محليات

اتحاد الكتاب يعقــد مؤتمــره السـنوي بعـد انقطاع ثلاث سنوات .. ومفاجأة من العيار الثقيل يفجرها نجدت زريقة

تشرين


بسبب الحرب القذرة التي شنت على سورية توقفت أشياء كثيرة من الحياة السورية بكل مفاصلها ومنها مؤتمرات اتحاد الكتاب العرب السنوية التي لم تنعقد خلال السنوات الثلاث الماضية، فكان هذا المؤتمر الأمل والرجاء الذي عقده الكتاب على مؤتمرهم وقال البعض في الكواليس انه( سيشيل الزير من البير) لكن وللأسف لم يكن المؤتمر على قدر طموحات أعضائه فسادت الطروحات الشخصية في كثير من الأحيان ودارت المعارك الكلامية بصوت خافت واستشرت ظاهرة المهاترات ورغم ذلك فقد كانت هذه الحركات والتحركات من أيقظ المؤتمر من سباته وأعاد له النشاط والحركة ولاسيما أنه استمر كالمراتونات خمس ساعات متواصلة فضج مدرج صحيفة البعث التي انعقد فيها المؤتمر بالتعب والإرهاق للجميع واللافت أن المدرّج غص بالسادة الحضور القادمين من كل أنحاء سورية عدا بعض الأفرع كإدلب وحلب ودرعا التي مّثلها بعض الأعضاء «النازحين» إلى دمشق. في بداية المؤتمر وقف الجميع دقيقة صمت على أرواح شهداء سورية بعدها رئيس الاتحاد الدكتور حسين جمعة تحدث عن عظمة الشهادة والشهداء في الأزمة التي تمر بها سورية وقال إن شعبنا صمد ثلاث سنوات وأربعة أشهر بقيادة القائد الكبير بشار حافظ الأسد وقد قدّم ثلاثي (الشعب والجيش والقائد) التضحيات الجسام ليبقى هذا الوطن صامداً في أعتى المعارك على مر التاريخ ونحن- وكما قال جمعة- نتباهى بشعبنا وقائدنا وجيشنا العقائدي، وقال إن الكثير من المثقفين كانوا ومازالوا مع الوطن والشعب درءاً لهذه الهجمة الاستعمارية غير المسبوقة بسبب مشروع القطر القومي، وقال: إن اتحاد الكتاب عقد مجلسه( أمس) وأجمع على أن يكون خطاب الرئيس بشار الأسد( خطاب القسم) منهج عمل له لأنه قائد وطني قومي عالمي بامتياز. عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الثقافة والإعداد الدكتور خلف المفتاح قال إن الحضور يضفي على المؤتمر قيمة مضافة، وفي حديثه عن الأزمة السورية قال: إن الإرهاب العالمي مدعوم من القوى الكبرى بكل شيء وما يجري في بلادنا مخالف لكل القيم الإنسانية، وعلينا ترجمة خطاب السيّد الرئيس إلى واقع، فللخطاب أكثر من معنى ودلالة وهو قوة نفوذ فكري وسلوك وثقافة ليلمس المواطن فعله على الأرض فخطاب القسم تنبع أهميته من أهمية القائد الحكيم صاحب المشروع الثقافي وهو ليس محايداً وإنما له القوة الفكرية والثقافية والسياسية لأننا نواجه مشروعاً فكرياً ثقافياً وهابياً تكفيرياً خطيراً وبه نفشل هذا المشروع ونجفف منابعه بوساطة المقاومة المسلحة والجيش العربي السوري ونحن في مواجهة تاريخية مع أدوات هذا المشروع التي أصبحت بالداخل السوري، ومهام الكتاب غاية في الأهمية من خلال الوعي والمجابهة وقال: علينا في الأزمات أن نعجل في المؤتمرات لا أن نؤجلها وذلك لمواجهة المشروع وقال: إن المثقف والكاتب يقاتلان بالكلمة والأسوة الحسنة وبهما يمكن تفعيل القوة الثقافية والأخلاقية، وركز على عقلنة ومأسنة العمل الثقافي والعمل بروح الفريق الواحد لمكافحة هؤلاء الذين يسعون لاقتلاع جذورنا وتدمير مجتمعنا وتهديد وجودنا برمته والمثقف يربط الإبداع بالكلمة بالإبداع بالموقف، والتحدي وجودي لحماية وطننا. نوه الدكتور حسين جمعة بحصول اثنين من أعضاء اتحاد الكتاب على جائزة الدولة التقديرية( مليون ل.س وميدالية ذهبية) وهما نذير العظمة ونبيل الحفار وبهذا فالرئيس كما قال جمعة يعنى بالأدباء ولا ينساهم أبداً... وبعد أن رحب بالضيوف وكذلك بأعضاء المؤتمر البالغ عددهم 1319 عضواً، وتحدث عن المفصولين بسبب مواقفهم لأنهم اصطفوا مع أعداء الوطن وهم لا يتجاوزون الواحد بالمئة قال: إن الاتحاد أقام عشرة آلاف ندوة وأمسية في سورية وإن التقارير (2012-2013-2014) موزعة قبل شهر كامل وللعضو حق الاعتراض مدة خمسة عشر يوماً وبعدها يعد قرار المؤتمر نافذاً، وبشأن الحالة المالية أوضح أن الاتحاد أودع 50 مليوناً لدى المصرف إضافة إلى الوديعة الأساسية فيصبح المجموع 259 مليوناً ولهذا أصبح راتب المتقاعد ستة آلاف مرتفعاً عن أربعة آلاف ليرة. وأضاف: نستضيف ملتقى الحوار الفكري في هذا الشهر وفيه عدد كبير من الضيوف وكنا عقدنا مؤتمر المثقفين العرب وحضره اثنان وتسعون مثقفاً عربياً وعلى هذه الأسس فالاتحاد قام بواجبه الوطني واتحاد الكتاب مثل خبز شعير مأكول مذموم وهو يقوم بخدمات لأكثر من 500 أسرة. كثيرة هي المداخلات التي ألقيت في المؤتمر سواء من رؤساء الفروع أو السادة الكتاب والأدباء وكانت أولاها من الشاعرة عبير حبيب أثناء إلقاء جمعة كلمته ومن دون استئذان قالت إن هناك مشكلة مع رئيس الاتحاد الذي (في رأيها) جعل الاتحاد ملكاً خاصاً له وهنا طلب جمعة إخراجها فبقيت بتدخل من المفتاح على أن تحل مشكلتها من القيادة، من جهته رئيس فرع السويداء الدكتور فايز عز الدين قال: كنت أود أن تقرر ماذا ستفعل لا ماذا فعلنا وماذا نفعل، وكيف يمكن للوطن أن يفتح لنا الساحة أكثر وكيف يمكن تحديد سياسات معينة للفعل ضمن برامج محددة، متمنيا أن يكون للاتحاد برامج للاندماج في المعركة الوطنية، وفي إشارة إلى الحالة المالية قال: (نحن أعضاء مقرشون) مصطفى صمودي رئيس فرع حماة قال إن الطبابة معطلة حالياً في فرع حماة واشترط كي يكون الكاتب عضواً في الاتحاد أن يكون هناك فحص وسبر للمعلومات وطالب بضرورة وجود مفكرة للاتحاد. فلك حصرية (فرع دمشق) قالت: إن علاقة الأعضاء بالاتحاد علاقة ضمان صحي لأن أكثرهم يرسلون سائقيهم أو أحد ذويهم ليستلموا الضمان الصحي وطالبت أن يتفاعل الأعضاء مع الفرع وقالت إن علاقة الفرع بالاتحاد جيدة ومستجابة. مناة الخير (فرع اللاذقية) أكدت على توصيف حصرية ورأت أن علاقة الأعضاء بالاتحاد واهية جداً ومرتبطة بالظروف وتحدثت عن التمايز في النشر في دوريات الاتحاد والمكافآت متواضعة. عبد العزيز الدروبي (دير الزور) الذي لم يحضر سواه من الفرع أشار إلى فقدان أعضاء في الاتحاد كتبهم وهم إما مهجر وإما نازح، الأمر الذي أفقدهم فرص المشاركة في الفعاليات المختلفة. سوسن رجب اقترحت إصدار طابع مالي لمصلحة الاتحاد وأعضائه واقترحت حملة وطنية للتبرع وإنشاء مطبعة خاصة بالاتحاد لطبع دورياته وكتبه وتكون مشروعاً استثمارياً واقترحت إطلاق قناة فضائية يشارك فيها الأعضاء بأسهم. الدكتورة ناديا خوست تحدثت عن انفصال المثقف عن الشعب ولم تخلف الثقافي عن السياسي وقالت إن المثقفين لم يكونوا في الطليعة والسياسي تقدم بمراحل عن الثقافي ومثقفو الداخل لم يقوموا بواجبهم، وطالبت الاتحاد أن يوضح التغيير الذي طرأ على المناهج التربوية وإلغاء قواعد اللغة العربية وقصائد رائعة تربت الأجيال عليها والحذف (برأيها) يدل أن القومية أو السند القومي تداعى وشددت على ضرورة جذب المثقفين للإدارة وأن يكون للاتحاد موقف واضح من الأعضاء الذين رشحوا لجوائز أدبية بعضها صهيوني. نجدت زريقة من فرع اللاذقية فجّر عياراً ثقيلاً إذ قال على لسان رئيس الاتحاد إنه قال: (كل ما فطس عضو من الاتحاد بدنا ندفع) الأمر الذي عده رئيس الاتحاد اتهاماً خطيراً وخروجاً على آداب المؤتمر مطالباً المؤتمر بتشكيل لجنة تحقيق. غسان ونوس نائب الرئيس (رئيس الاتحاد) المستقيل قال إنه حضر احتراماً للأعضاء والمؤتمر والعمل الثقافي ورأى ضرورة الحل الثقافي للأزمة بعد الحلول العسكرية والأمنية وهو الحل الأمثل قبلها وخلالها وبعدها ومنه تكمن المعالجة والحل والكادر الثقافي هو أساس الحل وتساءل: هل القيادة الثقافية على قدر ذلك؟ وأجاب: أنا أشك، ثم قال إن الفقاعات الإعلامية لا تصنع ثقافة ودعا إلى قيادة ثقافية جديدة ترمم الآثار الناجمة عن الأزمة وعن استقالته قال: لا أحد يضرب عن الطعام حباً بالجوع. القاص خليل البيطار طرح إشكالية علاقة المبدع مع السياسي التي رأى أنه يحكمها سوء فهم مسبق وعن تكدس المنشورات قال: كيف نحسن تعميم الثقافة إذا لم نحسن توزيع المطبوعات، وتحدث عن لجان القراءة وقبول الأعضاء وهي مشكلات ساهمت في ترسيخ أخطاء مستمرة. سليمان السلمان الشاعر قال: على الكاتب أن يكذب لمجتمعه ويعرف ما يجري وحاجات الناس هي الأهم. أيمن الحسن أكد ضرورة أن يكون المؤتمر بمستوى مخاطرة الأعضاء للوصول إليه وتساءل عن دور الشباب ومكانتهم واقترح تأسيس نواد لهم في الاتحاد. المؤتمر باختصار كان رغم الملاحظات نقطة تحول في تاريخ مؤتمرات الاتحاد.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=16&id=1341