كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
ينتمي مخطّطو القتال في سورية الى مجموعة ضباطٍ من مختلف بلدان العالم، تعلّموا القتال في كليات الحرب المختلفة ببعدٍ تقني بحت، وانتقلوا لقيادة معارك الجماعات المسلحة.. لكنّ درجاتهم وشهاداتهم لم تكفهم لتحقيق أهداف الهجمة على سورية، وها هم يفشلون تباعاً في الصمود أمام الجيش السوري، حيث أنّ الهدف الرئيسي لأي حربٍ هو كسر إرادة القتال لدى العدو لفرض شروطٍ سياسية عليه، تخرجه من المعادلة نسبياً او نهائياً.
في المقابل استطاع الجيش العربي السوري أن يحقّق العديد من الانتصارات الكبيرة في أكثر من جبهة، وخصوصاً في جبهات حلب، من خلال كسر إرادة القتال لدى الجماعات المسلحة وإجبارها على التقهقر والانسحاب.
في حلب لا يوجد جبهةٌ رئيسية وأخرى ثانوية، فكلّ الجبهات مشتعلةٌ، ووضع الجماعات المسلحة في هذه الجبهات صار حرجاً نتيجة الضغط المتواصل الذي يقوم به الجيش السوري.
وعلى عكس ما يُشاع أنّ أميركا ومن معها قد أدخلوا الجيش السوري في حرب استنزاف، فإنّ الجيش السوري يحقق إنجازاتٍ كبرى تمثل أهمها في دحر خطة المنطقة العازلة في ادلب، والتحكم بسير العمليات العسكرية في اكثر من جبهة، والانتقال الى الهجوم داخل مدينة حلب نفسها، والأخبار الواردة من حلب حول التحضير لإنجاز العديد من المصالحات وتسليم المسلحين لأسلحتهم جاءت كنتيجة للمتغيرات الميدانية التي فرضها الجيش السوري.
ما بعد تحرير سجن حلب مرحلة مختلفة تماماً عما قبلها، فبالإضافة الى عمليات إحداث الطوق في جبهة الشيخ نجار – المدينة الصناعية، والتي تتم بشكل تدريجي، كان ملفتاً حجم الإنجاز الذي حققه الجيش السوري في الريف الجنوبي الغربي للمدينة، حيث تمّ تحرير العديد من النقاط الاستراتيجة أهمها تل غزان ومواقع الدفاع الجوي، والسيطرة ناريا على مساحات شاسعة من الاراضي المحيطة.
هذه الانجازات جاءت ضمن سياق قواعد جديدة لإدارة العمليات، ارتبطت بدراسات معمقة عن حال وأوضاع الجماعات المسلحة وتجربة القتال بمواجهتها، بما سهّل وضع الخطط المناسبة للقضاء عليها.
وقد بدا واضحاً للمراقبين أنّ الجيش السوري يتحكّم، منذ حوالي الشهرين، بالمشهد العملياتي، فالطيران يقوم بدوره اليومي المنتظم في ضرب خطوط الإمداد عبر تركيا، واستهداف مواقع قيادة المسلحين وأرتالهم.
ما يميّز معارك حلب هو أنّ الجيش السوري لا يفرض أطواقاً كاملةً على الأماكن التي يستهدفها بالهجوم، وهو إجراءٌ ينفذه قادةٌ محنّكون يمتازون بفهمهم لأبعاد المعركة، الى جانب امتلاكهم الخبرات العسكرية المميزة والهامة. والهدف من هذا الإجراء هو إتاحة الفرصة أمام المسلحين للانسحاب والهروب، وطريق الكاستيلو أفضل مثال، حيث كان بإمكان الجيش السوري التقدم لقطعه من تلال الحويجة ولم يفعل، فيما أبقاه تحت السيطرة النارية الدائمة مصعّباً على الجماعات المسلحة التواصل فيما بينها، بين الأحياء الداخلية التي تتواجد فيها ومحيط حلب.
وأهم ما في هذا الأجراء إحداث ضغطٍ نفسي على المسلحين، سيحدث في لحظة الذروة انهياراً إرادياً يُخرجهم من المعركة بشكلٍ سريع.
المعركة القادمة للجيش السوري في حلب هي معركة كسر ظهر الجماعات المسلحة، والتي ستشكّل بداية الإنهيار الكبير لهم في أرياف حلب، وانهزامهم في كل أحياء المدينة الداخلية.
من حندرات، سيتقدّم الجيش السوري باتجاهين :
1- النسق الأول الذي سيتفرع شمال – جنوب، باتجاه حريتان كفرحمرة، ليشكل نسق الهجوم الأساسي الذي سيشتت قوات الجماعات المسلحة وجهدها القتالي لوقوعها بين فكي قوات النخبة المعززة بالمدرعات والطيران الذي سيستهدف أية مناوارت أو تحركات أو تعزيزات محتملة لهذه الجماعات، مما سيضع أيضاً مسلحي الجماعات المتواجدة في صالات الليرمون تحت ضغط قوات الجيش التي ستتقدم من محيط المخابرات الجوية وجمعية الزهراء، والتي ستشكل في البداية ضغطاً بطيء الحركة لمسلحي المدينة المنسحبين عبر طريق الكاستيلو – كفرحمرة.
لن ينتهي الهجوم عند هذه النقاط، فسيعمد الجيش الى تطوير هجومه شمالاً باتجاه بيانون وعندان لفك الطوق عن نبل والزهراء.
2- النسق الثاني سينطلق من تلال الحويجة باتجاه الكاستيلو، والذي سيتحكم بكامل حركة المسلحين الداخلين الى أحياء المدينة والقضاء عليهم، فيما سيتهاون الجيش مع أية أرتال منسحبة من داخل أحياء المدينة.
هذا الهجوم لن يكون معزولاً عن اندفاع وحدات الجيش المتمركزة داخل ميدان حلب، باتجاه الأحياء التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، ودفعها للفرار أو الاستسلام.
قد يقول البعض إنّ هذا العرض خياليٌ بعض الشيئ، أو إنه يخالف قواعد الواقعية قليلاً، ومن لا يعرف عن أية جبهةٍ نتحدث وأي قواتٍ وضباط يقودون العمليات، من حقه الذهاب بالتفكير بهذا الإتجاه.
ويبقى الأمر الأكثر أهميةً في جبهة حلب أنّ انتصاراً كبيراً على غرار انتصار كسب سيوجّه للداعمَيْن التركي والقطري ضربةً موجعة، إشارةً الى أنّ مسلحي جبهات حلب باتوا مرشحين للدخول في صراعات قاسية فيما بينهم نتيجة انعكاس الخلافات في المصالح ووجهات النطر بين أميركا والسعودية من جهة، وتركيا وقطر من جهة أخرى.
هذه العوامل التي ذكرناها سابقاً ستشكّل ما يشبه الضربة القاضية لجبهةٍ طالما عوّلت أميركا وأتباعها أن تكون المرتكز الذي سينهي حالة النظام السوري ويفكّك الجيش.
قد يكون هذا السيناريو قيد التنفيذ من قبل الجيش، كما أنه من الممكن أن يشن هجومه المضاد على كلّ جبهات حلب دفعةً واحدة، بعكس التوقعات، وبالتأكيد سيسبق الأمر الكثير من المناورات التي عوّدنا عليها قائد قوة المهام الخاصة العقيد سهيل الحسن "النمر"، فهذا الرجل لم يسمَّ بالنمر صدفةً، فهو الذي يقود معاركه على الأرض مباشرةً ويحقق انتصاراته بقفزاتٍ وسرعةٍ تشبه قفزات النمر وسرعته.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company