دراسات

روبرت فيسك: قصة مدّرسة في الرقة توضح جوانب الصراع في سوريا


نشرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية مقالاً للكاتب روبرت فيسك بعنوان “قصة طرد مدرسة من الرقة توضح الكثير عن الصراع في سوريا”.

ويقول فيسك “إنه منذ عدة أيام في مدينة اللاذقية الساحلية، وبينما كانت الطائرات الروسية تحلق فوق سماء المدينة، أخبرته سماح اسماعيل قصة طردها من مدينة الرقة”. ويقول “إنها مأساة صغيرة ولكنها توضح الكثير عما يجري في سوريا.”

ويضيف فيسك “إن طرد سماح من الرقة حدث قبل ظهور “داعش” بكثير، في الوقت الذي كانت فيه نفوذ “جبهة النصرة” الموالية “للقاعدة” يتنامى في المدينة.

ويقول الكاتب “إنه في ذلك الوقت كان سكان بلدة الصبحة، حيث كانت تعمل سماح (39 عامًا) معلمة للغة الانجليزية في مدرسة ثانوية، يعتقدون أنهم في مأمن من الحرب التي تدور في مناطق أخرى من البلاد”.

ويضيف فيسك “أن سماح علوية. وكانت سماح تقيم على مشارف الرقة منذ أربعة أعوام ونصف. ولكنها في أذار 2013 بقيت في المدينة حتى العاشرة مساء، ولاحظت أنه يبدو أن جميع المباني الحكومية مهجورة، وأن الشوارع تخلو من الشرطة، وأن مركز الشرطة مظلم. وبعد ثلاثة أيام أخبرها زميل في المدرسة التي تعمل بها أن ثمانية آلاف رجل يرتدون ملابس سوداء ومدججين بالسلاح وصلوا إلى الرقة من شرق البلاد”.

“كانت لحظة مؤلمة للغاية”، تقول سماح لفيسك. “لملمت حقائبي فقد كنت أعلم ما سيحدث. ليلاً جاءوا إلى منزلي. كانوا خمسة شباب ورجل اكبر سنًا، هو مالك العقار الذي أسكنه. كان الشباب يتشحون بالسواد، وعرفتهم جميعاً، فقد كانوا من طلابي”.

وتضيف “كانت أعمارهم لا تزيد عن 16 عامًا. قالوا لي نريدك أن تغادري من هنا لأنك غير مرغوب بك هنا. لم تعد وجوههم بريئة كما كانوا عندما كانوا طلبتي. كانوا يرتعدون غضبًا”.

بعد 11 يوماً غادرت سماح الرقة إلى تدمر، التي سقطت لاحقًا في يد تنظيم “داعش”، ثم إلى حمص ومنها إلى بلدة أهلها في اللاذقية.
 

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=12&id=7952