دراسات

هذا ما أنجزته القيادة السورية بصمت ودهاء في إدلب

وكالة أوقات الشام


كشف مركز "فيريل" للدراسات أن السياسة التي اتبعتها الحكومة السورية في تجميع المسلحين في مدينة إدلب، واحدة من أذكى الخطط المخابراتية العالمية، وذلك بحسب "ما سمعناه من سياسيين ألمان في برلين". وأشار الكاتب الدكتور جميل شاهين في مقالة، نشرها "فيريل" على موقعه الإلكتروني، إلى أن الانتقادات اللاذعة لما تفعله الحكومة السورية بخصوص المصالحة ونقل المسلحين إلى إدلب لم تتوقف، حيث اتهم كثيرون من المؤيدين للدولة السورية بأنها "خطوة غبية". وبحسب "خبرتهم العريضة"، فإنه يجب الاستمرار بقتال المسلحين "وعدم السماح لهم بالخروج أحياء". ويلفت شاهين إلى أن الجهات السياسية والاستخباراتية، حتى في الغرب، تتساءل حول المقصود من تجميع المسلحين في إدلب. وأضاف مسؤول ألماني التقاه "فيريل": لقد لعبتها المخابرات السورية ببراعة وصبر كبيرين…جمعوا الأعداء في مساحة محدودة. وقد يأتي اليوم الذي يدخل فيه الجيش السوري إدلب دون أن يطلق رصاصة واحدة. وبحسب "فيريل"، قال المسؤول الألماني ساخراً: تخيل أنك جمعت 200 قطة في غرفة واحدة وطلبت من القطط ان يكون لها زعيم واحد، مالذي سيحصل؟ هذا بالضبط ما فعلته القيادة السورية. "طبعاً لطفنا ما قاله المسؤول واستخدمنا كلمة قطط". ولفت كاتب المقالة إلى أن مدينة إدلب أصبحت اليوم تضم أكثر من 59 جنسية عالمية للمقاتلين وعشرات آلاف المسلحين وأكثر من 128 فصيلا مسلحا، لكل فصيل منها زعيم ودولة أو جهة داعمة بالسلاح والمال، وأهداف وأيديولوجيات وشعارات مختلفة…وتساءل كاتب المقال: كيف سيتوافق هذا القطيع الحاشد على قرار واحد؟. وأضاف: هذا ما أنجزته القيادة السورية بصمت ودهاء وسط تحليلات عسكرية عبقرية من "أبطال الفيسبوك" الذين راحوا يصفون هذا التصرف بالغباء، الآن…من هو الغبي يا ترى؟ وكشفت المقالة أن عدد القتلى المسلحين في إدلب، خلال الشهرين الماضيين، فقط بلغ 1780 قتيلا جراء الصراع الصامت الدائر بين كل من حركة "أحرار الشام" و"جبهة النصرة" وتنظيم "جند الأقصى". واشار الكاتب إلى أن إعلان حركة أحرار الشام عن رغبتها بالمشاركة في مؤتمر أستانة، كان السبب الكافي لأنهار الدماء التي تسيل، مؤكداً أن المشاركة اعتبرت نسفاً للجهود القائمة في سبيل ضم الفصائل المسلحة في محافظة إدلب تحت قيادة واحدة باسم "الهيئة الإسلامية" بما فيها أحرار الشام وجبهة النصرة، والتي من المقرر أن يكون الإرهابي "أبو عمر تفتناز" القائد العام لحركة أحرار الشام هو القائد العام للهيئة، بينما سيكون الإرهابي "أبو محمد الجولاني" هو القائد العسكري. واعتبر الكاتب أن موسكو لعبت هنا دوراً هاماً في الإيعاز لتركيا لتنفيذ المطلوب منها. فضغطت الأخيرة على كافة الفصائل المسلحة الواقعة تحت أمرتها بعبارة "اندماجكم مع النصرة عمل انتحاري". وأضاف الكاتب شاهين: اللعبة الخطرة التي ستواجهها القيادة السورية هي تحويل حركة أحرار الشام وغيرها من الفصائل إلى معارضة مسلحة معتدلة ودمجها بدعم تركي ضمن عملية "درع الفرات"…و تساءل بالقول: حتى ذلك الحين، هل سيبقى مسلحون أحياء في إدلب، أم سيجتمع مجلس الأمن كي يطلب من الجيش السوري دخول المحافظة وبدعم دولي لإنقاذ المدنيين المحاصرين؟

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=12&id=11546