يطفو على السطح في الساعات الأخيرة الحديث عن داعش وتواجدها المفاجئ في الغوطة الشرقية ولعل ما جعل الجميع يهتم بملف هذا التنظيم في الغوطة الشرقية هو السيارة المفخخة التي استهدفت حسب مصادر "دمشق الآن" في دوما أحد المقرات التي من المتوقع أن يتواجد بها زهران علوش متزعم "جيش الإسلام" فالتفجير كان محاولة فاشلة لاغتيال علوش للمرة الثانية في أقل من 15 يوماً فقط.
نحن في "دمشق الآن" لم نكن متفاجأين من تواجد داعش والظهور "المفاجئ" لأن معلوماتنا ومنذ أشهر كنا نتحدث عن جمر تحت الرماد وبوادر حروب في الغوطة الشرقية وتحدثنا في أكثر من مكان وزمان باشتباكات حاولت المعارضة السورية التستر عليها في عدة بلدات في الغوطة الشرقية وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الطرفين لكن تسارع الأحداث في الأيام السابقة كان أكبر من أن يخفى عن الجمهور المؤيد والمعارض.
يقدر مصدر في دوما لـ "دمشق الآن" عدد عناصر داعش في الغوطة الشرقية بأقل من ألف مسلح 80% منهم من خارج حدود سوريا كانت المجموعات المسلحة قد استقدمتهم للقتال في صفوفها منتصف عام 2012 حيث دخلوا عبر بوابة العتيبة قبل إغلاقها من قبل الجيش السوري وتغلغلوا في معظم التنظيمات المسلحة في الغوطة الشرقية تحت أمرة قواد تلك المجموعات وبعد حوالي العام أي منتصف العام 2013 بدأت العناصر الغريبة بمحاولة إنشاء فصيل لها مستقل في الغوطة الشرقية تحت قيادة جديدة لها حيث تسلم "عبد المجيد العُتيبي" قيادة هذا الفصيل وابتعد قليلاً عن ‫‏دوما‬ معقل زهران علوش كي لا يحتك معه فكان مقره في ‫‏مسرابا‬ وبدأ بتقوية تنظيمه وسحب كل المسلحين الغرباء إلى تنظيمه واستفاد عبد المجيد من الخلافات بين زهران علوش وابو علي خبية حيث تقرب من الأخير كي يكون غطاء له ولأن زهران علوش يتحاشى الاقتراب من البلدات التي تعد تحت نفوذ ابو علي خبية وهنا ترعرع "داعش الغوطة الشرقية" وكبر تحت عيون علوش ولم يستطع أن يفعل شيئ حتى الأسبوع الثاني من حزيران حيث بدأت طبول الحرب بالقرع .
أمير داعش في الغوطة الشرقية عبد المجيد بعد أن وجد أنه أصبح نداً لزهران علوش طالب بمناطق نفوذ خاصة به وهذا ما رفضه زهران علوش ليبدأ مسلحو داعش الهجوم على حواجز جيش الإسلام وكانت المعركة الشهيرة في ‫‏حاجز الأشعري‬ حيث تم قتل عدد من عناصر "جيش الإسلام" وأسر 7 آخرون حسب مصادر مقربة من "جيش الإسلام" وكان هذا الهجوم بمثابة إعلان حرب كما تحدث زهران علوش الذي استهدف عدة مقرات تستخدمها داعش في مسرابا التي تعد المركز الرئيسي لهذا التنظيم وفيها مقرات ‫‏داعش‬ وقيادتها وفيها كان يسكن امير التنظيم قبل استهدافه قبل أيام في الأشعري برصاص مسلح مجهول أسفر عن مقتله ليتم بعد أيام قليلة مقتل رئيس الهيئة الشرعية الغوطة الشرقية الذي عينه علوش ومن ثم انطلاق سياة مفخخة من مسرابا التي لا تبعد عن دوما 3000 متر لتحاول اغتيال زهران علوش وهذه المحاولة بائت بالفشل في ظل تهديدات بمعاودة الكرة من جديد باستهداف معاقل جيش الإسلام في دوما بالسيارات المفخخة وهذا ما ‫‏سنشاهده‬ في الأيام المقبلة .
إذاً الآن هناك احتمالين في الغوطة الشرقية إما أن ينهي "جيش الإسلام" داعش أو تؤرق داعش البيت الداخلي للجبهة الإسلامية وتضعضه من الداخل في ظل تسجيل زيادة رقعة الإشتباكات خاصة ظهر يوم ال 29 من حزيران من ‫‏الشيفونية‬ إلى مسرابا وأطراف دوما المدينة والجيش السوري يراقب من بعيد ماهي نتيجة هذه الفوضى الداخلية في أخطر معاقل المجموعات المسلحة في سوريا ليتم خلط الأوراق من جديد واتخاذ القرار الأنسب في الظرف الأنسب .

دمشق الان