وجهات نظر

كتب الاستاذ خالد العبود : الراحل حافظ الأسد.. كيف صرف انتصار تشرين؟!!..

الاستاذ خالد العبود_ الصفحة الشخصية


-في هذا اليوم التشرينيّ العظيم بتاريخنا الحديث، سوف نشير إلى معنيين: -الأول هو "الانتصار".. -والثاني هو "صرف هذا الانتصار".. -كثيرةٌ هي الشعوب التي انتصرت على أعدائها، واستطاعت أن تلحق الهزيمة بالغزاةِ والمحتلين، وهذا هو "الانتصار".. -أمّا "صرف الانتصار" فهو معنى آخر تماماً، يكاد يكون أكثر أهمية من الانتصار ذاته، وهو أن تبني الشعوب على هذا الانتصار، حيث يتمثّل ذلك باثنتين: -الأولى أن تنهض هذه الشعوب كي تتخلّص من تبعات، وملحقات، تكلفة الانتصار التي قدّمتها وصولاً إلى انتصاراتها.. -الثانية أن يُستثمر هذا الانتصار في سياقات الاهداف التي كان من أجلها.. من هنا كنّا نؤكّد على خصوصيّة وفرادة الرئيس حافظ الأسد، حين استطاع أن يستثمر في نصر تشرين العظيم، من خلال قيادته في التخلّص من تبعات وملحقات تكلفة الانتصار التي قدّمها السوريّون.. ثمّ أنّه منع العدو من الوصول إلى أهدافه التي كان يعمل عليها، خاصةً وأنّ هناك عدواناً قويّاً على الأمّة، أملاً في فرض "سلامٍ" كان هدفاً رئيسيّاً من أهداف العدو الصهيونيّ، وهو ما كان واضحاً وجليّاً، في محاولة العدو، مع مصر الشقيقة، حين كان "السادات" جاهزاً للقيام بذلك.. -نعم.. لقد منع الراحل حافظ الأسد، أن يُصرف الانتصار، في غير السياقات التي كان من أجلها، وتجلّى ذلك، في رفضه المطلق، في التوقيع على "وجود موضوعيّ وحقيقيّ" لهذا الكيان، على مستوى المنطقة، وهو ما فعلته الأنظمة العربيّة، في كلّ من "كامب ديفيد" و"وادي عربية" و"أوسلو"!!.. -إضافة لموقفه الجليّ والواضح من المقاومة العربيّة، في كلّ من فلسطين ولبنان، حين انحاز لها داعماً ومناصراً، مادياً ومعنوياً، أملاً بالابقاء على شعلة الرفض حاضرة، في وجه استراتيجية التطبيع التي كانت تُعدّ للمنطقة، مع كيان الاحتلال!!.. -بهذا المعنى استطاع الراحل حافظ الأسد، بعبقريّة فذّة، أن يصرف انتصاره في تشرين صرفاً غالياً، لصالح أهداف الأمّة، فهو لم يستطع أن يحرّر أرضه الوطنيّة المحتلة، لكنّه أبقى عليها حقّاً من حقوق أبنائه وأحفاده، في الآن الذي لم يسمح به، ولم يشرعن، للعدو الغاصب والمحتل، من أن يدخل دمشق، كما دخل هذا العدو، عواصم عربيّة أخرى!!..
Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=29785