دراسات

خبايا المؤامرة.. 350 مليون جنيه إسترليني قدمتها بريطانيا لمحاولة “إسقاط” الدولة السورية

تشرين


فضحاً للمؤامرات التي حاكتها الدول الغربية لزعزعة الاستقرار في سورية والسيطرة على مواردها كتب المؤرخ والصحفي البريطاني مارك كيرتيس كاشفاً الخبايا التي تدور في كواليس الإدارة البريطانية والمساعدات الضخمة لدعم الإرهابيين في سورية. وجاء في المقال: تم رفع السرية عن التمويل الهائل الذي قدمته الإدارة البريطانية لما سمته “الجماعات المعارضة”, والتي رفضت الإدارة تحديد هويتها, في سورية. ويفوق حجم التمويل 350 مليون جنيه إسترليني من ميزانية الإدارة البريطانية, استخدمت منها هيئة “وايتهول”, المختصة بصندوق “الصراع والاستقرار والأمن”, ما يقارب 215 مليون جنيه إسترليني لدعم الإرهابيين وعملياتهم في الأراضي التي حررها الجيش السوري في السنوات الخمس الماضية تحت مسميات تمويل مشاريع بذريعة “هزيمة الفقر ومعالجة عدم الاستقرار وخلق الرخاء في البلدان النامية”.! وتابع المقال: هذه المبالغ منفصلة عن برنامج “المساعدات الإنسانية البريطاني” في سورية , فقد أظهرت العديد من الوثائق أن المملكة المتحدة كانت ترسل الأموال والمساعدات للمناطق التي تنتشر فيها الجماعات المتطرفة منذ بدء الأزمة في سورية في أوائل عام 2011. وتزامن ذلك مع برنامج سري بريطاني لمحاولة “إسقاط” الحكومة السورية وتنصيب حكومة موالية للغرب والولايات المتحدة ودول الخليج وتركيا. وأكد المقال أنه بناء على الوثائق التي تم كشفها أن الرقم 350 مليون جنيه إسترليني هو أقل من الواقع لأنه لا يشمل الأنشطة الممولة مما يسمى “الميزانية السوداء” في المملكة المتحدة، بما في ذلك العمليات الاستخباراتية. إذ تقدم الحكومة البريطانية معلومات متناقضة عن هذا التمويل إلى البرلمان، إضافة إلى غموض صندوق الضمان الاجتماعي في ذكر أسماء العديد من المقاولين الذين ينفذون “المشاريع”. ومن بين هذه “المشاريع” الممولة التي كشفت عنها الوثائق ما يسمى “حبل أمن سورية” الذي أدارته وزارة الخارجية البريطانية بين عامي 2016 و2017 وبلغت قيمته 28,2مليون جنيه ومشروع” تعزيز هياكل الحكم في سورية” بإدارة وزارة التنمية الدولية البريطانية بين عامي 2016 و 2020 و بلغت تكلفته 27.5 مليون جنيه إسترليني. ويهدف كلا المشروعين إلى تقديم المساعدات الفنية والمعدات إلى المجموعات المسلحة لتمكينها من السيطرة على الأراضي السورية . وأضاف المقال: من بين المشاريع التي دعمتها المملكة المتحدة ما يسمى بـ”شرطة سورية الحرة” التي انتشرت في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة مثل إدلب وريف حلب والغوطة الشرقية والتي كشف أحد البرامج البريطانية فيما بعد عن صلتها بمحاكم يديرها تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي وبالرغم من ذلك فقد نفت الحكومة البريطانية وشركة “آدم سميث إنترناشيونال” الممولة أمر الدعم واستأنفت المشروع في أوائل عام 2018. ورأى كاتب المقال: لطالما كانت المملكة المتحدة ممولاً مهماً للعمليات الإعلامية المناوئة للدولة السورية. فقد كشف الصحفي إيان كوبين في عام 2016 أن الحكومة البريطانية كانت تشن حرباً إعلامية على سورية من خلال تمويل أنشطة إعلامية لبعض الجماعات المسلحة. ومنذ عام 2012 مولت بريطانيا خمسة برامج سرية في سورية تنطوي على إنشاء شبكة من الصحفيين المواطنين في جميع أنحاء البلاد لتشكيل تصورات الحرب. وتابع مؤكداً: تبين أن المملكة المتحدة تدير سراً ما سمته بـ”المعارضة السورية”، إذ منحت عقودًا لشركات اتصالات اختارت ودربت متحدثين باسمها، وأدارت مكاتبهم الصحفية وطوّرت حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أظهرت الوثائق أن بريطانيا سعت إلى استخدام الاتصالات الإستراتيجية لتعزيز الأصوات المناوئة وتقديم روايات بديلة ومعتدلة تعارض وتقوض ما يجري في سورية وأنفقت ما يقارب 5,3 ملايين جنيه إسترليني لدعمهم. ومن ضمنها ما سمي بـ”برنامج سورية المستقبل” ، والذي تبلغ قيمته 6.96 ملايين جنيه إسترليني من 2019-21 20، الهادف إلى ” تحدي الروايات الروسية/ السورية”. أردف المقال: تم الإبلاغ عن دور بريطانيا في الحرب على سورية بشكل واضح في وسائل الإعلام الرئيسية في المملكة المتحدة. في حين غطت الصحافة على نطاق واسع ما سمته بـ”العمليات العسكرية البريطانية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي”، لكن عملياتها السرية ضد الدولة السورية ودعم الجماعات المسلحة تم إهمالها. وتشير الدلائل إلى أن بريطانيا بدأت عمليات سرية ضد الحكومة السورية في أواخر عام 2011 أو أوائل عام 2012. وبحسب ما ورد شاركت وكالة الاستخبارات الخارجية البريطانية MI6 في شحنات الأسلحة وتدريب وتنظيم المجموعات المسلحة في عملية سرية مع حلفائها في الولايات المتحدة والشرق الأوسط. وتحدث الكاتب قائلاً: ساعدت السياسات السرية والعلنية الداعمة للمسلحين السوريين من جهات أجنبية مثل المملكة المتحدة في إطالة أمد الأزمة السورية. ومع ذلك، فإن بعض الصحف البريطانية مثل الغارديان والأوبزرفر مازالت ترفع شعارات زائفة أن بريطانيا لم تكن متورطة إلى حد كبير في سورية.
Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=12&id=28898