مدعومة بتدخل مباشر من المصرف المركزي، عاودت الليرة السورية أمس لتستعيد بعضاً مما فقدته خلال الأيام القليلة الماضية مقابل الدولار الأميركي. وبرغم الشكوك التي تحيط بإمكانية تثبيت الليرة لسعر صرفها الذي سجّلته قبل موجة الخسارة الأخيرة، وذلك بالنظر إلى التجارب السابقة، إلا أنّ المصرف المركزي أعلن استمرار تدخله المباشر في سوق القطع، وبيعه الدولار الأميركي للراغبين بالشراء دون شروط أو سقوف محددة حتى استقرار السوق على سعر «متوازن يمكن الدفاع عنه». اقتصاديون أكدوا لـ«الأخبار» أن الطلب على الدولار في السوق غير النظامية، والمضاربات التي لا تزال تجري، يمثلان سبباً رئيسياً في انخفاض سعر صرف الليرة، هذا إلى جانب أسباب أخرى مؤقتة مرتبطة ببعض التطورات الميدانية والاقتصادية المحلية، فيما يحمل البعض جزءاً من المسؤولية للإدارة النقدية. وعليه فإن مواجهة انخفاض سعر الصرف بحسب ما يذكره الاقتصاديون يتطلب إعادة النظر بقنوات تدخل المصرف المركزي لتكون محصورة فقط بالمصارف المحلية المرخصة لتمويل إجازات الاستيراد الموافق عليها، والاحتياجات الأخرى الطارئة للمواطنين، فضلاً عن ملاحقة المضاربين الرئيسين في السوق السوداء. وشهدت السنوات الأخيرة قفزات مفاجئة في سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، ورغم تدخل المصرف المركزي بائعاً للدولار بأشكال تقليدية وغير تقليدية وبكميات وصفها بـ«الكبيرة»، إلا أنّ ذلك لم يحل لاحقاً دون فرض السوق السوداء لسعره، وهو ما أفقد السوق المحلية استقرارها لجهة أسعار السلع والخدمات التي ارتفعت بنسب مختلفة، وكذلك بالنسبة لتدني القيمة الشرائية لدخل المواطن السوري. |
||||||||
|