مجلس المدينة بـ45 عامل نظافة جديداً من الموازنة المستقلة، ورفد مجلس المدينة بعمال موسميين من خلال التعاون مع منظمة الأمم المتحدة (UNDP)، أما فيما يتعلق بالحاويات فأكد عيسى دعم مجلس المدينة بـ25 حاوية سعة 1500 ليتر من الموازنة المستقلة، إضافة إلى 60 حاوية سعة 1500 ليتر من منظمة الأمم المتحدة (UNDP)، مع الإشارة إلى وجود نقص كبير في عدد الحاويات البلاستيكية وسلال المهملات بسبب نقص الاعتمادات المخصصة للشراء. وختم عيسى بأن مديرية النظافة في مجلس مدينة طرطوس بصدد القيام بحملة توعية من خلال طباعة أكثر من 5000 بروشور وتوزيعها على المواطنين لرفع مستوى الوعي بأهمية النظافة والتقيد بمواعيد إلقاء القمامة. معمل النفايات المهندس سالم معلا- عضو المكتب التنفيذي المختص لقطاع الصرف الصحي والنفايات الصلبة في محافظة طرطوس قال: هناك صعوبات عدة تواجه إدارة النفايات الصلبة في المحافظة، منها ما يتعلق بعمل المركز المتكامل لمعالجة النفايات الصلبة (الذي بدئ العمل التجريبي فيه بتاريخ 25/3/2014 مدة 6 أشهر) والذي يعاني من عدم استكمال تجهيزاته الميكانيكية والكهربائية، وهناك بطء في تنفيذ عقد استكمالها مع الجهة المنفذة التي في حال تنفيذه كاملاً يسهم في استثمار المركز بالطاقة القصوى المطلوبة، علماً بأن العقد مباشر به منذ عام 2010. وأضاف معلا: وحتى تاريخه لم يتم تأمين الآليات اللازمة لتشغيل المركز ومحطات ترحيل القمامة في المناطق، فمثلاً تم التعاقد والموافقة على شراء 16 سيارة ضاغطة سعة /8/م3 عام 2012 وحتى الآن لم يتم شراؤها، ومثلها خمس سيارات قلاب حمولة 10 أطنان، إضافة إلى صهاريج مياه عدد /3/، بينما تم تأمين 6 سيارات نقل حاويات مزودة برافعة من أصل عشر مطلوبة، والمركز بحاجة إلى سيارة خدمة لتأمين مستلزمات العمل ونقل العاملين. وبيّن معلا أن الموضوع الشائك الذي شكّل هاجساً مزعجاً لاستمرار العمل كان تأمين العمال لتشغيل المركز، حيث تمت الاستعانة بجمعية المرأة الذكية بالتعاون مع الأمم المتحدة لتأمين عمال مؤقتين لضمان استمرار العمل، بينما قمنا بمخاطبة الجهات العامة لتكليف بعض العمالة الفائضة لديهم للعمل في المركز بناء على توجيهات السيد رئيس مجلس الوزراء عند تدشين المركز والنتيجة أن معظم العمالة كانت غير مناسبة، إما لكبر السن وإما المرض وعدم توافر فوائض باختصاصات محددة مطلوبة للمركز، وبالنظر إلى أهمية الموضوع وافق رئيس مجلس الوزراء على التعاقد مع 60 عاملاً كحل إسعافي بعقود سنوية وفق أحكام البلاغ رقم /66/ لعام 2013 الذي يشترط إجراء مسابقة، وتم الإعلان عنها من قبل مديرية الخدمات الفنية متضمنة 29 عاملاً و16 سائقاً و15 من ذوي الشهداء، مع العلم بأن حاجة المركز في الواردية الواحدة (8ساعات عمل) 85 عاملاً عادياً و25 عاملاً فنياً بمختلف الاختصاصات و6 حراس و25 سائقاً، وتالياً العدد المطلوب في المسابقة أقل من الحاجة الفعلية، لذلك سنتابع التنسيق مع الجهات العامة في المحافظة لنقل بعض العمالة اللازمة لتشغيل المركز بشكل مناسب. معاناة في محطات الترحيل ويرتبط عمل مركز معالجة النفايات الصلبة بدهياً بوصول النفايات من المناطق ومحطات الترحيل والمكبات العشوائية وهذا الموضوع يعاني معوقات كما يوضح المهندس معلا: فهناك ست محطات ترحيل رئيسة موزعة على مناطق المحافظة في صافيتا والدريكيش والشيخ بدر والقدموس وبانياس وطرطوس تم الانتهاء من تنفيذ الأعمال المدنية فيها بالكامل كما تمت المباشرة بتنفيذ الحاويات الضاغطة سعة 20م3 مع ملحقاتها بعقد مع الإسكان العسكرية فرع اللاذقية، كما تم شراء 6 سيارات نقل حاويات لزوم محطات الترحيل ولم نتمكن من تأمين سائقين بانتظار إعلان نتائج المسابقة المعلن عنها، وصدر أمر إداري بتكليف مجموعة من المراقبين الفنيين للإشراف على تنظيم عمل المحطات من مديرية الخدمات الفنية وانتهينا من إعداد دفتر شروط فني ومالي لترحيل نفايات الوحدات الإدارية إلى المركز وتم الإعلان عن مشروع نقل نفايات الدريكيش والشيخ بدر بسبب الوضع السيئ لمكب القمامة في المدينتين. أما الوضع الحالي لمحطة طرطوس وجوارها وهي الأكبر فتم استلامها بشكل مؤقت وفيها بعض النواقص يجري استكمالها من قبل المتعهد ببطء شديد ولم توضع في الخدمة. وأوضح معلا: جميع المحطات بحاجة إلى عمال وحراس بواقع 5 عمال لكل محطة من المحطات الست الصغيرة أما محطة طرطوس المركزية فهي بحاجة إلى مدير ومراقب فني عدد 2 وفني كهرباء وميكانيك عدد 4 و8 حراس و8 عمال وتالياً نحن ننتظر تأمين هذه الكوادر للبدء بتشغيل المحطات. معاناة البلديات من جانبهم أجمع عدد من رؤساء البلديات على عدم قدرة بلدياتهم على تأمين السيولة اللازمة لنقل القمامة من المكبات العشوائية إلى محطات الترحيل ولاسيما مع ارتفاع أسعار المازوت وتراجع الواردات. محمد حسن- رئيس بلدية ضهر مطرو قال: لايزال موضوع النظافة يؤرقنا فمن جهة لا نستطيع نقل قمامتنا إلى مركز المعالجة بسبب بعدنا عنه وعدم إمكانية تغطية النفقات مع ارتفاع أسعار المازوت وعدم توافره عموماً وهذا العام لم يتم توزيع مبيدات حشرية. المهندسة نسرين بدر- رئيس مجلس مدينة الدريكيش قالت: مشكلة القمامة في المدينة لاتزال تشكل هاجساً في عملنا بالرغم من الحلول الجزئية فالعمل يسير بالاعتماد على المساعدات من المحافظة وحالياً هناك إعلان لتلزيم نقل القمامة إلى المركز الأساس في وادي الهدة وإذا فشلت العملية فسوف نستمر في ترحيل القمامة بالاعتماد على المساعدات باعتبار أن مكب القمامة يشكل تحدياً بيئياً وصحياً واجتماعياً في المنطقة. مقترحات وحلول أمام هذا الواقع السيئ الذي تواجهه المحافظة فيما يتعلق بموضوع القمامة ومعالجتها قام المكتب التنفيذي لمحافظة طرطوس بمخاطبة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية للمساعدة في إيجاد حلول سريعة تعيد الروح إلى مشروع المركز المتكامل لمعالجة النفايات الصلبة الذي عُلقت عليه آمالٌ كبيرة كحل مناسب للتخلص من القمامة في كتاب يتضمن مقترحات من شأنها أن تساعد في حل الوضع المتردي للنظافة في المدينة وضواحيها ومنها العمل على إصدار مرسوم يقضي بإحداث مديريات أو إدارات مسؤولة عن ملف النفايات الصلبة في القطر وفق توصيات السيد رئيس مجلس الوزراء بالكتاب رقم 6899/1 تاريخ 3-6-2013 والموافقة على تعيين عمال بعقود موسمية ثلاثة أشهر لضمان استمرار العمل في المركز المتكامل للنفايات ومحطات ترحيل القمامة في المناطق علماً بأن الاعتماد المالي متوافر بتعيين 100 عامل. ومن المقترحات المهمة تعديل بلاغ السيد وزير الإدارة المحلية بخصوص تعويض طبيعة العمل للعاملين بقطاع النظافة ليشمل جميع العاملين في مشروعات إدارة النفايات الصلبة وأخيراً توضيح العلاقة بين إدارة النفايات الصلبة ومديرية الخدمات الفنية ولاسيما فيما يتعلق بالجانب المالي فالاعتمادات رصدت في الخدمات لإدارة ملف النفايات الصلبة بينما مديرية النفايات الصلبة في المحافظة مسؤولة عن التشغيل وهذا تسبب في تداخلات وإرباكات في العمل.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company