كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
معن حيدر يروي القصة :
كتب المهندس معن حيدر مدير عام الاذاعة و التلفزيون :
من أسرار المهنة … الوحي
والوحي هنا يخصّ وسائل الإعلام كافة، بنوعيها الخاص والحكومي
هو مَنْ يحدّد سياسة وتوجّه تلك الوسائل
+في الإعلام الخاص، هناك وحي واحد، خفيف الوطأة، يزور لِمَاماً، أو حين الضروروة
ويُعطي هامشا واسعا للعاملين، ما يُضفي على ذلك الإعلام استقلالية وحيادية، نوعا ما.
+أمّا في الإعلام الحكومي، فالأمر عكس ذلك تماما
وأحيانا يكون هناك (وَحاحي) كُثُر (وَحاحي جمع وحي من تأليفي، وبالفصحى وُحِيّ)
+وفي حال غياب الوحي، لسبب ما، يلجأ العاملون للاجتهاد، والمجتهد قد يصيب وقد يخيب
في الإعلام الخاص، عندما يصيب يُكافَئ، وعندما يخيب تكون عقوبته (مشلبنة)، أقصاها إنهاء العقد
أما في الإعلام الحكومي فالأمر مختلف تماما
+ما أوحى لي بهذا المنشور، هو مقال قرأته في أحد المواقع، تطرّق كاتب المقال في مقدمته، وهو زميل مهنة وصديق، إلى المقارنة بين الإعلام الحكومي والإعلام الخاص
واستشهد في ختام مقاله بحادثة تغطية التلفزيون السوري ساعة سقوط بغداد عام 2003 في حرب الخليج الثالثة.
وبسبب ما ورد في روايته للحادثة من مبالغة، لا أدري ماذا كان يقصد بها، سأورد ما حدث وقتذاك، بإيجاز ولكن بدقّة:
-كنتُ حينها مدير التلفزيون السوري
-واكبنا العمليات العسكرية لقوات التحالف في العراق منذ بدايتها من خلال بث مباشر واستديو تحليلي.
-في يوم سقوط بغداد كان الضيف في الاستديو التحليلي، هو العميد حكمت ادريس
-كانت الساعة 13.10 الواحدة وعشر دقائق بعد الظهر، عندما بثّتْ قناة الـ CCN الأمريكية فيلما من أحد شوارع بغداد لعراقي يضرب صورة الرئيس العراقي بالحذاء
-وكان هذا أول إعلان لسقوط بغداد
-بدأت القنوات العربية كلها، الخاصة والحكومية، واحدة تلو الأخرى تنضم للـ CCN
-طلبتُ من المذيع والضيف أن يستمرا قليلا في التغطية ..
ريثما …
-كان المدير العام للإذاعة والتلفزيون آنذاك، د. رياض عصمت رحمه الله، غائبا بسبب ظرف طاريء يخصّه.
-دعوتُ المدراء المعنيين لاجتماع سريع في مكتبي، لبحث ماذا نفعل وكيف سنُكمل التغطية.
لأنّ الوحي قد انقطع … بل (الوحاحي) كلّهم
-كان أمامنا خياران:
إما أن ننضم للـ CCN مثل باقي القنوات العربية، بل وقنوات العالم كلّها.
أو لا ننضم، وهنا يترتّب السؤال: ماذا نبثّ؟
-قال أحد المدراء، وكان جادّا في قوله: خلِّينا نطفّي .. نطفّي الإرسال .. نوقّف
((وكان ردّنا عليه … صمتٌ ونظرة غير شكل))
-كان رأيي أن لا ننضم للـ CCN، لسببين وجيهين، حسب رأي آنذاك:
الأول: أنّنا إذا انضمينا يعني ذلك أننا موافقون على العمل العسكري (الغزو)، وكانت سياستنا، لا تؤيّد العمل العسكري
والثاني: أنّ بغداد هي إحدى أهمّ الحواضر العربية، وليس من المنطق أن نشارك في بثّ يصوّر وقوعها تحت سنابك القوات الغازية، كما وقعتْ تحت سنابك التتار في غابر الزمان
+علما أنّه لم يكن أمامنا، حينذاك، وقتٌ للتفكير برويّة،
فالثانية في تلك الأوقات لها ألف حساب
-واقترحتُ أنْ نبثّ أفلاما وثائقية تاريخية
وأذكر أنّه لتخفيف التوتّر قليلا قلتُ لصديقي: إذا بكرة ما حدا حكى، فبكون عملنا منيح
وإلا ..
-المهم .. بدأنا ببثّ الأفلام الوثائقية التاريخية من الساعة 13.30 الواحدة والنصف بعد الظهر على ما أذكر،
وحتى الساعة 18.00 السادسة مساء تقريبا
عندما عاد الوحي
فاتّضحت الرؤية
+ملاحظة:
عند الأحداث المفصلية (يعني وقت بصير الكنا بالكنا) كما يقولون، تُلغى الاستقلالية والحيادية التي يتمتّع بهما الإعلام الخاص، ويظهر الوجه الآخر (للوحي)
+وأقرب مثال لذلك هو ما حدث آنذاك، في حرب الخليج الثالثة، عندما أصبحتْ وزارة الدفاع الأمريكية هي المصدر الوحيد للأخبار والأفلام كافة، من خلال فريق إعلامي مكوّن من اتحاد عدة وسائل إعلام Pool برئاسة CNNرافق العمليات الحربية بشكل مندمج مع القوات (Empedded).
وإلى اللقاء
صاحبة الجلالة
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company