بزنس

مزارعو المحميات بطرطوس: يجب اعتبار زراعاتنا استراتيجية وتقديم الدعم لها

سانا


تشهد الزراعات المحمية في محافظة طرطوس بعض التراجع في السنوات الأخيرة وفق توصيف العاملين بها في وقت يمكن أن تسهم فيه هذه الزراعات بالتنمية المحلية والاقتصادية وتوفر فرص عمل كثيرة إذ يرى مزارعوها انهم ضحية الخسائر الكبيرة في ظل غياب عوامل الدعم والحماية وتغيرات المناخ . وبين ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وعدم وجود أسواق تصديرية من جهة وسرعة تعرض المحاصيل للتلف والذبول والظروف الجوية القاسية التي مرت بها المنطقة خلال فصل الشتاء و دمرت منشات زراعية بالكامل يرى المزارع “علي محمد” أن مزارعي الزراعات المحمية “ضحية الخسائر الكبيرة بعيدا عن أي دعم أو ردود على مطالبهم بقروض لتجديد محصولهم أو إعادة بناء المنشآت فيما يشير إلى أن تاخر توزيع مخصصات المازوت شتاء هذا العام أدى إلى تلف الكثير من المحاصيل بشكل خاص في منطقة الخراب أكبر مناطق الزراعة المحمية إذ وجد الفلاحون أنفسهم عاجزين عن فعل أي شيء ينقذ منتجاتهم”. ويطالب المزارعون بالدعم عبر تأمين البذار المجربة والجيدة والمختارة بعناية وتوفير ادوية المكافحة اللازمة والاسمدة للمساهمة في تخفيف عبء تضاعف أسعار مستلزمات الإنتاج التي حققت “ارتفاعا خياليا غير مقبول بالنسبة للمزارعين” وبهذا الصدد اعتبر بعض المزارعين الذين التقتهم “سانا” في بانياس أن “الفلاح يتعرض لظلم من ناحية معاملة البيت البلاستيكي في حال تعرضه للكوارث كأرض سليخ ولا يعامل كمنشأة قائمة بذاتها وإجحاف في التعويض عن الأضرار بحيث يحسب التعويض من تكلفة الإنتاج فقط”. ويدعو المزارعون الى إنشاء صندوق لدعم الصادرات وتشجيع المصدرين وتقديم كل التسهيلات لهم وخاصة في هذه الظروف “من أجل تثبيت الفلاح في أرضه” وزيادة الإنتاج ويقترحون تأمين البذار من قبل المؤسسة العامة لاكثار البذار بأنواع معتمدة وإعطاء قروض موسمية على البيوت البلاستيكية من أجل التمويل الذاتي واعتبار هذه الزراعة من الزراعات الاستراتيجية في المنطقة الساحلية وتقديم الدعم اللازم لها وتفعيل دور الجمعية النباتية لتسويق كامل الإنتاج. من جانبه يشير رئيس دائرة الانتاج النباتي في مديرية زراعة طرطوس المهندس رفعت عطالله إلى “التراجع الملحوظ الذي تشهده الزراعات المحمية خلال السنوات الأخيرة على الرغم من الأهمية الكبيرة التي تشكلها” مبينا في الوقت نفسه أنه “لا يمكن تحديد قيمة هذا الانخفاض حتى نهاية الموسم الحالي في أواخر شهر تموز المقبل”. ويصل عدد البيوت البلاستيكية في محافظة طرطوس إلى نحو 130 ألف بيت بلاستيكي مزروعة حسب المهندس عطاالله منها 109 آلاف و 205 بيوت مستثمرة مع الاشارة إلى أن عدد البيوت المستثمرة يتغير بشكل شهري حسب خصوصية كل منطقة إذ تخرج بيوت من الخدمة وتدخل أخرى عوضا عنها فتبدا عمليات الزراعة في مناطق القدموس والشيخ بدر مع بداية موسم الصيف تفاديا لموجات الصقيع كونها مناطق باردة فيما تعتمد مناطق ساحلية مثل “حريصون” زراعة مواسم قصيرة فيها قد يصل إلى ثلاثة مواسم خلال العام الواحد. ويعزو المهندس عطاالله تراجع الزراعة إلى ارتفاع تكاليف الانتاج وعدم قدرة المزارع على تقديم الخدمات الزراعية اللازمة للنباتات وللبيت البلاستيكي من تسميد وتعقيم إضافة لظروف الطقس الاستثنائية التي مرت بها البلاد هذا العام حيث إثر انخفاض درجات الحرارة في شهر كانون الأول الماضي بشكل خاص وتفاوت درجات الحرارة بين الليل والنهار على نمو حجم الحبة فأصبح أقل من مواصفة الصنف وبالتالي التراجع في الانتاج. ويشير المهندس عطا الله إلى ضرورة عودة المصارف الزراعية لإقراض المزارعين ليتمكنوا من إعادة بيوتهم إلى الانتاج مؤكدا ارتفاع تكاليف إنشاء البيت البلاستيكي في ظل الارتفاع الكبير لأسعار المواد اللازمة حيث “تصل تكلفة تجهيز البيت الواحد حالياً إلى أكثر من 250 ألف ليرة مقارنة بنحو 50 ألف ليرة قبل الأزمة. وحسب احصائيات زراعة طرطوس فإن إنتاج الزراعة المحمية تراجع في المواسم الأخيرة إذ كان معدل إنتاج البيت البلاستيكي الواحد عام 2007 يبلغ 7 أطنان من البندورة أو الخيار وغيرهما انخفض عام 2010 إلى 6 أطنان وإلى أربعة أطنان خلال العام الماضي بسبب عدم اتباع دورات زراعية أو توافر مستلزمات هذه الزراعة وظهور الآفات والتلوث الفطري وارتفاع تكاليف الإنتاج. وكان المهندس عطاالله توقع في 11 كانون الثاني الماضي أن تصل نسبة الأضرار في البيوت البلاستيكية جراء موجة الصقيع التي ضربت المحافظة في الشهر ذاته إلى نحو 15 بالمئة.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=9&id=4511