أكد متابعون للعملية العسكرية التي ينفذها الجيش العربي السوري في حلب أنه ضبط موعد إطباق الحصار الكامل على أحياء سيطرت فصائل المعارضة المسلحة على عقارب ساعته وبأن الوقت المتبقي لإتمام سيناريو حمص فرصة لمن تبقى من المسلحين لمغادرة المدينة من المنفذ الوحيد المتبقي.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن»: أنه غدا بمقدور وحدات الجيش التقدم على أكثر من محور لفرض طوق أمني باستكمال السيطرة على الضلع الأخير الذي يصل مستديرتي الجندول بالليرمون شمال شرق المدينة عبر طريق الكاستيللو المفتوح على الريف الشمالي حيث ممرات الدعم اللوجستي من تركيا.
ومن السيناريوهات المفترضة لحصار مسلحي حلب، وفق خبراء عسكريين تحدثوا لـ«الوطن»، استحواذ الجيش على مشفى الكندي الذي يبعد عنه مئات الأمتار والتقدم باتجاه مخيم حندرات فمنطقة الشقيف الصناعية أو التقدم من خلال منطقة العويجة وصولاً إلى الجندول على أن تسيطر وحداته على مستديرة الليرمون وتغلق جبهة الزهراء- المخابرات الجوية بالسيطرة على الصالات الصناعية.
ونظرياً، يفصل الجيش عن تحقيق هدفه الإستراتيجي بمحاصرة مسلحي حلب مد نفوذه على مسافة أقل من 2 كيلو متر لكنه من الناحية العملية يفرض طوقاً نارياً عبر الطلعات الجوية على مداخل المدينة من الشمال والشمال الشرقي ويستلزم إحكام الطوق بشكل نهائي الاستحواذ على مستديرتي الجندول والليرمون لإحكام الطوق الناري من خلال الرشاشات على طريق الكاستيللو.
وفرض ذلك استنفار جميع فصائل المعارضة المسلحة المقاتلة على جبهات حلب والتي أرسلت تعزيزات إلى جبهة السجن المركزي ومخيم حندرات ومنها التي قدمت من أرياف إدلب.
ودفع الإحساس بخطر تكرار سيناريو حمص في حلب بالدول الداعمة للإرهاب وفي مقدمتها تركيا والسعودية وقطر إلى تشكيل تحالفات إسلامية متشددة جديدة متحالفة مع تنظيم القاعدة كان آخرها جبهة «أنصار الدين» التي ضمت في صفوفها «حركة شام الإسلامية» و«حركة فجر الشام الإسلامية» و«جيش المهاجرين والأنصار» و«الكتيبة الخضراء».
ميدانياً قضت وحدات من الجيش على أعداد من الإرهابيين ودمرت آلياتهم وأدوات إجرامهم في مناطق مختلفة من حلب وريفها، وذكر مصدر عسكري لـوكالة «سانا» أن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة استهدفت أوكار وتجمعات الإرهابيين في عندان وكفر حلب ونصيبين والسحارة وقباسين والحاضر والإنذارات وباب الحديد وحارة الشحادين وقضت على العديد من الإرهابيين وأصابت آخرين ودمرت عدة آليات وسيارات لهم».
وأضاف المصدر أن «وحدة أخرى من الجيش والقوات المسلحة قضت على عدد من الإرهابيين ودمرت لهم راجمة صواريخ وسيارة مزودة برشاش ثقيل في منطقة رسم العبود بريف حلب»