محليات

طرطوس .. تنتظر تشييد ساحة لشهدائها..

الثورة


رجال الحق ، وابناء سورية الأصلاء، رمز التضحية والشرف والعزة ، شهداء طرطوس الذين بدأت شهادتهم بقافلة لم تنته بعد ، ليحلّوا بجثامينهم الطاهرة ويشرفون المحافظة ابناً عزيزاً وجد من تراب سورية المجيدة أعز وأغلى من دمه.. تتعلق صور شهداء طرطوس وسط شوارعها لتزين دروبها برموز الكرم والمحبة ، ولتبقى صورهم وسطنا راية وفخراً لنا ، ففي مدينة طرطوس تتعلق صور الشهداء سواء على أسوار الحدائق أو عند المفارق الرئيسية ، وضمن شوارع الأهل والأحبة ، ولكن عندما تنظر إلى هذه الصور ، يخطر بالبال أنهم يستحقون أكثر من صور معلقة هنا وهناك قد يمزق بعضها الهواء أو أمطار الشتاء أو عبث من طفل ما ، حيث مازال هذا الأمر غير منظم مطلقاً سواء من قبل الأهالي أو الجهات الرسمية بطرطوس..‏‏ ففي الشارع العريض وعند حديقة الطلائع وحديقة 16 تشرين والكراجات الجديدة، تتوزع صور شهدائنا الأبرار معلقة من قبل الأخوة والاحباب بطريقة عشوائية ، بينما يستحق أصحابها المزيد من الاهتمام والوضوح ، حيث تلصق النعوات والصور الكبيرة منها والصغيرة ، الواضحة والعكس ، وقد تحجب أحد الصور اسم شهيد في صورة مجاورة ، ما يستدعي من مجلس مدينة طرطوس إيجاد آلية أو طريقة تنظيمية يتم اعتمادها من أجل ذلك ، وبهذا الخصوص هناك تجارب لمجالس مدن الدريكيش وصافيتا والشيخ بدر ، حيث تم بناء صروح تذكارية وسط المدن كتب عليها أسماء شهدائها الأبرار ، وإن كان ينقصها بعض الجمالية ، إلا أن هذا الأمر ضروري جداً وملّح إكراماً وإجلالاً وأقل ما يمكن تقديمه ، وعربون شكر بسيط وفخر كبير لأهلهم وأحبتهم..‏‏ والبعض يطالب بساحة يطلق عليها اسم ساحة الشهداء يتوسطها صرح تذكاري ليتم تعليق الصور فيها بطريقة حضارية جميلة ومنظمة.‏‏ والدة أحد الشهداء ، أكدت أن العبث الذي يتم على بعض صور الشهداء من قبل بعض الأطفال غير مقبول ، وهذه الفوضى لا يستحقها شهداء المدينة ، بل يستحقون أجمل وأعظم تكريم معنوي..‏‏ وكذلك المواطنة سماهر أشارت إلى أن قريبتها اضطرت أن تزيل صورة أخيها الشهيد من الشارع بسبب وضع صور فوقها بطريقة عشوائية ، وهنا يلفت المواطن محمد أن صور الشهداء المعلقة عند الكراجات الجديد سيئة وغير حضارية والبعض منها مشوه ، وهذا غير مقبول من أي احد ، ملقياً اللوم على مجلس المدينة الذي من المفترض أن يتولى مسؤولية ذلك منذ زمن ، فهذا الأمر ليس من مسؤولية أي مواطن..‏‏ أطلقت زوجة شهيد على مقترح ساحة وبناء صرح فيها بأنه تكريم حقيقي ويستحقها أبناء الوطن الذين يدافعون عن أسوار مدننا وأهلها ، متمنية أن يلقى هذا المقترح من الجهات المعنية الاستجابة لأنه مطلب وضرورة وليس شيئاً يمكن غض البصر عنه أمام الكثرة بعدد الصور والقلة بالأمكنة..‏‏ محافظ طرطوس نزار موسى وضمن مجلس محافظة طرطوس ردعلى مطلب الساحة وتنظيم صورالشهداء بقوله إن المحافظة بانتظار فعالية اقتصادية للتنسيق معها، بهدف إنشاء لوحة الكترونية كبيرة يعرض عليها صورالشهداء وأسماؤهم..‏‏ بينما م.مظهر حسن مدير مجلس مدينة طرطوس أشار إلى أن مجلس المدينة يقوم بدراسة لساحة شهداء على الرصيف الغربي لحديقة الباسل بطرطوس ، يتم فيها وضع لوحة جدارية كبيرة (20-30)م لصور الشهداء وأسمائهم ومقاعد وإنارة بطريقة جميلة وحضارية ، ولكن تبيّن أن الأمر بحاجة لموافقة رئاسة مجلس الوزراء ، وهو ما ينتظره مجلس المدينة..‏‏ كما نوه مدير المدينة إلى أن فكرة المحافظ ستتم بالتنسيق مع مجلس المدينة ليكون المشروع مشتركاً ، ولا سيما أن المحافظ وعد بإطلاق العمل فوراً مع توفر الفعالية الاقتصادية..‏‏ إذاً المشروع مازال ورقياً وذهنياً ، فلا دراسة منتهية والموافقة لم تصل بعد من مجلس الوزراء والفعاليات الاقتصادية لم تبادر أيضاً إلى الآن .. ولكن نأمل أن تتحول النوايا إلى حقيقة ، والموافقة لا تأخذ وقتاً طويلاً من رئاسة مجلس الوزراء..‏‏ فلا أحد أحق من هذه الساحة ومن الصرح أو اللوحة الالكترونية أو الجدارية أو مهما كانت الأفكار بمقدار محافظة طرطوس «أم الشهداء» ، المحافظة التي قدمت أكبر عدد من الشهداء قياساً بالتعداد السكاني..‏‏

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=16&id=1454