دراسات

عندما يتحول "المعارض المسلح" إلى داعشي بلمح البصر


علي مخلوف
مشهد سوريالي خيالي قد يداعب مخيلة البعض لدى سماع أخبار "المعارضة السورية"، لا سيما التي تحمل صبغة دينية منها، تخيلوا ناقة بهودج متشح بالسواد وحوله ملتحون يشخصون بأنظارهم نحو ملكوت يعج بالحوريات يسير في أزقة الشام العريقة! أسكتوا صوت فيروز الخارج من شرفات المنازل وأبدلوه بصرخات بدوية وهتافات شرعية، ثم تداعوا للاجتماع في السقيفة لاختيار الخليفة!.
خبر لافت روجته أوساط المعارضة مفاده أن قيادة "داعش" في العراق طلبت من قيادات التنظيم فيما تُسمى "ولاية الرقة" الحضور إلى الموصل لاختيار خليفة للبغدادي، حيث ذكرت مصادر في "المعارضة السورية" أن قيادة التنظيم طلبت من "قائد جيش الشام وقائد ولاية الرقة"، وقيادات أمنية وعسكرية أخرى الحضور لاختيار خليفة يخلف أبو بكر البغدادي .
ليس غريباً أن يقوم "داعش" بدعوة قادته من أجل اختيار خليفة للبغدادي لأن التنظيم يمر بأصعب الأوقات سواءً جراء الضربات الروسية والسورية له أو نتيجة المعركة التي تهشم رأسه في العراق، من الطبيعي أن يكون هناك من يخلف البغدادي لأننا قد نسمع في أية لحظة خبر مقتله، لكن الغريب هو أن يتم تسريب معلومة كهذه من قبل "المعارضة السورية" التي تدّعي تارةً أنها تحارب التطرف والتكفير والإرهاب، وتارةً أخرى تزعم بأن "داعش" صنيعة الحكومة السورية وإيران وحزب الله .. إلى آخر تلك الأسطوانة المشروخة.
كيف صح لها تلك المعلومات الوثيقة من داخل التنظيم؟ البعض يجيب عن هذا التساؤل بالقول أن "المعارضة السورية" في غالبيتها معارضة ذات صبغة دينية بحتة، أليست جميع الفصائل تحمل أسماء ذات مدلولات دينية وطائفية ومذهبية؟ أليس الفكر الوهابي هو الدينامو الرئيسي المحرك لمختلف مسميات تلك المعارضة؟ بما أن الفكر الوهابي هو الذي يقود المعارضة المسلحة فإنه من الطبيعي أن تجدوا توأمة بينها وبين "داعش" الذي يطبق ذات الشريعة المطبقة في بلاد الحجاز.
"أحرار الشام" و"نور الدين الزنكي" و"جيش الإسلام" و"جيش الفتح" و"الجبهة الإسلامية" و"حزب التحرير التركستاني" و"فيلق الرحمن" و"جيش السنة" .. الخ من ميليشيات قد تراها تقاتل كتفاً إلى كتف مع "النصرة" و"داعش" في بعض المناطق، وقد حدث ذلك في الحجر الأسود على سبيل المثال وفي مناطق أخرى أيضاً، بالتالي لم لا يكون هناك وحدة حال بين "داعش" وتلك الـ "المعارضة" أيضاً فإن تسريب مصادر من المعارضة لذلك الخبر عن "داعش" يعني بأنهم على علاقة وتواصل مع التنظيم، أساساً داعش لم يظهر سوى في المناطق التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة فما السر في ذلك، كما تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة أقرت بنفسها أنها لم تستطع جمع عددٍ كافٍ ممن تسميهم معتدلين من أجل تدريبهم، وقتها لم تستطع أن تجد سوى 60 مقاتلاً تقلصوا بعد فترة إلى 5 خمسة مقاتلين حيث انضم كثير منهم إلى "داعش" أو "النصرة" إما خوفاً أو طمعاً، فضلاً عن وجود تقارير أمريكية تصرح بأن ما يثير المخاوف الأميركية لاحقاً هو انقلاب أي فصيل تتعامل معه بشكل مفاجئ ليصبح في جانب المتطرفين، أيضاً هناك مسؤولون أميركيون وأوروبيون عبروا عن مخاوفهم من أن تلتحق الميليشيات المسلحة بتنظيمي "داعش" أو "النصرة" في حال لم يدعمها المجتمع الدولي أو الدول الغربية في معركتها ضد الجيش العربي السوري في حلب على وجه التحديد، بحيث لن تجد ملجأ لها سوى التنظيمين المتشددين!.
عاجل الاخبارية

 

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=12&id=10786