كأي مسافر يغادرنا خلسة دون وداع , لملمت أشياءها الصغيرة في جعبة من حلم ورحلت ,ماذا نستطيع أن نسمي الأشياء عندما تفتقد منطقها ؟ والذكرى عندما تصبح وردة تذبحك عنوة من الوريد..للوريد.؟ كيف نستطيع أن نعاتب الأغنية في غياب لحنها؟ والكلمات عندما تتحول الى سكين ؟ شاّم .. أيها الوطن ... ياحضن أمي الكبير,, أميرة اجتثت ضلوعي .. وقاسيون لايقبل التبرير.
هل اعتقدت أننا كبرنا بما يكفي ,لا ..وقسما بك مازلنا أطفال نحبو عند عتبة قدميك ..أيتها المسافرة دوما من السؤال إلى السؤال .. . نوح حمامة على نافذة أسري... وضوع صبا على شرفة حريتي ... تمرين كالحلم , وتتهادين كأغنية من زمن المحبة وتقربين كهدية من زمن الأحباب الذين ارتحلو... يمر الصوت ويبقى الصدى وللصدى رجع لايغيب ... يتشظى الى جزيئات تمتطي النسائم .. تعبر الوديان .. تحرك الأوراق وتجوب الكون .
أحبابنا .. أوطاننا .. الوطن وإن بعدنا عنه أو بعد عنا لايبيت ولا ينقضي ..ولايصبح قديما هو نضر دائما .. أخضر أبدا .. حي , باق , نعيش به وفيه ومعه لأننا بدأنا من رحمه وإليه ننتهي ..هناك مفاهيم كالحب , كالأمومة, كالأوطان ,كالحريات لاتنقضي بالموت .. إنها تتجدد معه , تزداد قوة.. تتكرس شكل حياة . لهذا فإنك ياوطني الصغير ماانقضيت ولاانتقلت , فقط غيرت المكان وغيرت لون الضوء الذي تتضوئين , فازددت بريقا وازددت طفولة وأضحيت مشروعا يتجدد كل صباح... البعيدون قريبون أقرب مما نعتقد , من يسبق إلى الموت يسبق أبدا إلى الحقيقة لأنه يعرف أكثر وأعمق ويرى الأبعد ... الراحلون أكثر فهما منا قد خبروا عالمنا وغاصوا في العالم الذي مازلنا نجهله ونخاف منه. أميرتي ... ياوطني .. يابيتي الصغير .. اعذريني فسطوري قد غدرت بي ... وكلماتي لم ولن تفيك حقك يوما من التقدير. رحمك الله أماااااااه وأبقاني على طيب رحمتك وذكراك |
||||||||
|