دراسات

الخليج على شفا البارود المشتعل .. ماذا بعد قطع العلاقات مع قطر ؟

المحامي لؤي اسماعيل - موقع زنوبيا الاخباري


ليست المرة الأولى التي تسوء علاقة قطر مع جيرانها فهذه الإمارة الصغيرة التي تقبع على أغزر آبار الغاز في العالم لطالما حاولت التمدد جيوسياسيا مستفيدة من الثروات الهائلة التي تقبع عليها باحثة عن بعد إقليمي ودولي لها ولطالما نجحت في استخدام المال لاثارة القلاقل ولا سيما في ليبيا ومصر ومن ثم سوريا حيث قامت قطر بتمويل ودعم المجموعات المسلحة فيها وسعت للهيمنة على هذه المجموعات من خلال تمويل هذه المجموعات وشراء ولاءها . اليوم قطر على موعد مع زلزال إقليمي هائل أسقط معظم أوراقها وحجمها لدرجة بات عليها إما الاستسلام نهائيا للسياسة السعودية المنافسة لها وإما البحث عن حلفاء جدد مفترضين قادرين على إخراج قطر من الهاوية التي وقعت فيها ، فرغم نفي قطر لما ورد على لسان أميرها من إساءة للسعودية معتبرة أن الوكالة القطرية للأنباء قد تعرض للاختراق إلا أن الرد السعودية ومعه الإماراتي والبحريني والمصري قد ذهب بعيدا وكأنه كان يتحين الفرص للانقضاض عليها . المناوشات الإعلامية توسعت لتأخذ اليوم بعد أكثر خطورة حيث أعلنت اليوم كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر وليبيا وحكومة هادي في اليمن قطع العلاقات مع قطر مع اتخاذ العديد من الإجراءات ضدها . هذه الخطوة قد تتبعها خطوات أخرى لدول عربية واسلامية في قطع العلاقات ولا سيما الأردن الذي سبق للملك الأردني أن دعا لطرد قطر من الجامعة العربية . وكالة الأنباء السعودية الرسمية وفي بيان لها نقلا عن مصدر مسؤول سعودي قوله : إن هذا الإجراء يعود "لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي"، وبهدف حماية أمنها الوطني "من مخاطر الإرهاب والتطرف". وأضاف البيان السعودي أن الرياض: "قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية، والبدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لكافة وسائل النقل من وإلى دولة قطر، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي." واتهم البيان قطر بدعم التطرف ومحاولة شق الصف الداخلي السعودي ودعم جماعة الإخوان المسلمين واستخدام وسائل الإعلام لتأجيج الفتن .. واتهم البيان قطر بدعم المعارضة البحرينية والحوثيين في اليمن والمتظاهرين في القطيف !!! إلى ذلك شددت الامارات على على تاييدها للقرار السعودي بينما قالت البحرين أن قرار قطع العلاقات مع قطر يأتي للحفاظ على الأمن الداخلي البحريني متهمة قطر بدعم المعارضة البحرينية . بينما قالت مصر أن قرار قطع العلاقات مع قطر مرده إلى سياسة قطر ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر إضافة لترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلاً عن إصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر . وتضمن قرار قطع العلاقات العديد من الاجراءات الصارمة منها إمهال البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد منع دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى أراضي تلك الدول وإمهال المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوما للمغادرة ومنع الرعايا من السفر إلى دولة قطر أو الإقامة فيها أو المرور عبرها وإغلاق كافة المنافذ البحرية والجوية خلال 24 ساعة أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر ومنع العبور لوسائل النقل القطرية كافة القادمة والمغادرة. وفور اعلان هذه الدولة قطع العلاقات مع قطر تراجع مؤشر البورصة القطرية في بداية تعاملاتها بأكثر من 7% كما انخفض مؤشر بنك قطر الوطني، أكبر مصرف في البلاد ومحفظة السيولة، بنسبة 10% عتبرت وكالة "موديز" العالمية المتخصصة في التصنيف الائتماني للدول والشركات الكبرى، أن قطع عدد من الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، يؤثر على تصنيفها الائتماني حيث اتخذت وكالة موديز بالأمس قرار بتخفيض التصنيفات الائتمانية لكبريات شركات النفط والغاز، والصناعة، والعقارات في دولة قطر . طباخ السم يذوقه ... هذا هو المثل الشعبي الأكثر حضورا في الأزمة القطرية مع جيرانها التي لا يعرف حتى اللحظة إلى أي مدى قد تتدحرج كرة النار وهل نحن أمام بداية صدام مسلح تقوده السعودية ومصر والإمارات ضد قطر أما أن الأمر لا يتعدى محاولة قص أظافر هذه الإمارة وتحجميها نهائيا ومرة واحدة وإلى الأبد . المضحك في الأمر أن الاتهامات الخليجية لقطر بالتطرف ودعم الفكر الاخواني والقاعدي واستخدام وسائل الإعلام في الترويج لذلك هو منهج خليجي بشكل عام فهل دور السعودية في دعم التطرف والجماعات الإرهابية هو أقل سوءا من دور قطر ؟ الفتيل اشتعل ومن الصعوبة بمكان التكهن بأبعاده وإلى مدى قد تسمح الولايات المتحدة للنزاع بالتأجج سيما وأنها تملك أكبر قاعدة جوية لها في المنطقة وهي قاعدة العيديد في قطر فهل تخلي الولايات المتحدة يدها من قطر سيما وان زيارة ترامب للسعودية قد مكنت الولايات المتحدة من الحصول على مئات المليارات السعودية وبالتالي قد تغض النظر عن أي خطوة سعودية عدائية تجاه قطر أم أنها ستضع حدودا لا تسمح بتجاوزها بين حلفاء الأمس أعداء اليوم . الخطوات المتسارعة قد تحمل معها كل الأجوبة قريبا وقد تكون في معظمها خروجا عن المألوف وعما اعتادته الخلافات السعودية القطرية سابقا .

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=12&id=13042