وجهات نظر

خالد العبود: الأسد.. يُغلق “حساب إدلب”!

خالد العبود


ليس عاديّاً أو طبيعيّاً أن يكون الرئيس الأسد على مشارف “إدلب”، يلتقي ثلّةً من أبنائنا في القوات المسلحة، فالأمر أكبر ممّا نتخيّله، وأكبر بكثير عمّا يبدو عليه في الإعلام، أو في المشاهد التي تمّ بثها من هذه الزيارة!!.. بداية نحن نتحدث عن الخطّ الأوّل، ونتحدّث عن منطقة تقاطع نفوذ، أو دعونا نقول منطقة صراع على النفوذ، خاصة وأنّ المنطقة لم تُحسم بعد، وأنّ الجيش العربيّ السوريّ يعدّ العدّة لاقتناص الفرصة أو لالتقاط اللحظة المناسبة لحسم المعركة فيها!!.. على بعد مئات الأمتار من المواقع التي وصل إليها الرئيس الأسد هناك مجموعات إرهابيّة مسلحة تسيطر على مناطق من ريف “إدلب”، ماذا يعني ذلك، يعني أنّ المنطقة ليست آمنة، وأنّها في مرمى نيران العدو، ومن جهة أخرى فهي منطقة مكشوفة أمنيّاً، وبالتالي فإنّ معيار الخطورة فيها كان عالياً جدّاً!!!.. بالرغم من كلّ ذلك يحضر الرئيس الأسد إلى هذه المواقع ويقوم بجولة فيها على بعض المجموعات المقاتلة من جيشنا الباسل، ويشهد جزءاً من رمْي بالقذائف الحيّة، نفذته مجموعة من أبناء المدفعية، بكفاءة عالية جدّاً، بدا ذلك واضحاً من تلازم النيران بين المدافع المستعملة في هذه العملية!!!.. الرئيس الأسد يستعرض هذه المجموعات وأفرادها بكامل عتادهم الحربيّ، يصافحهم دون مرافق خلفه، وبدون واقٍ من الرصاص، بلباسه الطبيعيّ الذي كان واضحاً أنّه لم يكن لباساً معدّاً لمثل هذه الجولات، وهذه واحدة هامة جدّاً، لا يمكن أن تكون خارج القراءة الموضوعية لطبيعة الجولة التي قام بها.. على بعد عشرات الأمتار منه ينفّذ أبناء القوات المسلحة رميّاً مدفعيّاً حيّاً، وهو واقف يرصد عملية الرماية نهاراً جهاراً، دون ساترٍ أو مسافة آمنة، خاصة وأنّه في أرض معركة حيّة، وليس في أرض تمرين عسكريّ بسلاح غير حيّ!!!.. ثمّ وهو على هذه الحال الميدانيّة يُنفّذُ الطيران العربي السوريّ مروراً قريباً منه، فيتفاعل معه تفاعل العارف، خاصة وأنّ المدفعية كانت تؤدي رماياتها الحيّة في اللحظة التي ينفّذ الطيران مروره الحيّ والمباشر!!!.. ثمّ قدّم له الصفّ العسكريّ من قبل أكثر من قياديّ، وجميعهم يحملون سلاحهم الفرديّ الجاهز للمعركة، وكان يصافحهم فرداً فرداً، ثمّ ينتقل للسلام على الأفراد، فيلقي بهم كلمة توجيهة، ثم يصافحهم مودّعاً، وهم أيضاً جميعاً بسلاحهم الفرديّ الكامل!!!.. هذا الاستعراض المقصود منّا، والذي يبدو عاديّاً للبعض هو ليس كذلك في جوهره، خاصة حين نتكلم عن معركة وخطوط تماس وجغرافيا ساخنة وأرض معركة!!.. نجزم لكم أنّ المشهد الذي تابعناه لم يحصل تاريخيّاً، وأنّه لا يمكن له أن يحصل، فالرؤساء والحكّام لا يفعلون ذلك أبداً، أبداً، وهنا السؤال الكبير الذي يمكن أن يُطرح في ظلّ هذا المشهد الميدانيّ الكبير، أين هي “الثورة” التي تغنّى بها البعض، وأين هم من كانوا ينادون بـ “إسقاط النظام” ردْحاً من الزمن، وأين هم من كانوا ينادون بـ “رحيل الأسد” صبيحة كلّ يوم، أين هم أولئك الذين ما انفكّوا يطلقون عليه “فاقد الشرعية”؟!!!.. الرئيس الأسد في ريف “إدلب” من خلال هذه الزيارة المركّبة، والتي تمّ تحميل رسائل عديدة عليها، خاصة من خلال بعض ما أشرنا إليه أعلاه، يبدو واضحاً بأنّه أراد أن يقول للجميع بأنّ “إدلب” بين يديه، وأنّ جيشه هناك ينتظر الإشارة منه، نعم الرئيس الأسد، من خلال هذه الزيارة بالذات، يُغلق حساب “إدلب”!!!.. شاركها

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=23323