احوال البلد

"عيد حداد" في حمص وذكرى "طيور الجنة" تخيم على المدينة

محمد علي الضاهر


"عيد حداد" هو ما تستقبله مدينة حمص التي شهدت شوارعها مجزرةً تقشعر لها الأبدان وتوقف حجر المدينة في حداد على أطفالها الذين طالتهم يد حاقدة على الحياة، تمثلت بانتحاري قطف زهور الطفولة من المدينة "بكبسة زر".

فقبل يومين من بداية عيد الأضحى المبارك، استيقظ أهالي حمص من نومهم على صوت انفجار شديد هز بيوتهم، ليتضح أن تفجيران إرهابيان طالا أطفالاً أمام تجمع للمدارس في حي عكرمة متتسبباً باستشهاد وإصابة عشرات الأطفال.

وبدأ الانفجار الأول بواسطة سيارة مفخخة أمام مدرسة عكرمة الجديدة، وبعدها بدقائق فجر إرهابي انتحاري نفسه أمام مدرسة عكرمة المخزومي للتعليم الأساسي لإيقاع أكبر عدد من الإصابات بين صفوف المواطنين.

وذكرت الإحصاءات أن التفجيران "تسببا باستشهاد 18 مواطناً بينهم 10 أطفال وإصابة أكثر من 56 آخرين"، ليأتي تصريح مدير صحة حمص حسان الجندي لتلفزيون الخبر بأن "عدد الاصابات بلغ 147 بينهم 32 شهيد و115 جريح" مساء يوم الأربعاء.

وغابت الحياة عن المدينة وسط "أنين" لأطفال بعمر الزهور قطفوا "بكبسة زر" لانتحاري باع نفسه للشيطان وهو المعتقد بأن جنته المشتهاة ستعبد الطرق اليها بهذه الأجساد الغضة.

وشهدت أحياء المدينة يوم الخميس ظهور احتجاجات شعبية منددةً بـ "الضعف الأمني" مع مطالبات المعتصمين "بإقالة محافظ حمص".

وأفاد مراسل تلفزيون الخبر أن عدد شهداء التفجيرين وصل إلى "35 شهيداً يوم الخميس"، مضيفاً أن "3 أطفال مصابين هم في حالة حرجة".

أما عن العمليات العسكرية، أفاد مراسل تلفزيون الخبر "باستهداف سلاح المدفعية في الجيش العربي السوري مقرات لمسلحي جبهة "النصرة" في الرستن بريف حمص الشمالي، ما أدى لتدمير مقرين اثنين ووقوع قتلى وجرحى في صفوف المسلحين".

كما نقل المراسل أن "عناصر من الدفاع الوطني ألقت القبض على مجموعة مسلحة في قرية المشتاية بريف حمص الغربي وبحوزتها مواداً للتفخيخ وعدد من القنابل اليدوية والادوية".

وفي الحولة، "استهدف سلاح المدفعية في الجيش العربي السوري تجمعاً لمسلحين متشددين، الأمر الذي أسفر عن مقتل 5 مسلحين وجرح آخرين"، بحسب مصادر محلية لتلفزيون الخبر.

ومن الناحية الخدمية، يعتبر وضع الكهرباء في مدينة حمص مستقر، وخصوصاً بعد حملة "خليها منورة" التي أطلقتها الوزارة بهدف ترشيد استهلاك الطاقة، التي وفرت للحكومة "ترشيد 60 ميغاواط على شبكات التوتر"، بحسب تصريح وزارة الكهرباء.

وبلغت ساعات التقنين في أحياء المدينة مدة 2 إلى 3 ساعات انقطاع مقابل 3 إلى 4 ساعات تشغيل بشكل متناوب.

بالمقابل ارتفعت أسعار المواد الغذائية في أسواق حمص بقبل أيام من عيد الأضحى، وسط تخبط في الارتفاعات، بحسب المواد، وعدم وجود ضوابط للأسعار.

وبحسب مصادر محلية لتلفزيون الخبر "فإن أسعار اللحوم لم ترتفع بشكل كبير، حيث وصل سعر الكيلو الواحد 1500 ليرة سورية، في الوقت الذي ارتفعت به الخضار بمعدل 10 - 20 ليرة سورية، مع تذبذب في أسعار الفروج".

وفي نهاية الأمر، ومع "أربعاء الدم الطاهر" في حمص، لايكتثر أهالي المدينة بأي شيء أمام مجزرة "طيور الجنة" في حي عكرمة، مستقبلين باقي الأخبار الخدمية من ارتفاع المازوت والبنزين كأي خبر عادي لا قيمة له أمام "النكبة التي حلت بأطفالها الذين نزعت عنهم مراويلهم الزرقاء ودفنوا بانتظام كما لو كانوا في الاجتماع الصباحي المدرسي".

 

الخبر

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=7&id=1947