فريـش

في رحيل الإعلامية «فريال أحمد».. ياحزن «هنا دمشق» ويالوعة الميكرفون

تشرين


غيّب الموت يوم الثلاثاء 12/8/2014م الإعلامية الكبيرة (فريال أحمد)، لا أعلم كم هو عمرها.. لكن الأعمال لا تُقاس بالسنين، بل تُقاس بما قدّم الراحل في حياته، وما أعطى، والحياة كما قال الشاعر: أعطى، وأبدعَ، والحياةُ مدينةٌ للجهد، للمعطين، للإبداع كانت (فريال أحمد) مثالاً للجهد، والعطاء، والإبداع.. كانت مثالاً للتواضع، ومحبة الناس، واحترامهم، وتقدير كل أدب وعطاء.. كانت مستمعة جيدة بقدر ما كانت متحدثة جيدة.. كان صوتها صافياً صفاء الجداول والينابيع، ينساب رقة وعذوبة، ولحناً ودفئاً وحميمية، وصدق انتماء للمهنية واحترافها. أقامت عشرات السهرات الثقافية عن: شعراء، وأدباء، ومفكرين، ومطربين، ومخرجين.. كانت تهتم بإبداعهم قبل أسمائهم. في عام 2013- 2014 أقمت وإياها سهرة ثقافية بمناسبة رحيل الشاعر الكبير (سليمان العيسى) وأخرى بمناسبة رحيل الشاعر (رضا رجب)، هذا في الشهر الثامن 2013م، وسهرة أخرى في رحيل الأديب (يوسف المحمود) 18/12/2013م، كذلك سهرة ثقافية عن الشاعر (جوزيف حرب) في شباط 2014م. كانت تسأل عن إبداعهم، وأعمالهم، وتميزهم، ونماذج من شعرهم وعطائهم. لم تكن تقاطع محدثها، وكانت تعقّب بإيجاز يفتح باب الحديث، وتركّز على المحاور الرئيسة في عطاء المبدع وثقافته.. بحثت عن الكثيرين لتضيء عليهم، ولتُعرِّف بهم. لم تكن تهوى الظهور، ولم أرها على شاشة التلفزيون إلا في مناسبة التكريم، كانت ملازمة للإذاعة وبرامجها، وكلِّفت بإدارة البرنامج العام، وإذاعة دمشق عدداً من السنين، وقد رافقها الأستاذ (معاذ حيدر) في أغلب برامجها الثقافية والمنوعة.. والأديب أو المبدع الذي لم تسمح الظروف بسهرة عنه كنا نضيء عليه في فترة «معكم على الهواء».. كلّ من ذكَّرتُها برحيله أسرعت للإضاءة عليه، وكل مناسبة انتمت للوطني، والإبداعي، والجمالي كانت تقدّرها وتحييها. انقطع صوتها منذ حوالي الشهرين، فاتصلت بها، وفوجئت بها تخبرني بمرضها، وما تعانيه، وتحدّثت بلغة التضرع، وطلب الشفاء.. حزنت كثيراً لمرضها، ومنذ خمسة عشر يوماً أخبرتني أنها في تحسّن بطيء، لكن يبدو أن العمر آذن بالرحيل. (فريال أحمد) تنتمي لفئة الأصالة والصدق، والصفاء، والنبل، في كل ما قدّمت وأعطت.. كانت متصالحة مع نفسها، ومع الناس، قدّمت نوعاً إعلامياً صادقاً، وأصيلاً، وبتواضع المبدعين.. حملت في داخلها الإيمانية، ومحبة العمل، ومهنية الاحتراف. (فريال أحمد) خسارة إعلامية، وهي في قمة عطائها، تميزت بطبقتها الصوتية، وجودة قراءتها... الحديث عن (فريال أحمد) وبرامجها يحتاج الكثير، آملاً أن يعاد بعضها.. كل التقدير لإبداعها، والرحمة لروحها، والعزاء لأهلها، ولأسرتها الإعلامية.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=11&id=1536