احوال البلد

بوصلة الجيش واضحة جنوباً: درعا لن تكون الخاصرة الرخوة

الاخبار


اتضحت الصورة إذاً واستقرت بوصلة الجيش السوري على جبهة درعا المعقدة، التي كانت باستمرار تشكل تهديداً بـ«الطوفان القادم من الجنوب». وتزامن ذلك مع فوضى غير مسبوقة تعصف بالمعسكر المقابل، في ظل استمرار «الحرب الأهلية الجهادية» عمليات الجيش السوري في محافظة درعا امتدت أمس لتشمل مناطق عدة في الريفين الغربي والشمالي الغربي، علاوةً على مدينة درعا نفسها. مسلحو نوى، و‏تسيل، و‏جاسم، وإنخل، ودرعا البلد، وجدوا أنفسهم في مهب عملية عسكرية، من شأن حسمها (الذي لا يبدو سهلاً) أن يُغيّر جذريّاً موازين القوى على كامل التراب السوري. وبدا أن استراتيجية الجيش السوري ستقوم على خلق مرتكزات، تؤدي وظيفة ثلاثية عبر قطع خطوط إمداد المسلحين، وتأمين خطوط إمداد ومنطلقات له نحو معارك تالية، وحرمان المسلحين من ربط مناطق سيطرتهم بين درعا والقنيطرة وهضبة الجولان المحتلة. وفي هذا الإطار سيطر الجيش على قرية أم العوسج في الريف الغربي، الواقعة على الطريق الواصل بين زمرين وكفر شمس اللتين تحظيان بأهمية استراتيجية في معارك التلال. كذلك اتجهت المعارك نحو طريق نوى ـــ الشيخ مسكين، انطلاقاً من إزرع، وسط أنباء عن اقتحام وشيك لنوى (10 كلم عن الجولان السوري المحتل). ورغم أن مصادر ميدانية معارضة تحدثت عن إحباط محاولة اقتحام من الجهتين الجنوبية والشرقية، غير أن مصادر من السكان أكدت لـ«الأخبار» أن المعارك لم تهدأ على مداخل المدينة. ومن شأن نجاح عملية الاقتحام أن يشكل اختراقاً لوجستياً كبيراً، وضربة معنوية قاصمة، الأمر الذي ينطبق (بدرجة أقل) على مدينة إنخل (في الريف الشمالي)، التي تبدو على موعد مع اقتحام وشيك أيضاً، حيث عزز الجيش تمركزه على مقربة منها، هادفاً في الدرجة الأولى إلى استعادة السيطرة على تل مطوق القريب منها. كذلك شهدت مدينة درعا اشتباكات عنيفة، وعلى وجه الخصوص في حيي المنشية وسجنة. وكانت «غرفة عمليات المنطقة الشمالية الغربية في درعا» قد أطلقت أول من أمس «نداءً إلى جميع الألوية والفصائل العسكرية في المحافظة إلى النفير العام لصد الهجمات على مدينة نوى وباقي المدن والبلدات». كذلك شهدت مناطق عدة في ريف درعا حالات نزوح، هرباً من جحيم المعارك المرشحة للاستعار. وعلى صعيد آخر، حملت أنباء معارك دير الزور ملامح استياء في «جبهة النصرة»، جاء أوّلها عبر مواقف صدرت عن «الشرعي العام للجبهة» أبو ماريا القحطاني، تشي بنقمة على جميع حلفائه. وقال القحطاني (العراقي ميسرة الجبوري) عبر تغريدات متتالية على «تويتر»، إنّ «رجاﻻت الشرقية (دير الزور وريفها) هم أول من قاتل في دمشق وليسألوا عنهم مبنى الإدارة وليسألوا حي الميدان في دمشق. فمن نفذ العمليات الاستشهادية هم أسود الدير». وأضاف أنه «لن تجد ساحة من ساحات الشام إﻻ ولأسود الدير صولة وجولة، فما تقاعس أسود الدير في تلبية نداء لنصرة المسلمين». وأضاف: «بإذن الله سيفتح أسود الدير الحصار بأيديهم، وستكون نهاية الخوارج في دير الزور وتكون مقبرة الدواعش هناك». وتعكس هذه «التغريدات» يأس القحطاني من استجابة حلفائه للنداء الذي أطلقه الأسبوع الماضي، مطالباً «الكتائب الثورية في سوريا بمساندة المقاتلين في المنطقة الشرقية، كي لا تتكرر مأساة حمص مرة أخرى». وإلى جانب معارك «الاخوة» الدامية، اشتغلت بالتوازي الحرب النفسية والاعلامية، إذ تعليقاً على ما قاله الجبوري، توقعت مصادر «جهادية» معادية لـ«النصرة» أن تكون هذه التصريحات «مقدمة لإعلان أبو ماريا انفصال مقاتلي الشرقية عن جبهة النصرة، خاصة إذا أفلح مسلحوه في التوازن والثبات على جبهات ريف دير الزور». وذهبت مصادر أخرى إلى أن «كلام الجبوري يشكل مقدمة لإعلان زعامته للنصرة». ورغم أن هذه الأنباء قد تندرج في إطار «الحرب النفسية» بين أنصار «النصرة» وأنصار «داعش»، غير أنها تستند إلى واقع ملموس مفاده عدم تجانس نسيج «النصرة» وافتقادها «القيادة الموحدة»، إذ تختلف «نصرة دير الزور» عن «نصرة درعا»، عن سواهما، ويفتقد الجميع «القيادة الموحدة». إلى ذلك، تحدثت مصادر من السكان عن مبادرة طرحتها «الهيئة الشعبية للمصالحة في دير الزور»، عبر بيان وُزّع داخل المدينة جاء فيه أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تدعو المواطنين إلى تسليم المدينة الى شعبها بخروج المسلحين منها وتسوية أوضاعهم لدى دولتهم». ووفقاً للمصادر، فإن بنود المبادرة تضمن «عودة جميع العسكريين المنشقين الى حضن الدولة وتسوية أوضاعهم وإعادة رواتبهم ومكانتهم»، و«عودة جميع الموظفين المفصولين إلى أعمالهم وتسوية أوضاعهم الاجتماعية ورواتبهم واستحقاقاتهم، والبدء الفوري بإعادة الإعمار وما دمرته وخرّبته ظروف الأزمة...». «لواء جند الرحمن» يتوعّد وفي جديد «الخلافات الجهادية»، أصدر «لواء جند الرحمن» بياناً توعّد فيه «الهيئة الشرعية في القورية» في محافظة دير الزور. وجاء في البيان أن «لصوصاً من مدينة القورية اعتدوا على أحد قادة لواء جند الرحمن في بيته، ولم يراعوا حرمة البيت ومن فيه، ولم يمتثلوا للشرع، وهم الآن آمنون بين حارات وشوارع مدينة القورية تحت أبصار الثوار والهيئة الشرعية في المدينة. وبعد مرور ثلاثة أشهر على الجريمة التي اقترفوها نقول لأهالي مدينة القورية إنكم لستم عاجزين عنهم بل إنكم راضون عن فعلتهم وتطبطبون على أكتافهم، ولنا حق وسنظهر له ظهور الآساد من الفريسة، والآن نقول لهم إننا لن نكفّ عنكم حتى يحصحص الحق وتُرفع رايته بيننا». إلى ذلك، دعا «المقاتلون القدامى» في مدينة الباب (ريف حلب الشرقي) إلى إضراب شامل يوم غد «احتجاجاً على أفعال داعش، وتضامناً مع أهالي منبج». المجموعة التي لم تُقدم تعريفاً وافياً عن نفسها أكدت «التزام جميع أصحاب المحال بالإضراب الشامل في موعده المحدد، تحت طائلة اعتبارهم وتنظيم داعش شركاء في ما يتعرض له المدنيون من انتهاكات».

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=7&id=143