كتل اللهب المتصاعدة من محاور حندرات وصولاً الى مخيمها، والتقدم السريع الممهد له بتغطية نارية كثيفة على محاور مدخل مدينة حلب الشمالي، حجب الرؤية تماماً عن ما يجري شمال شرق المدينة.

الهدوء الذي كانت تتسم به جبهة المواصلات بابنيص (بابنيس)، كان خادعاً إلى درجة لم تحتج فيه العملية المتحركة مع ساعات الصباح الأولى لكثير من ضجيج التغطية النارية، بل استغل مقاتلو الدفاع المحلي المشكل من أبناء مدينة حلب، وبمساندة وتغطية مدفعية شبه عادية من الجيش العربي السوري، كل هذه العوامل، لإطلاق هجمة كانت خارج حسابات المجاميع الإرهابية وانقضوا بشكل مفاجئ على مواقع الارهابيين في مزارع بابيص وتل كفر صغير ضمن مجموعات صغيرة من المشاة، فاجأت الارهابيين في مواقعهم وخلف متاريسهم، واوقعت في صفوفهم خسائر كبيرة قبل أن تتمكن من تثبيت مواقعها في مطاحن «سيريس» والمزارع وتلة كفر صغير، لتطل من خلالها على مدرسة المشاة من اتجاهات جديدة، واضعة المدرسة والحامية التي يتحصن فيها الارهابيون أمام تحد جديد، لا يقل قوة وحزماً عن الأرتال المدرعة للجيش السوري.

العملية التي بدأت صباح يوم الاثنين، لم تستغرق أكثر من ٣ ساعات، استطاع خلالها مقاتلو الدفاع المحلي من اختراق دفاعات المسلحين بشكل سريع، فقضوا على ١٧ ارهابياً توزعت جثثهم على الدشم والخنادق المقتحمة، وحسمت المعركة في وقت قياسي لتكون بمثابة «طحشة عرب» وضعت أبطال الدفاع المحلي على تخوم مدرسة المشاة.

واستطاع المقاتلون بعد السيطرة على تلك النقاط وتثبيت مواقعهم فيها، الاستيلاء على عدد من منصات الهاون المختلفة الأعيرة، والأسلحة الفردية والمتوسطة المختلفة، وبعض الرشاشات الثقيلة.

أهمية هذه العملية تأتي في كونها، عملية سريعة ونظيفة، وبخسائر معدومة، سمحت للوحدات المقاتلة السورية بمجاراة التقدم الجاري على الجبهات الأخرى، سواء في منطقة ميسلون داخل احياء المدينة أو على أطرافها لجهة بني زيد - الليرمون، أو الانجازات المحققة على محور حندرات، لتضيق بذلك مساحة تحركات المسلحين على أطراف المدينة، ويشعر المسلحون المحاصرون بداخلها بانغلاق آخر فتحات الأمل لديهم بالخروج سالمين.. قبل أن تطبق المدينة عليهم من كل الجهات.. وتتحول القلعة التي حاولوا حصارها واسقاطها إلى سجن مركزي كبير لهم.

كلّ الشكر لـ قوات الدفاع المحلي - فوج السفيرة - السفيرة

اوقات الشام