فريـش

“أبو عنتر” في ذكرى رحيله.. عكيد باب الحارة الأصلي

تلفزيون الخبر


ربما لا يعرف الكثيرون أن الفنان السوري الراحل ناجي جبر هو من أوصل مسلسل “باب الحارة” للضوء بفضل عرض النص الذي كتبه مروان قاووق على المخرج بسام الملا. وربما غير معلوم أن المسلسل كان يخمل عنوان “عودة سعاد” وأن جزأه الثاني كتب قبل جزؤه الأول حين تم عرض العمل على المخرج الملا وشركة عاج وحينها جرى تعديل النص وكتابته من جديد وظهر باب الحارة إلى العلن ليصبح أحد أكثر المسلسلات إشكالية في عالمنا العربي. بالمقابل كانت شخصية العكيد “أبو شهاب” هي الشخصية التي سيقدمها الراحل ناجي جبر قبل وفاته لكن خلافات بينه وبين المخرج بسام الملا حالت دون ذلك بسبب اعتذار الأول عن أداء شخصية “المخرز” في مسلسل “ليالي الصالحية” لأسباب تتعلق بنحافته نتيجة مرضه. هي إحدى حكايات الفتي الدمشقي “البطل” أو القبضاي.. ربما ما هو متداول يظهر قوة وجبروت وفكاهة أبو عنتر تلك الشخصية التي صبغت حياة ناجي جبر وتمسكت بها رغم أنه حاول الخروج منها ولكن بعض اللوازم الفنية قد لا تغادر صاحبها وهذا ما حدث مع الراحل . أبو عنتر “قبضاي ولكنه فكاهي” .. هي سمة ربما لا تتكر كثيراً في أصحاب العضلات المفتولة على الأقل في الدراما.. فكان أبو عنتر جزءاً من يوميات الناس وذاكرتهم ولغاية اليوم يتم تناقل أدواره و شخصية “أبو عنتر” ومشاهدها عبر اليوتيوب وتحقق أرقاماً مرتفعة من المشاهدات . هكذا صنع ناجي جبر ” أبو عنتر ” بعفوية مطلقة وكاريزما بعيداً عن دراسة أكاديمية فالتصقت به ولعل الذاكرة الجمعية تتقولإن الأبطال محببون من قبل الناس مهما فعلوا حتى لو أخطأوا فخطؤهم مغفور. هكذا رسم الراحل البسمة على شفاه الكثيرين وتحول إلى بطل شعبي حقيقي استطاع بقصد أو من دون قصد أن يؤسس لما تسمى اليوم دراما البطل الشعبي المنتشرة اليوم . في مثل هذا اليوم من العام 2009 رحل أبو عنتر تاركاً وراءه إرثاً كبيراً .. إرثا في الذاكرة الجمعية لا يمكن أن تمحوها السنين ففي حوزة الرجل أكثر من خمسين مسلسلاً منها ما تشارك بها مع دريد لحام ونهاد قلعي مثل ” صح النوم ، حمام الهنا، مقالب غوار، وين الغلط، وادي المسك، وفيلم غرام في إسطنبول. وأخرى قدمها مع ممثلين آخرين ومنها “يوميات أبوعنتر”، و”رمضان كريم”، و”أيام شامية”، و”حامض حلو”، و”الخوالي”، و”أبو المفهومية”، و”الرهان”، و”أولاد بلدي”، و”وادي المسك”، و “آه يا زمن”. ولم تخلُ مسيرة الراحل من المسرح حيث أسس لنفسه مسرحاً متميزاً ولعل مسرحية “ليل أنس” شاهدة على ذلك حيث استمر عرضها عدة سنوات . بهذه المسيرة الكبيرة ختم الراحل ناجي جبر حياته ليوقع على ذكريات عمالقة الفن السوري الذين سبقوه وليبصم بصمته الخاصة كواحد من جيل المؤسسين وصناع المحتوى الفني السوري .

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=11&id=27812