محليات

عندما يصبح الاستحمام حلماً؟ ومياه الغسيل مدفوعة الأجر.. جرمانا مثالاً

الوطن


تتضاءل الأحلام وتنكمش بفعل البرد فتصبح بضعة ليترات من المياه تجري في صنابير المنزل حلماً ويصبح معها الحمام الساخن ترفاً في عز الشتاء، فالكهرباء لا تأتي ومضخات المياه بالتالي لا تعمل وتلقائياً يصبح المنزل بلا مياه ولا كهرباء ولا مازوت ويصبح المستهلك بانتظار غودو وغودو لا يأتي. ولا تختلف مدينة جرمانا بحالها عن حال مدن الريف وبلداته فحال المياه ذاتها من شح إذ إن مضخات الآبار ألزمها التقنين الصمت وإذا عملت فمضخات المياه في الأبنية المختلفة في حارات وشوارع المدينة لا تستطيع في الوقت القصير الذي لا يتجاوز 45 دقيقة على فترتين من السابعة صباحاً وحتى الواحدة ليلاً أن تنال إلا القليل من حظها في حين تغيب التغذية الليلية في المدينة منذ أيام ويكتفي بساعة أو ساعتين متقطعتين بين الواحدة والسابعة صباحاً في ظل تقنين المياه يومين بيومين. واقع سعر برميل مياه الغسيل في المدينة ارتفع سعره ليصل إلى أكثر من 5 آلاف ليرة للبرميل وليصبح بذلك ملء خزان برميلين ونصف البرميل بسعر 15 آلاف ليرة سورية، علماً أن أي أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص تعيش في المدينة تحتاج إلى ملء خزانها كل يومين في الحالة الطبيعية فإذا اقتصدت العائلة في هذه الظروف فإنها تحتاج إلى خزان كل خمسة أيام ما يعني 60 ألف ليرة كل شهر ثمن مياه للجلي والغسيل. وحدة مياه المدينة سيرت موظفين لها يطرقون على أبواب المنازل من أجل تحصيل مبالغ مالية لقاء استخدام العدادات، مطالبين الأهالي بالمراجعة من أجل التسديد أو إنهم سيقومون بفك ومصادرة موتورات المياه المركبة، ووفقاً لروايات الأهالي فإن المياه لا تأتي على الرغم من وجود تغذية ليلية بالمدينة بل إنه حتى خلال النهار في أيام التغذية لا يوجد مياه ويؤكدون وجود تواطؤ بين وحدة المياه وبائعي المياه الجوالين فهم المستفيدون بالنهاية من عدم وصول مياه الشبكة للأهالي. معاون مدير عام مياه دمشق وريفها عمر درويش كشف لـ«الوطن» أن المشكلة أكبر من وحدة مياه المدينة ولا علاقة لها بتحصيل مبالغ أو غيره وهي تتعلق بالكهرباء عامة وعدم وجودها، مبيناً أن عدم استقرار التغذية الليلية أحد أسباب عدم وصول التغذية المائية للشبكة فالآبار والمضخات في المدينة لا مشكلة عليها وهي بحالة ممتازة وتعمل بشكل جيد لكن المدينة تأثرت بقلة التغذية الكهربائية التي لا تتجاوز خمساً وأربعين دقيقة كل خمس ساعات وانقطاع التغذية الليلية وعدم استقرارها لذلك فإن المشكلة هنا وليست في أي مكان آخر. ويرى درويش أن الحلول جميعها لدى الكهرباء فاستقرار التغذية الليلية وعدم انقطاعها وزيادة ساعات التغذية الكهربائية خلال النهار هي الحل. مدير وحدة مياه المدينة طلال بركات قال لـ«الوطن»: إنهم كوحدة مياه قاموا بتقسيم التغذية في المدينة لمجموعتين بحيث تغذى كل مجموعة يومين وأن هناك اتفاقاً ضمنياً في اجتماع رسمي مع الكهرباء بالإبقاء على التغذية الليلية من الواحدة حتى السابعة صباحاً ليستطيع المشتركون في كل مجموعة استجرار المياه لكن لا يوجد التزام من الكهرباء بالتغذية الليلية ما يجعل من الصعب على وحدة المياه تغذية المشتركين. ويؤكد بركات أنه في حال استقرار التغذية الليلية يمكن تغطية 95 بالمئة من المشتركين باستثناء مشكلات قد تظهر في نهايات الشبكات أو الأبنية المرتفعة مثل الأبنية التي يصل ارتفاعها الطابقي إلى سبعة أو ثمانية طوابق لأن بعضها أصبح أعلى من علو خزان مياه المدينة لذلك فإن مضخات آبار المدينة تحتاج إلى طاقتين كهربائية أساسية وطاقة مجموعات التوليد وفي حال توافرهما تستطيع تغذية المدينة بشكل ممتاز، حيث إن تشغيل مجموعات التوليد وضخ المياه إلى الشبكة لن يوصلا المياه إلا إلى الطوابق الأرضية ومن لديه مولدة أو بطارية لتشغيل مضخات المياه، أما بقية المشتركين فلن تصلهم المياه لأنهم يحتاجون إلى تيار كهربائي لتشغيل المضخات.
Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=16&id=30943