زنوبيا خاص – لمى توفيق عباس
((إلى روح صديقي وأخي الشهيد البطل سعد زمام ))
سفر السنديان وحده السنديان من أدهشني يوما .... وحده من تفردَّ بدمعه , وألمه , وجدرانه العتيقة , وأغصانه التي حاكت طهر الزمان والمكان وحده من لبس حزن الغابات واتشح بربيعها حدادا , وبخريفها وشاحا , وبوحشتها يقينا وأمانا ووحدك أنتَ من رافقت الغمام , وعزفت على أوتاره لحن الغياب والحضوربأنامل أجادت سيمفونية الرصاص والبارود والياسمين سويا . ووحده وطني , من يرسم بكبريائه وفلذات روحه , حدودا من النور والنار والصقيع والدماء وذاكرة من الحنين والتراب . وأنت َ وهم وأنا ..... وسطور تنعي كاتبها , وحروف تصلي صلاة الجنازة , وغياب يشي بألق الحضور والخلود . *********************************** أيا سعدٌ والدمع بعدك يصرخُ وجعا وقهرا والزغاريد تختنق في حناجرنا تستجدي زفيرا يعتقها من الأنفاس الأخيرة وزين العابدين مع الحسن والرضا في كربلاء ذاكرتهم , يرثون ضيف الحسين الذي غادرهم سهوا ليُعلن حجته الأخيرة , وبضع من تاريخ هوى أسكر الفيروز في فؤادها , فما وجدت جرحا يليق بمعصمها , ولاأغنية تفي المسافر حرقة مقلتيها . أيا سعدُ والحروف بعدك تعتزل قاريها , والرثاء يلقي على أجنحتي سلاما وجمرا , وثكلى الجبل تخرج دوما من صمت غاره, لتُنشدَ على طيّونه تراتيل الوداع . واأخيّااااااااااه لروحك الطاهرة سلاما , منها وعليها , لن يكون لك منا عزاء ....بل ايفاء بعهود قطعناها , وستبقى ضحكتك , وسيبقى كلامك وأفعالك نبراسا نكمل به مسيرتك حتى النصر . |
||||||||
|