خالد اسكيف
ثلاثة تلال أسقطت الكليات العسكرية, ومن ثلاثة محاور تقدمت وحدات الجيش العربي السوري في حي الراموسة, تلة أم القرع والعمارة ومحور المدرسة الفنية وبتغطية ناريّة من معمل الإسمنت, لتمهد المعركة سقوط المسلحين في المحور المذكور بشكل شبه كامل, من الجمعيات والعمارة تقدم الجيش السوري وحلفائه وسط تهاوي دفاعات المسلحين, ولتكون عمليات إستنزاف المسلحين خلال الأسبوعين الماضيين قد إنتهت وبدأ حصاد النصر.
هروب وتخوين وتبادل للتهم بين الفصائل المسلحة, "جيش الفتح وجيش المجاهدين والحزب الإسلامي التركستاني" كلها ميلشيات لم تصمد أمام الضربات السورية الدقيقة, المسلحون انسحبوا الى مدرسة الحكمة في الجنوب الغربي للمدينة وإلى أحياء حلب الشرقية, بينما واصل الجيش السوري تقدمه في حي الراموسة وسيطر على الدباغات وكراجات الراموسة, وسط معلومات عن أسر عنصرين من "جبهة النصرة" يضاف لهما أكثر من 100 قتيل وجريح في صفوف المسلحين, وبهذا الإنجاز يكون الجيش قد أعاد الطوق الكامل على المسلحين في أحياء حلب الشرقية, ليبدأ من جديد العد التنازلي لإنهاء التواجد المسلح في المدينة .
خمسة أعوام مضت على دخول الحرب إلى حلب, المدينة التي عانت الكثير من ويلاتها وكانت صاحبة النصيب الأكبر من إرهاب المسلحين, لم تلبث أن وصلت إلى نهايتها بعد تقدم الجيش السوري على المحور الشمالي الغربي نحو الكاستيلو ومعامل الليرمون وبني زيد ليطبق الطوق إلى أن دخلها "جيش الفتح" من محور ثان من الجنوب الغربي, ليكسر بذلك حصارا فرضه الجيش لم يدم طويلا.
تصريحات "جيش الفتح" تراجعت خلال الفترة الأخيرة وتكاد لاتبدي أي تعليق حول خسائرها, المعلومات تقول بأن تركيا سحبت نحو ألف مسلح من الفصائل المسلحة من حلب المدينة إلى جرابلس, وبحسب مراقبين فإن الإنسحاب جاء ضمن تفاهم روسي تركي من الزيارة الأخيرة لأردوغان إلى موسكو, لتفصل معارضة الرياض عن معارضة اسطنبول, ولتنهار قوة "جيش الفتح" أمام إنقسامات المسلحين في حلب, وبحسب المعطيات الميدانية فإن معركة الكليّات لم تنتهي إلى هذا الحد, إذ ربما تمتد لتصل إلى ادلب, لتكون ملحمة حلب كما أطلقها "جيش الفتح" .. مهلكتهم الكبرى.
عاجل