الحمد لله الذي آلف قلوب شعبه , وجمعه على بيعتك زعيما ً,  وقائدا ً ورباناً , وأودعه أمانة بين يديك , والحمد لله الذي زكّى أمانتك ياابن الأمين , فإن لله مختاريه في لحظات الإنعطافات الكبرى للعالم فأبحر بنا في لجج البحار المائرة على متن سفينتك الناجية , ولا تعبأ بمن تخلف عنك , فإنهم مغرقون , وسر بنا في صحارى التيه , مصطليا بنار قدس العلي تنير وتثبت قلبك الكبير , ولاتلق بالاً لضجيج الفراعنة وأجنادهم , واخرج بنا من الشعاب المحاصرة , فوالله ما يحاصرون إلا أنفسهم , وقد حاق بهم ما يمكرون .
لم يفهموا أن في سورية شعب لله يقوده رجل من رجال الله , أمين على أمانة الله , فغدروا بك وأنت تاجهم , وسبب انتظام مدارهم,  ففقدوا وجهتهم , وهاهم يخبطون خبط عشواء , يتصادمون مع بعضهم كالسكارى , وماهم بسكارى, ولم يعوا أن قطب الرحى هو في سوريا, عنه ينحدر السيل ولا يرقى إليه الطير, فألقوا حجارة عقوفهم في حياضك المباركة وقد شربوا منها , فغشيتهم ظلمتهم , وضرب عليهم الذل والهوان .
فلا تسامح يا سيدي , إذا لم يطرقوا بابك بجباههم المنكوسة , وإذا لم يعفروا وجوههم المسودة بترابنا المجبول بأديم الشهداء , وإذا لم يتطهروا من خطيئتهم بالإغتسال بأنهارنا الوردية المقدسة , وبعد ذلك فقرارك هو قرارنا , إن تجعلهم الطلقاء فأنت الكريم ابن الكريم , وإن تعمل بهم سيفك فاضرب يا سيدي ونحن معك , إن سوريا معراجنا إلى السماء , وأنت الأمين ابن الأمين , أنت القائد القائم بنا , ابن الخالد فينا أبدا.

لمى توفيق عباس – زنوبيا خاص