احوال البلد

داعش» تحاصر «النصرة» في القلمون

الخبر برس


لم تعد الجهتان الخاطفتان للعسكريين اللبنانيين في القلمون السوري تهتمّان لأمر التفاوض مع الدولة اللبنانية من أجل إنهاء الملف، ويبدو ان التنظيمين أي جبهة النصرة وداعش، لا يريدان إضاعة الوقت في المفاوضات. تنصب إهتماماتهما على أمور أخرى، إذ تشير المعلومات إلى أن المعارك بين التنظيمين ستصل إلى الجانب الغربي من القلمون بعد أن سيطر التنظيم على القلمون الشرقي. يطمح تنظيم داعش إلى التوسّع، يريد نشر دولة الخلافة، ينطلق من المفهوم الإسلامي السالف للتوسّع، ويستند إلى موروثات تاريخية ودينية في حروبه الهمجية، هو لم يخترع مبدأ إدارة التوحّش لترويع الناس والتسليم له بالمبايعة، ارتكز على هذا المبدأ وسطع نجمه وازداد توسّعه، قتل، ذبح، شرّد، هجّر على مرأى ومسمع العالم أجمع. يضرب التنظيم فوق الأعناق وفي كلّ الإتجاهات، وتشير المعطيات إلى أن داعش إتخذ قراراً إستراتيجياً بالدخول إلى منطقة القلمون والمناطق القريبة من الحدود اللبنانية، أرسل التنظيم ثلاثة أمراء إلى تلك المنطقة، ما يعني أنها أصبحت من الأولويات بالنسبة لتمدّد “دولة الخلافة”، وتشير المعطيات إلى أن الخطوات العملانية ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة، لا سيما أن التنظيم بدأ يطالب الألوية والكتائب التابعة للجيش الحر وجبهة النصرة مبايعته. يريد داعش التوسع من شمال شرق سوريا، بإتجاه جنوبها الغربي، وتقول مصادر موثوقة في شأن التنظيم لـ”المدن” إن أميره أبو بكر البغدادي يعتبر أن الخسائر التي يتكبدها تنظيمه في العراق بحاجة إلى تعويض، وسيكون هذا التعويض في سوريا، وهذا ما يبرّر نقل داعش لقواته من العراق إلى الأراضي السورية، كما يطمح التنظيم للتوسع على كامل الرقعة السورية من أجل الإقتراب أكثر من دمشق التي يريد محاصرتها عوضاً عن تراجعه في محيط بغداد. وتؤكد المصادر أن التنظيم سيحرّك قواته من دير الزور بإتجاه القلمون ومحيط دمشق عبر منطقة البادية. لكن هنا يبرز السؤال عن موقف النظام السوري من كل ما يجري أو ما يعتزم داعش القيام به، فتجيب المصادر بأن النظام سيقف متفرّجاً أمام كل هذه التحركات وهو يريد الإستثمار في ذلك، أي يترك داعش والنصرة والأفرقاء المعارضين الآخرين أن يضربوا بعضهم ببعض أولاً، ويحاول التنسيق مع التحالف الدولي ضد داعش في محيط العاصمة لحمايتها. قبل أيام، طلب التنظيم من كل الألوية والكتائب المعارضة في القلمون مبايعته، ومن يرفض فسيتم تكفيره والقضاء عليه عسكرياً، بعض الألوية بايعت التنظيم كلواء شهداء اليرموك في القلمون الشرقي، وقد شهدت تلك المنطقة إشتباكات عنيفة بين داعش وجبهة النصرة ما أدى إلى سيطرة داعش على المنطقة فيما هربت قيادات النصرة وعلى رأسهم أبو ماريا القحطاني إلى درعا. إلى الآن يبقى القلمون الغربي على حاله، حيث لا تزال جبهة النصرة هي القوّة المسيطرة على تلك المنطقة، ولكن قبل يومين حصل إجتماع بين أمير الجبهة أبو مالك التلّي وقيادات داعش على رأسهم الأمير الشرعي الجديد في المنطقة أبو الوليد المقدسي الذي طلب من التلّي مبايعة التنظيم، وتشير المصادر إلى أن الإجتماع لم ينته إلى نتيجة نهائية، ما يعني إستمرار الهدنة حالياً بين داعش والنصرة في القلمون الغربي. أياً تكن الأوضاع حاليًاً، إلّا أن الأكيد أن منطقة القلمون تتأهب إلى معركة كبرى، ستتركز إشتباكاتها بين داعش وجبهة النصرة إن لم تسلّم الراية، وبحال تمّت تسوية الأمر فإن المعارك ستكون أعنف بينهما من جهة وبين حزب الله في الجهة المقابلة، خصوصاً أن داعش سيسعى إلى السيطرة على قرى القلمون ولن يرضى البقاء في الجرود. ما يعني أن هذا التحوّل سيفرض واقعاً عسكرياً جديداً بالنسبة للبنان

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=7&id=2760