وجهات نظر

هذا ما كتبته المذيعة ربا الحجلي معلنة مغادرتها الاخبارية السورية

ربا الحجلي


هل فعلا هذا يحدث ..؟ هل نعيش اليوم في عالم بلا ذاكرة ، هل يستحيل كل ذاك الحب وهما و كأنه رمادا لوقت لم يحترق ، و هل تنام تلك المساءات الخطرة و خفر الوقت المشؤم في دفاتر الليل الاسود ... هل فعلا هذا يحدث ؟ يسكنني الذهول و شغب الاسئلة المرة لكني لا ابحث لها عن اجابات .. ليس خشية من الخيبة التي قد تتسلل مع كل جواب .. بل لقناعتي ان ما يحرضها حضور طارئ و عابر ... لن ادعه يخدش ايماني او شغفي .... و من يجرؤ ...؟ و انت تشعر بانك محاصر و انك محكوم باقدار تأتيك ثقيلة يفرضها الامر الواقع عليك ... تبحث بالضرورة عن اي مخرج يضعك خارج الحصار ..هذا ان كنت حرا .. حينها لن تهتم كثيرا بالاثمان التي ممكن ان تدفعها ،طالما انك تحرر ذاتك من عبث التعاطي مع كمية كبيرة من القصور و الغباء الذي قد تتربص بك فيما لو ارتضيت البقاء .. للاعزاء الذين سألوا و يسألون عني اخبرهم : اني بخير .. لكني لم اعد بعد اليوم اعمل في قناة الاخبارية السورية .... قررت ان اغادر .. اعرف ان الامر ليس سهلا ... لكن يحدث ان يفترق حبيبان وجذوة الحب لما تزل متقدة ، يحدث ان يفرض الرحيل نفسه حين لا يعود هناك متسع من الحرية او حين يصبح الحب مكلفا ينال من كرامتك المهنية ، ويضعك امام اختبار تحمل ضعف الآخرين وهزلهم و غياب قدرتهم على حمايتك ... هنا يبدو الغياب رغم وجعه خيارا او موقفا او شرطا لازما لتنقذ كرامتك وكرامة زملائك المهدورة على مذبح المحاباة و التجمل و ادعاء القوة . - انا اليوم خارج الاخبارية .. لكن ليس بالضرورة خارج الفعل الاعلامي ... كثيرة هي وعود الافق .. و انتظار الصباح موهبتي .. محكومة ابدا بالحب الكبير لسورية و باحترامي للمسلمات الوطنية التي لم و لن يغيرها اي طارئ .
Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=29819