غدت الإضرابات التي تنفذها قطاعات وشرائح مدنية مختلفة في الأحياء التي يسيطر عليها مسلحو حلب موضة لا تؤتي ثمارها ولا تشكل ضغطاً على أي من الجهات صاحبة العلاقة. فبعد سلسلة إضرابات نفذها عمال النظافة للمطالبة بسداد رواتبهم من «الحكومة المؤقتة» التي مقرها غازي عنتاب التركية كان آخرها بداية الشهر الجاري، سار الأطباء على هديهم ودعوا أمس إلى إضراب للمطالبة بإطلاق زميل لهم مختطف لدى فصيل مسلح في حي الشعار. وأوضح مدير أحد المشافي الميدانية الموقعة على بيان الإضراب لـ«الوطن»، أن هذا الإضراب ليس الأول من نوعه جراء تعديات المسلحين على المشافي والكوادر الطبية «التي تدفع للهجرة بشكل مستمر بسبب الانتقاص من كرامتها من أشخاص جهلاء يعتدّون بالسلاح الذي يحملونه في وجهنا غير مبالين بالدور الإنساني الذي نقوم به». وبينما وقع على البيان الذي دعا لإطلاق سراح الدكتور المختطف أبو النصر معظم المشافي العاملة في مناطق سيطرة المسلحين وما يدعى «مجالس الثوار» في حلب ومديرية صحتها التابعة لهم لحفظ أمن وسلامة الكوادر الطبية، ندد ناشطون بالإجراء المرتقب الذي سيسبب كوارث إنسانية على اعتباره إضراباً عن الاستجابة لنداء الإنسانية وليس الامتناع عن مزاولة مهنة الطب، مشيرين إلى إضرابات سابقة لم تقدم ولم تؤخر في مجال عملهم نتيجة لسطوة فصائل المعارضة المسلحة التي لا تلقي بالاً لدعمهم بمتطلبات عملهم ووقف الانتهاكات المتكررة بحقهم. وكان موظفو الدفاع المدني وعمال كهرباء قطاع حلب القديمة وعمال النظافة نفذوا أكثر من إضراب في الأشهر الأخيرة للمطالبة بقبض مستحقاتهم بما فيها الرواتب المتأخرة وزيادتها بما يتناسب مع غلاء المعيشة لكن من دون جدوى، ما اضطرهم إلى الجهر بإقالة «الحكومة المؤقتة» وائتلاف قوى المعارضة في اسطنبول!. وفي الإطار ذاته، دخل الإضراب عن الطعام في مخيمي أطمة وباب السلامة للنازحين السوريين على الحدود التركية يومه الثالث تنديداً بأوضاع النازحين المزرية فيهما من دون أن يتدخل الائتلاف المعارض وحكومته المؤقتة في تقديم الدعم اللازم لهم وتحسين ظروف اللاجئين الذين يعانون الأمرين على أثر تساقط الثلوج وموجة البرد التي لم تشهدها المنطقة من قبل.

الوطن