فريـش

تسليط “الأرواح” وفك السحر بمليون ليرة في ضواحي دمشق

وكالة اوقات الشام


قد يكون وراء انتشار ممارسات العالم السفلي، السحر واستحضار الأرواح، في العديد من المناطق السورية إقبال الناس، أو ربما بحثهم عمن “يفرعنوه” و”يشعوذوه” لأسباب لطالما تعلقت بمشاكل عاطفية أو صحية أو عائلية أو طلب مكاسب وظيفية أو عقد صفقات تجارية وغيرها، إلا أن النتيجة واحدة وإن تعددت الدوافع، وتتمثل بالرغبة في إلحاق الأذى بالناس – على أصوله – من خلال تسليط “الأرواح” واستخدام “طلاسم” من كتب ومخطوطات مجهولة المصدر من خارج سورية، لتصبح المسألة أكثر من كارثية عندما تعمل بعض العائلات على تعليم بناتها منذ سن مبكرة أعمال السحر بحجة امتلاكها “الفراسة”. على رفوف المكتبات ومع أن نسبة لا يستهان بها من الناس – كما استنتجنا في تقصينا الذي استمر أسابيع – تتردد من تلقاء أنفسها، وبكثرة، إلى السحرة إلا أن قسماً آخر عرضة لأذى السحرة من دون الذهاب إليهم، في وقت تمتلئ المكتبات في جميع المحافظات السورية ومنذ عشرات السنين بكتب السحر واستحضار الأرواح، وتحت عناوين باتت متداولة على شاكلة (شمس المعارف الكبرى)، و(تسخير الشياطين في الوصال العشر للعاشقين)، و( السحر الأحمر)، وغيرها…. ومن المستغرب بحسب ما أوضحه أحد أصحاب المكتبات أن الفتيات والنساء هن الأكثر إقبالاً على شراء هذه الكتب وتعلم السحر، حيث تباع من دون أي رقابة. مستقبل بمبلغ باهظ وخلال التقصي عن تفاصيل أكثر بينت إحدى البصّارات التي تمارس التبصير بـ”فنجان القهوة” للناس الذين يقصدوها , توهمهم بأنها “تقرأ”على أساس النظر إلى الرسومات بينما تمارس السحر ومعرفة أخبار الشخص عن طريق الأرواح التي تقرأ وتفسر الرسومات وتخبر العرافة لاسيما أن أصل التسمية هي ” فن الجان ” و انتقلت هذه الأرواح إليها كون والدها كان يعمل بالسحر السفلي عن طريق قراءة كتب استحضار الأرواح ولم تخف أن هذه الأرواح السفلية ساعدتها في مرحلة ما على كتابة الشعر وفي الغش الامتحاني، في حين أوضح أحد الأشخاص الذين يعملون على فك السحر عندما اتصلنا معه بأنه يستقبل الأشخاص ضمن موعد وتبلغ تكلفة جلسة استحضار الأرواح لفك السحر عن المسحور أكثر من 23 ألف ليرة، بينما قال أخر أنه يدلنا على بصارة لفك السحر وقد تطلب مليون ليرة سورية لاستجلاب أحجار كريمة من لبنان لمعالجة المسحور من أجل شفاؤه وتحصينه من السحر السفلي,أما الفتاة الساحرة “الممسوسة ” تمارس الأذى كون تقع تحت سيطرة الأرواح فمجرد ملامسة يدها صدر شاب أو فتاة تقوم برصد الأرواح عليه أو تقوم بكتابة طلاسم على شيء من لباسه أو محرمة منه أو ورقة …. وحرقها والنفخ عليها من قبل نفس الساحرة حصراً وتقوم برصد الأرواح الشيطانية عليه، في حين تعاني من اضطرابات عصبية ومحاولة الانتحار. حقائق في جانب أخر توجد عبادات وتمارس طقوس لعبادة الشيطان منها الحقيقة الأولى التي لم يخفها أمين شعبة المدينة الرابعة لحزب البعث العربي الاشتراكي، حسان اللوجي، تتمثل في ظهور فئة من الشباب في ضواحي دمشق يمارسون طقوس السحر واستحضار الأرواح ولهم طقوسهم الخاصة, ويستكمل أمين فرقة دمر للحزب، ضياء العيطة، الإفادة بتبيانه أنه يوجد قرابة 50 شاباً وشابة في مشروع دمر ودمر، ويتواجدون في أمكنة متفرقة يمارسون طقوس استحضار الأرواح ويعملون على استقطاب الشباب من خلال تقديم مغريات منها حفلات الرقص والفجو ر مع البوح ببعض “الأسرار” للشبان المرشحين للانتساب إليهم، علماً أنه من الصعب الانسلاخ عن أعضاء المجموعة كونهم كشفوا أسرار بعضهم البعض، بالصور أو من خلال الاحتفاظ بمستمسك للتهديد به، وفي حال حاول أحدهم تركهم يمارسون عليه كل أشكال الإرهاب بما في ذلك القتل والاغتصاب, في حين أكد العيطة أن الفرقة الحزبية في دمر تقوم بدورها في توعية الشباب وجمعهم من خلال الفرقة والاجتماعات والندوات ضمن الفرقة الحزبية والطوعية. إسقاط التهم وبينما وكما ذكرنا تتوفر الكتب الخاصة بالسحر في المكتبات , نفى المدير العام للهيئة السورية للكتاب الدكتور ثائر زين الدين إصدار أية عناوين تتعلق بالسحر والسحرة وما شابه ذلك، كما لا يمكن أن تطبع في سورية كونها تحتاج إلى موافقة وزارتي الإعلام والثقافة، ولا يوجد كتب للسحر والشعوذة في الهيئة في ظل رؤية وزارة الثقافة الشاملة والتوجه الوطني العروبي العلماني الذي يبتعد تماماً عن هذه الكتب وشبيهاتها، لكن إذا دخلت مثل هذه الإصدارات في معارض الكتاب الخاصة فعندها لا تمر على وزارة الإعلام، مشيراً إلى وجود رقابة شديدة على معارض وزارة الثقافة ويخشى أن تدخل هذه الكتب إلى سورية من دون المرور على الجهات الرقابية، ومنها مديرية رقابة المطبوعات في وزارة الإعلام, هنا يتضح وبشدة حجم الترهل وغياب الرقابة عم يقرأه ويتناوله الشارع في ظل ابتياعها من “بياعي الثقافة”. التعاطي به حرام وبينت قاضي التحقيق السابقة ومعاونة وزير العدل بثينة سليمان أن ممارسة السحر تعتبر دعاوى جنحية وتختلف العقوبة حسب نوع الأذى والأسباب، ويمكن الحبس من سنة إلى ثلاث سنوات، كما يمكن أن تتسبب بالضرر أو الوفاة أو الاغتصاب وغيرها، وعندها تشتد العقوبة. من جهته أكد مدير التوجيه والإرشاد في وزارة الأوقاف، الدكتور زكريا الخولي، أن السحر حرام لأنه باب من أبواب الشرك والاستعانة بالشياطين، قال تعالى : “واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر” ، فالساحر ومثله الكاهن والعراف يفسد ولا يصلح ويثير العداوة بين الناس، وقال إن وزارة الأوقاف ساهمت ولا تزال في مكافحة ظاهرة الشعوذة والسحر والتحذير من آثارها على الفرد والمجتمع، وأصدرت تعاميم لخطباء المساجد لتوعية الناس حول حرمة السحر والشعوذة وأثرهما على الفرد والمجتمع، وتعزيز الوازع الإيماني لدى الناس في التصدي لهذه الخرافات، وتضمين مناهج المدارس الشرعية حكم الإسلام في حرمة اللجوء إلى المنجمين والعرافين والسحرة، والاعتماد على البدع المنكرة في الاستخارة، وبينت منهج الإسلام في توجه المسلم بالتوحيد الخالص لله، والالتجاء إليه تعالى وحده في طلب النفع ورفع الضرر، إضافة إلى قيام الدعاة والداعيات والمدرسين الدينيين في المساجد بتوضيح حكم الإسلام في هذا الأمر من خلال الخطب والدروس الدينية، وكذلك التركيز بين الآونة والأخرى على خطورة هذه الظاهرة من خلال إقامة حلقات نقاشية على قناة نور الشام الفضائية لتوعية الناس حول حرمة الشعوذة، ونشر مقالات في مجلة (نهج الإسلام) التي تصدرها الوزارة لبيان حكم الإسلام في السحر والشعوذة وأثارهما السلبية على الفرد والمجتمع، ونشر رسائل دعوية على الموقع الإلكتروني للوزارة للتحذير من هذه الظاهرة وبيان حرمتها. اتفاق ديني وأشار الخولي إلى أن الإسلام غرس في القلوب الإيمان بقدرة الله تعالى ، وأكد أن الله هو وحده علام الغيوب، والمتصرف في عالم الأسباب والمسببات، ووجه الناس إلى احترام عقولهم وتلمس حقائق الأمور فأغلق بذلك أبواب الوهم والجهل، وحرم السحر والشعوذة والركون إلى إخبارات المشعوذين والدجالين والمنجمين الذين يدعون معرفة الغيب وأحوال الكائنات في المستقبل، وعد ذلك من باب الشرك والاستعانة بالشيطان، ولو كان لأحد أن يطلعه الله على غيبه لأطلع حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، لذا كان السحر حراماً ولا يضر أحداً إلا بإذن الله تعالى، وعلى الإنسان أن يستعيذ بالله من شره فالساحر – ومثله الكاهن والعراف – يفسد ولا يصلح ويثير العداوة بين الناس قال تعالى :” إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ” ( طه/69)، وقال : ” وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ” وقال : ” ومن شر النفاثات في العقد” . وأشار الأب اسبيريديون فياض، الدكتور في العلوم اللاهوتية من جامعة تسالونيك اليونان وكاهن كنيسة رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل، إلى أن ظاهرة استحضار الأرواح الشيطانية ليست جديدة بل قديمة حيث توجد جماعات تعبد الشيطان تكريساً لفكر أن الشيطان اله العالم وأنه يحلل كل شيء وما تحرمه الديانات السماوية وهي عبادات قديمة ولكنها ظهرت في العصر الجديد سنة 1966 على يد انتون ليفي في أمريكا وانتشرت من خلال مجموعة من الكتب ولاسيما عن طريق الانترنت منها الإنجيل الأسود، والطقوس الشيطانية، والعبادات الشيطانية، والوصايا الشيطانية، وجميعها تخالف الوصايا الإلهية. وأوضح فياض أن طقوس العبادة داخل سورية تختلف عن طريقة “ليفي” كونها تأخذ الجانب الثاني الإبا حية وممارسة الفسق وغيرها وتنتشر بوسائل مختلفة منها الموسيقى الصاخبة والأغاني والفيديو الكليبات والكتب والروايات وبعض المسلسلات وتمجد الشيطان والعاب الكمبيوتر …. وتدعو جميعها إلى الانتحار وتعاطي المخدرات. أبيض وأسود يتلون السحر بوجهين البياض والسواد إلا أنهما يحملان نفس الطابع وهو اللون الشرير الذي يتلاعب بالناس البسيطة أو ممن يعتقدون بوجوده وتأثيره على الآخرين , حيث لفت الأب فياض إلى وجود السحر الأبيض والأسود والأحمر واستحضار الأرواح العلوية والأخرى السفلية، وهي جميعها مرفوضة بالنسبة للكنيسة كونه يتم التعاطي مع الأرواح الخبيثة وهي أعمال شيطانية لمعرفة المستقبل وتحقيق الرغبات ويرتاحوا بالبداية إلا أنه سرعان ما يرتد عليهم وتزداد عليهم المصائب إضافة إلى التغرير بالناس من أجل كسب مادي وغيره، علماً أن كتابة الحجاب هي عادة موجودة ومتوارثة لجلب الغائب والحب وكشف المستور وغيرها … وجميعها تسخر أرواح شريرة لجلب الضرر على الإنسان الذي ليس لديه مقاومة روحية ومنقطع عن الصلوات ومطالعة الكتاب المقدس ولا يوجد مشاركة له في الكنيسة، في حين يوجد ناس كثيرون يذهبون إلى السحرة ويسلموا أنفسهم للسحرة ويتم مساعدتهم في المرحلة الأولى وبالتالي يبيعوا أنفسهم للشيطان وأعمال الرصد وجميعها مرفوضة والله هو الوحيد الذي لديه السلطة على الأرواح . وأكد فياض أن ضرب المندل على الرمل أو المخدة الذين يلجأون إلى البنات الصغار غير البالغين وهؤلاء تسيطر عليهم بالتدريج الأرواح الشريرة منذ الصغر ويعانون من اضطرابات ونوبات مختلفة تصل إلى الانتحار نتيجة تأثير الشيطان عليهم، علماً أنهم يتبعون عدداً كبيراً من الكتب وجميعها تعتمد على مبدأ الطلاسم. وأشار فياض إلى أن وجه التشابه كبير بين عبدة الشيطان والسحرة السفليين كونهم يتعاطوا مع الأرواح النجسة وتؤدي سيطرة الأرواح النجسة على هذه الأشخاص فهي عبادة وثنية وشيطانية بأشكال مختلفة، ولا يوجد في الكنائس العلاج الروحاني بهذه الطريقة بل يوجد الصلوات من أجل الأمراض وطرد الأرواح الشريرة من البيوت المهجورة، علماً أن الرادع الديني موجود و جميع الديانات تحرم هذه العبادات وتعتبرها من العبادات الوثنية وتوجد قوانين كثيرة تعاقب السحرة و قراءة الفنجان و قراءة السحب والمتنبئين والفال ويحرموا من الاشتراك في الصلوات عدد من السنوات في الكنيسة و إقصاؤهم من الكنيسة. تفشي ورؤية قانونية ولم يخف أحد أساتذة كلية الشرعية بجامعة دمشق – فضل عدم ذكر اسمه – حقيقة أن ظاهرة ممارسة السحر متفشية في المجتمع بين الفتيات والشباب بكثرة تتم عن طريق إتباع كتب من خارج سورية لاستحضار الأرواح الشيطانية، وبالتالي استخدام القرين والجن في التجسس على الناس وممارسة الأذى، ويتم التمويه باستخدام فنجان القهوة و أشياء أخرى، علماً أن هؤلاء تصيبهن نوبات انتحار كما لا يتمكن من الزواج. وللاطلاع على الإجراءات القانونية التي تعاقب ممارسي السحر والشعوذة بين رئيس محكمة بداية الجزاء التاسعة بدمشق القاضي انس الخطيب أن المادة/ 754/ يعاقب بالحبس التكديري “من يوم إلى عشرة أيام” وبالغرامة المالية من 500 ليرة إلى 2000 ليرة لمن يتعاطى بقصد الربح مناجاة الأرواح والتنويم المغناطيسي والتنجيم وقراءة الكف وقراءة ورق اللعب وكل ماله بعلم الغيب وتصادر الألبسة والعدة المستعملة ويعاقب المكرر حتى ستة أشهر وبالغرامة 2000 ليرة ويمكن إبعاده إن كان أجنبيا

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=11&id=20770