احوال البلد

صورة الأطفال في وسائل الإعلام خاطئة وينقصها التحليل والمتابعة

تشرين


على الرغم من التقدم التقني الهائل في وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها وأشكالها، الذي يهتم بالصورة وكيفية تقديم المادة الإعلامية، فإننا لانزال نصطدم بالطريقة التي يتعامل بها البعض من خلال تغطياتهم ولقاءاتهم الإعلامية مع الأطفال وما يخصهم من أحداث، وعلى الرغم من النداءات المتكررة لاختصاصيي التربية وعلم النفس التي تدعو إلى الاهتمام بالأطفال وبكيفية التحاور معهم وبطريقة تغطية الأحداث التي تخصهم، فإن الصورة وحتى اليوم لا يزال يشوبها بعض الأخطاء التي نحلم بإزالتها والتخلص منها في يوم من الأيام، لأن الصورة التي تعكسها وسائل الإعلام عن الأطفال- وكما أكد الدكتور مجدي الفارس اختصاصي علم النفس الإعلامي- جامعة دمشق- كلية التربية- بأن لها أثر عميق في مواقف الأطفال والطفولة ولها أهمية كبيرة في التأثير في سلوك الكبار تجاه الأطفال.. ووفقاً للاتحاد الدولي للصحفيين فإن وصف الطفل في وسائل الإعلام يدعم مجموعة من المعتقدات الخاطئة، ومن تلك الأمثلة التي لا يتسع المجال لذكرها كلها نذكر: أن الأسر في البلدان النامية والأطفال الذين يعيشون في فقر، إضافة إلى ضحايا الحرب والكوارث.. هؤلاء يفقدون شخصيتهم الفردية وإنسانيتهم، وغالباً ما يتم تصويرهم كفئات عاجزة ولا حول لها، وغير قادرة على التصرف أو التفكير أو التعبير عن نفسها.. أيضاً من المعتقدات الخاطئة أن تغطية قضايا الطفل غالباً ما تميل نحو التركيز على الإثارة مع تجاهل جملة واسعة من القضايا التي تواجه الأطفال والواردة في اتفاقية حقوق الطفل.. وبالنسبة للتقارير التي توردها وسائل الإعلام عن الأطفال فإنها غالباً ما تكون لمرة واحدة.. وفي أحيان كثيرة لا نجد فيها من التحليل والمتابعة إلا الشيء القليل.. أما خصوصية الطفل ففي أحيان كثيرة لا يتم احترامها.. وعن صورة الطفل في التقارير الإخبارية أشار الدكتور الفارس إلى أنه تغلب عليها القوالب النمطية، كالأطفال ضحايا المجازر الجماعية أو الصورة التي تظهر غياب الاهتمام بالأطفال. ونوه إلى أن قصص الاعتداء على الأطفال والأطفال المشاركين في الجريمة، وأطفال الشوارع هي قصص تميل للسيطرة في وسائل الإعلام وتحتفي بها القنوات والشاشات، في حين أن القضايا الأوسع نطاقاً لحقوق الطفل مثل الحق في عدم التمييز والحق في اللعب والترفيه والرياضة وغيرها من الحقوق التي تساهم في تنمية عقول هؤلاء الأطفال فلا تعد في أحيان كثيرة مادة إخبارية، لتكون المحصلة تكوين انطباع غير متوازن عن الطفل وانطباع يتجه بنا نحو التفكير بالطفل بأنه إما ضحية وهدف مشروع بشكل دائم.. وإما شخص خطير وأداة من أدوات الحرب والجريمة والعنف.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=7&id=1239