إعلانك المبوب
  ارض زراعيه 7 دنم للبيع طريق العروس مرديدو منطقه عقاريه الرجم للاستفسار 0999182938     صدور كتاب التحكيم عدالة اتفاقية من تاليف القاضي المستشار امرالله فنصة حبث تضمن هذا الكتاب اراء اعظم فقهاء التحكيم في الوطن العربي     الآن في الأسواق.. صدور العدد الأول من جريدة " كاريكاتور" 10/8/2015 صحيفة شهرية كاريكاتورية ساخرة تصدر عن دار البعث الإشراف والتحرير: رائد خليل 24 صفحة /50 ل.س syriacartoon@yahoo.com     شقة مكسية ديلوكس مساحة 108 متر مربع في اشرفية صحنايا للاجار مفروش فقط بدون اطفال     انتقلت عيادة الدكتور ايمن عيسى اختصاصي امراض وجراحة الاذن والانف والحنجرة وتجميل الانف-تخطيط سمع ومعاوقة سمعية من دمشق الى طرطوس-المشبكة-سوق النسوان هاتف 319270-0933229112  
القائمة البريدية

للإشتراك بنشرتنا الإخبارية

تابعونا على الفيس بوك
تصويت
فيديو زنوبيا
في قراءة المستقبل.. البعض يستغلون ذكاءهم احتيالاً والآخرون يستسلمون لغبائهم ضعفاً

فوجئت وأنا أبحث عما كتب وقيل في موضوع الغيبيات والنزعة الإنسانية لاستكشاف المستقبل بالكم الهائل من المواقع والصفحات التي تتبرع بتعليم الناس قراءة الكف والفنجان وتحضير الأرواح وما إلى ذلك, وبالمقابل قلّت المقالات التي تنتقد هذه الظاهرة والاستسلام لأوهام القدرة على قراءة المستقبل ومعرفة الطالع, وبدا أن هناك ميلا شديدا لدى الكثيرين للاقتناع بذلك, ولا يمكن حصر هؤلاء في فئات محددة فمنهم المتعلمون ومنهم الجاهلون, والنساء والرجال, الكبار والصغار, الأصحاء والعليلون. بين العقلانية واللا... أكثر من ذلك ذهب البعض بعيدا ليسمي تلك الممارسات اللاعقلانية واللا منطقية علماً, فتسمع مصطلحات من قبيل علم قراءة الكف وعلم الروحانيات وسواها!! والسؤال أي علم وأبسط قواعده لم تتحقق فلا ظواهر يجتمع الناس على ملاحظتها أو يؤكد العلماء إمكانية قياسها, ولا مناهج موضوعية مقننة ومضبوطة لدراسة الظواهر التي يدعي هؤلاء وجودها. مما لا شك فيه, أن الكذب والدجل الأساس الذي تقوم عليه تلك الممارسات ومن يمارسونها, والأكيد أيضا أن هؤلاء يمتلكون ذكاء وبراعة كبيرة في الاحتيال مقابلها سذاجة وغباء لدى من يصدقونهم, وكل هذا ينصب في إطار نفسي يستغل فيه طرف نقاط ضعف الطرف الآخر, فالميل الشديد للتخلص من القلق بشأن المستقبل, والرغبة الأشد في معرفة ما يخبئه للإنسان, إضافة لوهن الثقة بالنفــس والاســتــسلام للخــوف مســائل تهيئ للعرافين والمشعوذين سبل السيطرة على بعض النفوس الضعيفة والعقول المشتتة, وأكثر من ذلك, فإن ضغوطات الحياة وتكالب الأزمات أمر يجعل البعض يفقدون قوتهم وقدرتهم على الثبات أمام هؤلاء فيسلمونهم مفاتيح نفوسهم, وتجدهم منقادين لهم بكل سذاجة. مجتمعاتنا وسطوة العنف مع الأسف, إنه أمر يحصل اليوم في مجتمعاتنا العربية, ولاسيما تلك الرازحة تحت سطوة العنف, مثل سورية, حيث تتراجع سلطة الدولة -التي تضع حداً لأولئك المحتالين- في بعض المناطق, وأغلبها ريفية يزداد فيها الجهل والتخلف, فضلا عن سيطرة المجموعات الدينية المتطرفة على بعضها, وما تنشره من خرافات وإيمان بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان, وليس خافيا أنها بعيدة كل البعد عن الأديان السماوية, ناهيك عن الخوف والرعب الذي تبثه تلك المجموعات في نفوس الناس, و«الخائف لا يفكر حتى يأمن», وكلها عوامل من شأنها أن تذهب بمن لديهم ميل لتصديق أولئك المشعوذين إلى حد بعيد يخدعون فيه أنفسهم وربما ينتهي بهم الأمر إلى الهاوية. خداع الذات له أيضا دور كبير في تفشي هذه الظاهرة, والفيلسوف الأميركي مايكل نوفاك يقول إنه «لا حدود معروفة لقدرة الإنسان على خداع نفسه», فأولئك الذين يركنون لتصديق أوهامهم يفسرون كل ما يحدث وفقاً لها, فحبة في اللسان سببها كذبة, وليس ارتباكا في المعدة, ورفة جفن مصيبة قادمة وليست تعباً أو توتراً عصبياً, وعاصفة أتت على مدينة ودمرتها بالكامل ليست ظاهرة طبيعية وفق ما يقتضي التفكير العلمي السليم, وإنما عقاب لأهل المدينة, والمنطق يسأل هل كل أهل المدينة يستحقون العقاب؟! وهل المدن التي لم تأت عليها العواصف كل أهلها صالحون؟! ليس ابعد من الأنف مثل هؤلاء لا يسمحون لعقولهم أن تنظر أبعد من أنوفهم ويندهشون لأسخف التفاصيل, بالتالي تسهل السيطرة على تفكيرهم وتوجيهه, ويسهل إقناعهم بالأكاذيب مهما كبر حجمها, وتصبح أشياء صغيرة يقولها المشعوذ أو العراف ذات أهمية كبيرة ومعجزة بحد ذاتها, وأذكر قصة قرأتها في مثل هذا تقول إن قطاع الشؤون المالية في الفدرالية البلجيكية نصب خيمة في مدينة بروكسل لمشعوذ يدعى «ديف» الذي بدأ باستقبال زبائنه تحضيراً لمقطع تلفزيوني مثير كان يراد به تسليط الضوء على أولئك الساذجين في تفكيرهم, ومنغلقي الحدود, فبدأ ديف يبصر ويقرأ ويتعرف على زبائنه ويكشف تفاصيل حياتهم, مقدما لهم معلومات دقيقة أدهشتهم عن حياتهم العملية والعاطفية وحتى عن أصولهم ومدارسهم وممتلكاتهم وحساباتهم البنكية بالأرقام, وكلما سمع أحدهم تفصيلا فغر فاه, وجحر عينيه, وانكمش مندهشا لما يقول ديف الذي كشف لهم في النهاية أن كل ما حصل عليه كان بسببهم, فهم من أشاعوا خصوصياتهم, وتركوا تفاصيل حياتهم عرضة للانتهاك عبر شبكات الانترنت, فوصل إليها ديف وادعى قدرته على كشف الغيب. كان الفيديو يهدف لتنبيه الناس من خطر يلحق بهم في حياتهم اليومية, نتيجة الاستخدام اللا محدود وغير الواعي لشبكة الانترنت, ومن ناحية ثانية كان يقول لأولئك الذين يصدقون المشعوذين, ويؤمنون بقراءة الكف والعينين والفنجان وسواها, أو يؤمنون بقدرة البعض على استكشاف الغيب, ما هذا إلا هراء, وليس لأحد تلك القدرات الخارقة التي يدعيها. الأمر في منطقتنا أكثر تعقيداً, ومن دون مبالغة من الشرق انطلقت الشعوذة والدجل, فبحسب ما تشير الوثائق التاريخية, عرفت الحضارات القديمة في بلاد الرافدين والهند والصين قراءة الكف منذ وقت قديم قد يعود 3000 قبل الميلاد وبقيت تتناقلها الأجيال من جيل إلى آخر, وأقدم توثيق مكتوب يلقي الضوء على هذه الممارسة وجد في الهند مكتوبا باللغة السنسكريتية, ومع الوقت ارتبطت ظاهرة ادعاء معرفة الغيب بالأديان, فأينما تجد التدين الأعمى يكون التصديق الغبي للمشعوذين والعرافين, إذ إن هناك من ينتحلون صفات المتدينين ليدعوا أن الله باركهم ووهبهم قدرات خارقة, فهذا شيخ يقول إنه يحاور الجن ليخبروه بما حصل وسيحصل, وهذا عراف يدعي أن بصيرته كشفت ما خفي عن سواه, والمصيبة فيمن ارتدوا الدين ستارا لأعمالهم تلك, فوجدوا في المتدينين السذج والبسطاء بضاعة دسمة لكذبهم وشعوذاتهم. في الواقع, إن الديانات السماوية تعترض على أولئك وتؤكد أن لا مقدرة للبشر على استكشاف المستقبل أو علم الغيب, فمنذ القرن الرابع الميلادي حظرت الكنيسة كل الممارسات المتعلقة بقراءة الكف وعلم الغيب وسواها, واعتبرت من يخرق هذا الحظر كافرا مصيره في الغالب الموت, والدين الإسلامي يشدد على أنه ليس بمقدور الإنسان أن يقرأ المستقبل, ويحرم على أتباعه تلك الممارسات, ويعتبر أن ادعاء علم الغيب ومعرفة ما غاب عن الناس من الأمور المستقبلية والماضية وما لا يرونه عبر قراءة الكف والفنجان وغيرهما كفرا, وورد في القرآن الكريم: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ}. قراءات وذكاءات لكن هذه التعاليم, لم تمنع كثيرين من استغلال ذكائهم في النصب والاحتيال وآخرين من الاستسلام لغبائهم في التصديق, وانتشرت هذه الظاهرة بكثرة لتسم مجتمعاتنا بالتخلف والجهل, كما تنبغي الإشارة إلى أن هناك فئة لا يستهان بها من أولئك الذين يدعون العلمانية واللادينيين أصلا, ممن ينخرطون في تلك الدائرة, وهؤلاء يتحدثون عن قراءة الكف والأبراج والفنجان على أنها علم, ويصدرون الكتب عن الفلك وحركة الكواكب والنجوم وخطوط الكف والظواهر الغريبة التي يفسرونها دون الاستناد إلى العلم والمنطق, وما إلى ذلك, بالتالي فإنه ليس بالضرورة أن يكون الدين هو الإطار لهذه الظاهرة, والفكرة هي توظيف البعض لذكائه في استغلال الآخرين من ضعيفي النفوس, وأصحاب التفكير ضيق الحدود ومنعدم المنطق. أيا كان السبب الذي يدفع البعض منا إلى استشراف مستقبله ومحاولة قراءته, فالأجدى ألا يغيب عن الذهن أن الحاضر أساس المستقبل, وطريقنا نحوه فلنصنع حاضرنا بأيدينا نخطط له ونعمل لأجله ونستقبله بالابتسامة والأمل بدلاً من أن نحيط أنفسنا بتخمينات لا واقعية, تمنح الآخرين فرصة السيطرة علينا واستغلالنا, في الوقت الذي يمكننا أن نخمن ونتوقع وحدنا, فلنتوقع الأفضل والأجمل ولنحترم عقولنا.

الوطن

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع زنوبيا الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
أكتب الرقم : *