كلمات

مستقبلنا برسم البيع ...إذا لم ؟؟؟؟!!!


زنوبيا خاص – لمى توفيق عباس

يوما وفي ماض قريب من الروح , بعيداًعن الزمن , كنت أمضي خلواتي الروحية وأنا أتعبّد في محراب شآم , بين جدرانها العتيقة لاهثة في أزقتها , طفلة صغيرة إن استدعت الذاكرة للتجول بين أروقة التاريخ , ومنعطفات الذكرى , وكنت أحبو على فؤادي مضرّجة بعبق المكان أمسك بين أصابعي سلال من الفخر والعز أنثرها على جبين القادم من بلاد الخوف والقلق لأرغمه على التوقف وأصرخ بصمتي المعهود , انظر , تأمل , ( نحن هنا ) , نحن أعمدة الكون وبنيانه المرصوص, وقلبه الدافء وروحه المطمئنة , إلى أن صحوت في غفلة من اللحظة لأرى نفسي تلوج عمق التراب فتستجدي صخب اليقين .

هل هذه سوريا ؟؟؟ هل هي شآمنا التي سكنتنا جينات ومورثات نسجت خلايا الروح ؟؟؟ هل مانعيشه الآن ونسمعه واقع تخطه القصص السورية بأحرف من نار, أم أنه كابوس لحيظات وسنصحو منه ؟؟؟ أم ماذا ؟؟؟ لاشك بأننا نحتاج لكثير من الصبر والتعقل والتأمل حتى نعي من هول صدمتنا مايجري .

ولو حاولنا أن نستعرض من هي سوريا بتاريخها وأمجادها , بيقينها وسرها , بنفسها وذاتها , بقوتها وجبروتها أرضا وشعبا , لما كفانا مداد المحيطات كي نكتب .

لطالما تغنيت بالروح , وبأساطير لم يعشها سواي متفردة فيها بقناعات مختلفة , أشبه بالهذيان كما اعتاد البعض ممن غلبتهم ماديتهم وصف حالتي , إلى أن تسلّحت بالنقطة بدايتي , وبالسطر خاتمتي , وبدأت أصول وأجول في ساحات اليقين مدججة بالدعاء والإبتهال إلى الله , لوطني وقائدي وتراب طاهر حاشى أن يدنّس .

أعلم أننا نمرُّ بأيام متشحة السواد على ربيع شبابنا الذي يذبح على يد الغدر , وأعلم أن وطني ينزف , ونصال الغدر لم تترك متسعاً حتى للتنفس , وأعلم أننا على استعداد لأن نبذل كل شيء وأي شيء مهما غلا فداء لسوريا الأسد , ولكن مالم  أصدقه حتى اللحظة أن يجتثَّ الوريد من قلب الأم وعلى يد أبنائها , والثمن حفنة من دولارات لوّثت بأيدي الشيطان في أمريكا وتل أبيب , وباركها حكام الأعراب الأنجاس بل وتفننوا في تجميلها وتأطريها وتوزيعها بالتساوي بين القاتل والخائن وعدو الله .

وماأعلمه أيضا أن هناك كثير من أخوتي وأخواتي قد بدأ القلق والخوف واليأس يتسرب صقيعا إلى أوردتهم , وهنا كان السبب الرئيسي لكتابتي هذه السطور , وهو رجائي الخالص بالثبات واليقين والإرادة والثقة المطلقة بالله وبقائدنا وشعبنا , وأسألهم سؤال لاأريد جواباً له , بل التفكر به قليلاً , السيد الرئيس بشار الأسد طبيب القلوب قبل العيون قد تحمّلَ كل هذي الضغوط والإفتراءات والخيانات والغدر والتهديدات والإساءة له ولعائلته في سبيل أن لايخذلنا وأن نبقى كما اعتاد علينا الكون , أهل الشرف والكرامة والإباء والمقاومة , وصبرَ وتزوّدَ بالحكمة على حساب وجوده بالرغم من ثلّة الشائعات التي طالته والخطر الذي أحاق به كي لايهدر مزيداً من الدماء السورية على التراب السوري , وكي يصل بنا إلى برّ الأمان , وأعلم وأؤكد لكم أن السيد الرئيس لم يقبل الحكم طمعاً بمنصب أو مال أو جاه أو كرسي , فهو سليل الحسب والنسب , المثقف المتعلم الطبيب المتفوق الذي يستطيع بما آتاه الله من خصوصية تفرّدت بها شخصيته أن يصل إلى أعلى المناصب التي تتيح له فرصاً كثيرة ليهنأ برغيد العيش بعيدا ً عن كل هموم الدنيا والسلطة , لكنه أبى بحبه لنا وبتمسكنا به وثقتنا العمياء بإدارته وحكمته وتبصره وهو ابن الطاهر الشريف الحكيم مدرسة المقاومة والشرف والإباء القائد الخالد حافظ الأسد ( قدّس الله روحه ) أن ينأى براحته الشخصية ويخذلنا نحن الشعب السوري الذي أبدعنا بالوقوف في وجه الكون ضد الذل والظلم والخيانة , فهل نأتي اليوم لنخذله بقليل من القلق والخوف وعدم التبصر بما يجري حولنا ؟؟؟؟

لاأدري لماذا أكتب وأنا أولكم من أساءها وآلمها هذا الوضع , لكنني أجزم بأننا جميعا لانستثنى من الأخطاء التي شاركنا فيها وأوصلنا الوطن من حيث ندري ولاندري إلى هذا الواقع , بسكوتنا عن الخطأ ومشاركتنا في تضخم الفساد ( كلُّ يقول مادخلني ولاخرجني ) والصمت عما كنا نحسُّ به من خيانات لمن نعتقدهم أهلنا وإيجاد التبريرات لهم .

من هو المسؤول , أو القيادي , أو الضابط , أو عنصر الأمن , أو الحزبي , أو المدير العام , أو ......إلخ ؟؟؟ أليسوا أولادنا وإخوتنا وأقاربنا , أم أننا استوردناهم من مجرات أخرى ؟؟؟

أليست رشوتنا لموظف على الحدود , أو بمديرية , أو وزارة , كي لانقف في طابور أو للحصول على الموافقة لمخالفة , أو للقفز فوق القوانين كانت بداية الفساد ؟؟؟ فساد أنفسنا نحن الذي يجب أن نعاقب عليه قبل الغير , وجلدُ ذاتنا قبل إلقاء التهم على الحكومة والسلطة ( مع أننا نحن من نشكّل هذه الحكومة وتلك السلطة ) وهل اعتقدتم أن السيد الرئيس يجب أن يكون نبي أو مرسل أو مكشوف عنه الحجاب , أو سوبرمان لكي يعي كل الفساد الذي حوله ؟؟؟ لا وألف لا ياأهلي وإخوتي , نحن مسؤلون عما وصلنا إليه كما كل من نلقي التهم عليهم ( مافيا الفساد) مستثنية منهم المخربين والكفرة الذين يتشدقون بالدين والدين منهم براء , ممن حمل بندقيته وضرب بها صدر أخيه وابن عمه وأخوه في الله والوطن , هؤلاء الخيانة والكفر والغدر في دمائمهم وسوريا بريئة منهم ومن أمثالهم .

لستَّ أنظّر , ولست من مدّعي الإصلاح , ولكنني سورية أسدية تعشق تراب هذا الوطن وقائد الوطن , لي هنا ذكريات ووجود وتراث وماض ومستقبل لن أقبل على الإطلاق أنا وكثير كثير منكم بأن نخسره أو نفرط به ولو أزهقنا أرواحنا فداء له , لذا يجب علينا الآن أن نشحذ هممنا وإرادتنا وقوتنا وعلمنا ووفائنا في سبيل أن نبلغ النصر , نصرنا على أعداء الله والوطن وكل من أراد بنا شراً ,أن نكبر على جراحنا , ونكون الحصن المنيع لهذا الوطن , واليد التي يضرب بها قائدنا , والعين التي يرى بها , والنور الذي يبصر فيه , والطلقات التي ستخترق قلوب أعدائنا وتهزمهم شر هزيمة .

لنكن يدا واحدة وقلب واحد وروحا واحدة ونتمسك بحبال الله ونطلب عفوه ورحمته , ونكون واثقين طائعين أوفياء لسيدنا وقائدنا بشار حافظ الأسد , وإن لم نعي خطورة مايحيق بنا وتآمركل الكون علينا , ولم نكن كما نوهت , فصدقوني مستقبلنا سيكون برسم البيع , وسنكون نحن من أدخلناه المزاد .

وبعدها أجزم بأن الياسمين لن يهزم ولاالجوري والريحان , وسيستعيد بحرنا موجه , والكنار أغنيته , ووجناتنا لونها , وفمنا ابتسامته , سيعود العيد مجددا وسيعود إلى أطفالنا فرحهم بإذن واحد أحد .

 

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=6&id=21002