وجهات نظر

كمال خلف: ملاحظات ميدانية عسكرية في المواجهة الدائرة في غزة

كمال خلف


العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة يتم الاسبوع الاول، ومازالت الغارات الاسرائيلية والقصف المدفعي مستمرا على قطاع غزة بالمقابل الرد الفلسطيني مستمر، ولم تتوقف صواريخ المقاومة الفلسطينية، لكن المسار العسكري للمواجهة دخل مرحلة جديدة . ويمكن تسجيل ملاحظات ميدانية بعالجة مع الاشارة الى دلالاتها. اولا: ظهر تكتيك ميداني لافت تمثل في اعطاء المقاومة الفلسطينية مهلة ساعتين من 10 ليلا امس بتوقيت القدس حتى منتصف الليل للاسرائيليين في تل ابيب للتجول، وعند نهاية المهلة بدقيقة انطلقت الصواريخ بكثافة باتجاه تل ابيب، وهذا مغزاه العسكري يتمثل في اظهار المقاومة الفلسطينية قدرتها على القيادة والسيطرة، وايصال رسالة للجيش الاسرائيلي ان غرفة التحكم والقيادة المركزية العسكرية ما زالت تملك زمام المبادرة والتواصل مع المقاتلين في مناطق تمركزهم ونقاط منصات اطلاق الصواريخ المنتشرة في عموم مناطق القطاع وتتحكم بها وبدقة، وان الغارات الاسرائيلية طوال ستة ايام لم تحقق اهدافها. وان قادة الاحتلال يكذبون في بياناتهم الموجهة الى الجمهور الاسرائيلي بانهم استطاعوا عبر العمليات العسكرية شل قدرة المقاومة. ثانيا: لا بد من تسجيل ملاحظة هامة تتعلق بنوع الصواريخ التي اطلقتها المقاومة يوم السبت وهي تبدو مختلف عما اطلق خلال الايام الخمس التي سبقتها، قوتها التدميرية كانت اكبر وذات رؤوس حربية ثقيلة واكثر دقة، وهذا ظهر من خلال صور الدمار الذي احدثته في المناطق التي سقطت فيها في تل ابيب، هذا يعني ان المقاومة تعتمد نهج التدرج في المواجهة، وهناك ما تحتفظ به ولم تستعمله، والاهم يبدو ان وصول الصواريخ الى تل ابيب ليس السقف الاعلى لدى الاجنحة العسكرية في غزة، وربما سنشاهد اذا استمرت المنازلة صواريخ اكثر دقة وابعد مدى من صاروخ عياش الذي يبلغ مداه 250 كم وتطال مدن الشمال مثل نتانيا والخضيرة. ثالثا: منهجية القصف واضحة، فالمقاومة لا تطلق صواريخ بكل اتجاه نحو مستوطنات غلاف غزة او المدن داخل اسرائيل بشكل عشوائي لايقاع اضرار فقط، كما كان الحال في المواجهات السابقة خلال الاعوام الماضية، انما من الواضح انها وضعت استراتيجية للقصف تستهدف شل اسرائيل اقتصاديا وعزلها عن العالم، فالقصف الفلسطيني تركز على مدينة اسدود شمالا، وخاصة الميناء التابع للمدينة، من هذا الميناء يدخل عبره 60 بالمية من واردات اسرائيل من الخارج، وتعتبر المدينة مركز صناعي اقليمي هام، وكذلك تركيز القصف على منطقة “غوش دان” ضاحية تل ابيب وذات الكثافة السكانية، والتي تعتبر مركزا ماليا وتجاريا هاما . وتركيز القصف على “مطار بن غورين” لايقاف حركة الملاحة الجوية، وهذا ما حدث فعلا حيث حولت اسرائيل الرحلات الى مطار رامون في ايلات في صحراء النقب .وبرغم ذلك اطلقت المقاومة صواريخ تجاه ايلات، وبدات في الساعات الماضية التركيز على النقب وايلات لوقف حركة الملاحة بالكامل. بمقابل هذه التطورات العسكرية لعمل المقاومة الفلسطينية، زادت اسرائيل من الضغط على المدنيين في القطاع من خلال سياسية تدمير البنايات وزيادة اعداد الضحايا لحشر المقاومة، اعتمد الجيش الاسرائيلي على سلاح المدفعية بشكل اكبر خلال الثلاثة ايام الماضية . وتحاول المدفعية المتمركزة جنوب عسقلان بث الرعب والهلع لدى سكان شمال قطاع غزة عبر التدمير العشوائي للمنازل، وهذا يؤكد ان بنك اهداف اسرائيل في غزة افلس تماما . ولم يعد امام الجيش الاسرائيلي سوى خيارين الاول التدمير والمجازر لتدفيع المقاومة الثمن من بوابة الانتقام من البيئة الحاضنة، والخيار الثاني المجازفة بالتوغل البري لوقف الصواريخ وهذا خيار صعب لوحت به اسرائيل ليل الخميس الجمعة الماضي من باب التكتيك ونصب مصيدة للاجنحة العسكرية في البر، الا ان المحاولة فشلت، سنشهد للاسف مجازر اسرائيلية وانتقام مع فشل القدرة العسكرية الاسرائبلية على وقف الصواريخ . وربما تسوق ذلك الحكومة الاسرائيلية على انه انجاز قبل الركون لوقف العدوان.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=28147