دراسات

ظاهرة الطلاق المبكر.. تعددت الأسباب والمأساة واحدة

غالية محمد - زنوبيا


الطلاق المبكر ظاهرة بدأت بالانتشار في مجتمعاتنا خاصة في الآونة الأخيرة، فهناك من يرى بأن التفاوت الفكري والثقافي هو السبب، وآخر يلقي باللوم على الزواج المبكر، وثالث يضع الأسباب الاقتصادية في مقدمة أسباب هذه القضية التي لا تترك آثاراً سلبيةً على الزوجين فقط بل تمتد لتصيب المجتمع ومؤسساته وأفراده.

أسباب الطلاق ونتائجها

اختيار شريك الحياة

في البداية لا يرجع المختصون في مراكز الدراسات سبب هذا النوع من الطلاق إلى الزواج في سن مبكرة بل إلى أسباب اجتماعية وثقافية وعدم دراسة التوجه الصحيح لبناء أسرة جديدة في ظل حياة جديدة على الطرفين، لأنه لو رسم الفرد مساراً لحياته المستقبلية بشكل موجه وصحيح لاختيار شريك الحياة دراسةً صحيحةً مبنيةً على توجهات فكرية ونفسية واجتماعية وعاطفية لما حدث الطلاق المبكر. ويضيف المختصون: “من الأسباب كذلك تدخل أسرة الطرفين في المشاكل التي تواجههما بعد إفشائهما أسرارهما الزوجية مما يترتب عليه تفاقم المشكلات وسوئها بدلاً من إيجاد حلول لها، إضافة إلى العامل الفكري ومستوى المعرفة الذي يمتلكه أحد الزوجين، فحصولهما على أعلى الشهادات العلمية ليس بمقياس لمعرفة مدى المؤهلات المعرفية التي يمتلكانها والتي تنبع من واقع تربية الأسرة لهما، ومدى الخبرة التي اكتسباها من الواقع الذي يعيشان فيه سواءً كان مع الرفاق أو في العمل أو في ميادين العلم وغيره.

وأيضاً: “بما أن التوجه الفكري للزوجين غائب فإنه يترتب عليه أضرار جسام يكون ضحيتها الأبناء الذين لا يجدون التربية والتنشئة السليمة القائمة على القيم والمبادئ فيعيشون في شتات بين هذا وذاك، وهذا بدوره يترتب عليه تدني مستواهم العلمي وعدم إحداث تغييرات للأفضل في توجهاتهم خاصةً في فترة المراهقة، بالإضافة إلى الأضرار النفسية التي تصيب الزوجين وأبنائهم وأسرهم جراء هذا الطلاق”.

قليلاً من التنازلات

 وهنا لا بد للمرأة والرجل على حد سواء القيام ببعض التنازلات لإتمام مسيرة الحياة، واعتبارها حلاً مؤقتاً للمشكلة التي قد تواجههما في بداية حياتهما الزوجية.

وهناك من يؤيد فكرة الطلاق إذا كان في مصلحة الطرفين خاصةً المرأة التي تتأثر نفسياً، كما يكون الموضوع أصعب في حال وجود الأبناء، لأن تربيتهم في هذه الأيام صعبة في ظل غياب أحد الطرفين، فوجود الأب المتفهم والأم العطوفة الحنونة يساهم في تربيتهم وتنشئتهم بشكل سليم.

فروق العمر والتعليم

وترجع بعض أسباب الطلاق إلى الأسباب المادية خاصةً إذا كانت الزوجة متطلبة ولا تقدر ظروف زوجها، كما يلعب فرق السن والمستوى التعليمي للزوجين دوراً هاماً في هذا الموضوع.

وهناك من يرى أن فرق العمر والزواج المبكر هما من الأسباب التي تؤدي للطلاق المبكر، إضافة إلى حب الزوجة للتفاخر وعدم تقدير ظروف زوجها الذي صرف أموالاً طائلةً في حفل الزواج وقبلها في يوم عقد القران، وعند وقوع الطلاق فإن المرأة هي المتضررة الكبرى من هذا الأمر لأنها تشعر بنظرة المجتمع القاسية لها، وفي حال تكرارها للزواج فإنها إما أن تتزوج رجلاً متزوجاً أو آخر يكبرها في السن. من جانبه يرى البعض أن آفة الطلاق المبكر أو المدمر بدأت تتصاعد في المجتمع في الفترة الأخيرة، وأصبحت ظاهرة تنذر بالخطر الكبير على كل أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة، فوقوع الطلاق يعتبر دماراً للأسرة والأفراد.

و ربما كان الطلاق المبكر في ظاهره قضية امرأة استسلمت لقرار غير مسئول يتخذه الرجل، ولكنني أراها قضية مجتمع ومسؤولية تربية جيل على احترام الزواج كمؤسسة مقدسة لا يصح التلاعب فيها أو الاستهتار بها، ومن خلال التعامل مع الحالات الواردة وجدنا أن البعض من الأزواج يسلك أنماطاً محددةً سلفاً بإمكان المتخصص في الإرشاد الأسري أن يتنبأ بوقوع الطلاق من خلال وجودها من أبرزها التفاعلات السلبية المتكررة بينهما، فالأنماط الثابتة في العلاقة الزوجية كفيلة بتعطيل العلاقة بين الطرفين بعد فترة قصيرة من إنشائه.

بناء المؤسسة الزوجية

 “ تلعب التربية المنزلية والصورة الذهنية المتراكمة عن الزواج دوراً كبيراً في ترسيخ هذا الشعور السلبي مما ينذر بوقوع الخطر في أي وقت، فعندما يتربى الزوج على عادات وقيم لا تراعى خلالها المنهجية السليمة المطلوبة لإنجاح الحياة الأسرية فلن يحاسبه المجتمع أو يلزمه بتقديم مبررات إذا قام بتدمير علاقته الزوجية دون وجود سبب وجيه، ولهذا قد تظلم المرأة لأن المجتمع ينظر إليها على أنها تسببت في حدوث الطلاق كونها الطرف المعني بنجاح الزواج وفشله دون الإلمام بأهمية دور الطرفين في بناء المؤسسة الزوجية وإنجاحها، وهذا يؤدي إلى تبعات خطيرة تتراكم أثارها السلبية على المجتمع مع تكرار هذه الحالات لمن يدفع الثمن الأغلى في مأساة الطلاق المبكر، كما يلعب الطلاق السابق في العائلة دوراً أساسياً حيث يكرر الأبناء ما حدث لوالديهما في السابق، ويتنامى هذا الشعور أثناء التجربة الواقعية للزواج.

 

مهارات للطرفين

إن احتواء أزمات بداية الزواج تحتاج لمهارات يجب أن يلم بها الطرفان، كالمهارات السلوكية والعاطفية والعقلية التي يمكن تيسيرها للجنسين من قبل المؤسسات المجتمعية المهتمة بأمور الأسرة، كما أن الحديث عن الطلاق المبكر يجعلنا أمام تساؤل مهم هو مدى معرفة الشباب بالمؤسسة الزوجية؟ وما حاجة الشاب أو الشابة من الزواج؟

أسباب ظاهرة الطلاق المبكر

أرجع شباب وفتيات أسباب انتشار ظاهرة الطلاق إلى عدم الوعي بين الزوجين، خاصة خلال السنوات الأولى من الزواج وعدم قدرة أحد الطرفين على تحمل المسؤولية وإن أي بداية خاطئة وتصحيحها بأخطاء جديدة حتى يبدو الطلاق وحده هو الشيء الصحيح.

وأرجع البعض الطلاق المبكر لعدم تدخل الأهل بالشكل الصحيح. والبعض يرى أن الزواج المبكر أحد أهم اسباب الطلاق وعدم التعمق بالعلاقة قبل الزواج".

والبعض الآخر يقول" جيل يفتقر إلى الصبر والتحمل.. الانفصال هو أول حل يفكران فيه بعد الزواج والدليل أن نسبة الطلاق المرتفعة أغلبها تتم في أول سنتين".

يُعتبر الطّلاق من أكثر المشاكلِ انتشاراً في وقتنا الحالي؛ فيشكّل الطّلاقُ خطراً كبيراً على تفكك الأسرة، وضياع الأطفال، ويقع الطّلاق بعد الخصامِ الشّديد بين الزّوجين، واستحالةِ الحياةِ الزّوجيةِ. انتشرت ظاهرةُ الطّلاق في وقتنا الحالي بشكلٍ كبير، كما قلّت حالات الزّواجِ بسبب الخوفِ من الانفصال فيما بعد، فلا يوجدُ الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون تحمل المسؤولية، وخاصةً عند الزواجِ بعمرٍ مبكّر.

 

 

أسباب الطّلاق

 تقع أغلب مشاكل الطّلاقِ بسبب عدم الصّبر، وتحملِ العبءِ؛ فتخرج العديد من النّساء من بيت زوجها مهما كانت المشكلةُ بسيطةً، وتدخلِ الأهل في المشاكل، وعدم التّردد في طلب الطّلاق، والخيانة الزّوجية التّي يلجأ إليها العديدُ من الأزواج دون الخوفِ من العواقب، والتّقصير في أحد واجبات المنزلِ أو استخدام الزّوج لأسلوب العنف في بيته، أو البخل، او سهولةِ نطقِ كلمةِ الطّلاق عند الأزواج في جميع الأمور، وقد زاد في وقتنا الحاضرِ طلبُ الزّوجةِ من الزّوج الطلاق مقابل إبراء ذمته ليتم الطّلاق بسهولةٍ أكبر.


آثار الطّلاق

 أوّل من يتأثر في الطّلاق هم الأبناء؛ فيضيع الأبناء بين الأم والأب بالإضافة إلى المشاكل النّفسيّة التّي تتشكل عندهم، والتّي من الممكن عدم التّخلص منها مهما بلغ الأطفال من العمر، وتقع الزّوجة في النّظرة السّيئة التّي ينظرها المجتمعُ إلى المرأة المطلقة، وكذلك يتشكّل الحقد والكره بين الزّوجين، وتفكك المجتمع بالإضافةِ إلى الأثر النّفسي الذي يقع على الزّوج، وخاصّة عند تحمّل مسؤولية الأطفالِ وحضانتهم. للتقليل من حالات الطّلاق لا بدّ من تربيةِ الأبناء منذ الصّغر على تحمل المسؤولية، وزرع الوازع لديهم، وتهيئة بعض مراكز الإصلاح التّي تقوم بالإصلاح بين الزّوجين، وإعطائهم النّصائح المفيدة التّي تحلّ المشاكل فيما بينهم، ومن المفضل حلّ المشاكل بشكلٍ بسيط، وعدم تركِ المشاكلِ الصّغيرة إلى أن تتراكم مع مرورِ الوقت، ويتشكّل الحقدُ بين الزّوجين، وألا تقلّ فترةُ الخطوبةِ عن السّنة. ومن المفضلِ عدمُ التّصنّع في هذه الفترة لتقليل نسبةِ الطّلاق بعد الزّواج، ويجب تأخيرِ الإنجابِ بعد مرور السّنوات الأولى من الزّواج، والتّي يقع فيها الطّلاق بنسبةٍ كبيرةٍ ولأتفهِ الأسباب، وذلك لعدم قدرةِ الزّوجين على تفهّم بعضهما البعض بالشكل المطلوب، وعدم القدرة على التّخلص من مرحلة ما قبل الزّواج، وخاصّة عند الزّوج، وعدم التّأقلم مع الدّخول في مرحلةِ الزّواجِ وتشكيل حياةٍ جديدةٍ ومختلفة عن تلك التي كان يعيشها كل طرف وحده.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=12&id=14481