حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات أدلى بها يوم الأحد، الأكراد في شمال شرقي سوريا، وبالتحديد “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، من مصير مشابه للأفغان الذين اعتمدوا على الولايات المتحدة. وقال لافروف في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” إن الوجود الأميركي في المنطقة له تأثير مباشر على الأوضاع هناك، معتبرًا أن هذا الوجود هو السبب الرئيسي للأزمات في مناطق ما وراء الفرات والضفة الشرقية لنهر الفرات والجنوب الشرقي من سوريا. وأشار لافروف إلى أن القوات الأميركية قد أنشأت منطقة بقطر 55 كم حول بلدة التنف، مدعية أنها موجودة كمراقب ولتدابير احترازية لمنع توسع نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية”. واتهَمَ لافروف هذه القوات بالسعي إلى إقامة كيان شبه دولة في تلك المناطق، خلافًا لبقية الأراضي السورية التي تخضع للسلطات الشرعية وتواجه عقوبات صارمة، بما في ذلك قانون “قيصر”. وأضاف أن العقوبات الصارمة لا تُطبق في المناطق التي تحت الحماية الأميركية، بل يتم ضخ الأموال إليها بشكل كبير. وأوضح أن هذه المناطق تحتوي على أغنى حقول النفط والغاز وأخصب الأراضي الزراعية، والتي يتم استغلالها بشكل واسع. وأكد أن النفط والغاز والحبوب التي يتم تصديرها من قبل الأميركيين وحلفائهم لا تذهب إلى خزينة الدولة السورية، بل تُستخدم لتعزيز جهود الانفصال وإنشاء كيان شبه دولة في تلك المناطق. كما أعرب لافروف عن أسفه لاستدراج الأكراد إلى المخطط الأميركي، محذرًا من أن الاعتماد على الحماية الأميركية قد يؤدي إلى نفس مصير القادة الأفغان الذين تم التخلي عنهم في النهاية. ودعا لافروف الأكراد إلى إدراك أن مستقبلهم يكمن في وحدة سوريا وليس في الاعتماد على القوى الأجنبية، وحثهم على الدخول في مفاوضات مع السلطات السورية للتوصل إلى اتفاق يضمن حقوقهم كمجموعة قومية. وأشار أيضًا إلى أن هناك حوارات سابقة كانت جارية مع الأكراد، وساهمت روسيا فيها، لكن الأميركيين تدخلوا وأقنعوا الأكراد بتصعيد المواجهة مع دمشق بدلاً من التعاون معها. وذكّر لافروف الأكراد بمصير الأفغان الذين اعتمدوا على الولايات المتحدة، محذرًا من تكرار نفس السيناريو، وأعرب عن أمله في أن يستفيدوا من هذه التجربة التاريخية ويعودوا إلى مسار الحوار الوطني للتوصل إلى اتفاق حول شروط حياتهم ضمن الدولة السورية وكالات أوقات الشام |
||||||||
|