وجهات نظر

ع الهامش....

تماضر احمد - الصفحة الشخصية


يقوم العالم الافتراضي (الفيس بوك مثلا ) على علاقات التفاعل بين الأصدقاء... حيث يحكمه طرفان ... الطرف الذي يطرح الفكره والطرف الآخر الذي يتلقى الفكره ويناقشها مع قائلها .. ولا داعي لذكر الطرف الثالث النائم أو المراقب أن صح التعبير لغايات في نفس يعقوب.. يخطئ البعض حين يظن أن التركيز يكون على من يقدم الفكره فقط.. . إذ نعتقد اننا نقرأ أفكار الناشر ونفهم ميوله وتوجهاته.... فغالبا ما تكون الحركه تبادليه واحيانا كثيره تكون عكسيه تماما ... فمن يطرح الفكره هو يوضح نفسه من جهه ومن جهة أخرى يستقرئ صفات الشخصيه المقابله عند أصدقائه من خلال نمط ردودهم وكيفية التعامل مع الفكره المطروحه... الناشر الذكي سوف يعرف شخصية القارئ من خلال ردوده... سوف يكتشف الشخصيه التي تتسم بالموضوعيه والشخصيه العاطفيه وتلك الشخصيه الساخره والسطحيه والشخصيه التي تعتمد مبدأ الشك والشخصيه العدائية والأخرى المجامله والعميقه الخ الخ....باختصار الناشر الذي يمسك بأدواته جيدا سوف يعرف من يلتقط الفكره تماما أو من يدور حولها والاخر الذي يغني في واد بعيد كل البعد عن الفكره المطروحه... الناشر العارف سوف يسبر أعماق الشخصيه التي هي في المقابل بحرفية تامه الناشر الذكي.. سيبني استدلالته على من تعامل مع الفكره ب (أعجبني ) وعلى من تعامل معها أكثر ب (أحببته) واحيانا نرى تفاعلات مختلفه فهناك من حزن على الفكره وهناك من غضب منها وأيضا هناك من تعجب منها...وهناك من وضع ملصقا يعبر به عن رأيه... وأحيانا يكون التعبير بالملصق رفع عتب لا أكثر ولا أقل /طبعا تفاعلات المجامله تسقط تباعا مع تكرار النشر والتفاعل وتصبح مكشوفه أيضا../ وإذا ذهبنا إلى أبعد من ذلك.. إلى الغرفه الخلفيه.. إلى غرفة الخاص.. تلك الغرفه التي لا يدخلها جميع الأصدقاء وغالبا تكون سريه بين الطرفين... في هذه الغرفه تسقط الاقنعه تماما.. مهما حاول الصديق التنكر والتخفي... فمن يضع البطاقات المعلبه تختلف شخصيته تماما عن الذي يعبر عن المناسبات بمفرداته الخاصه... في هذه الغرفه نعرف اتجاهات الشخص حسب المقاطع التي يرسلها... فمنهم من يرسل المقاطع الدينيه ومنهم من يرسل اغنية جميله تنم عن ذوق رفيع ومنهم من يرسل مقالات تدل على ميوله السياسيه والاجتماعيه .. الخ الخ.. وسوف يكون سهلا جدا التفريق بين من يرسل النكته المهضومه والنكته (البايخه) وبين من يرسل فكره بناءه ومن يرسل فكره تحريضيه.. بالنتيجة... ليس فقط من يطرح الفكره هو تحت المجهر فقط.. وايضا من يتفاعل معها.. وغالبا الحوارات تكون أكثر غنى من الفكرة ذاتها.. ومن غيرها يكون المنشور جامدا وباردا... ومتصفح الفيس أن أراد أن يبني صوره تقريبيه عن مجتمعه الذي يعيش فيه.. ما عليه إلا أن يدخل إلى الصفحات العامه.. هناك تكون التفاعلات والردود تلقائيه وعفويه أكثر.. وتعبر بشكل (دقيق) عن شريحه اجتماعيه ليست بالقليله... سواء كانت هذه الصفحات سياسيه.. اجتماعيه.. ادبيه.. اقتصاديه. الخ الخ.. في هذا السياق استذكر منشور قديم على صفحتي.. (قد يكون المنشور ابنك بالتبني.. لكن التعليق هو ابنك الشرعي...) في هذا العالم الأزرق لا يوجد شيء عبث وشكرا.....

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=21547