كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
"معركةُ البقاء".. هذا ما يمكن إطلاقه على مواطن بقي في بلاده يناور الموت و يكابد أقسى المعاناة من أجل الثبات.. يقبض المواطن راتبه الذي لا يتجاوز الـ 50 دولاراً، و يذهب للتسوق و شراء حوائجه و حوائج أولاده، ليصادف ارتفاع أسعار جديد على كل شيء، لكنه لن يتفاجأ هذه المرة بحكم أن الارتفاع أصبح من يوميات الدمشقي العادية، و من الطبيعي أن يشتري السلعة بسعر معين و يرتفع هذا السعر في اليوم التالي و أحياناً بذات اليوم.
قصة قصيرة من قصص كثيرة تحصل بشكل يومي في أقدم عاصمة مأهولة بالسكان، فأقدم عاصمة أصبحت اليوم تعاني من نقص و غلاء في المياه و المحروقات و الأغذية و الألبسة و المحاضرات الجامعية.. و من غير المبالغة قول "كل شيء".
ينظر بعض التجار في أزمة سوريا إلى حاجة الناس سبيلاً في جمع الأموال و "تعباية الجيوب"، و رغم امتلاكهم لثروات قادرة على رفع مستوى معيشة كل فرد اختار البقاء داخل البلاد و عدم الهجرة، إلا أنهم يتفنّنون بالاحتكار و منع المواد عن السوق دون حسيب أو رقيب، و عند مُساءلتهم من قبل الحكومة، يدفعون "المعلوم" و يعودون إلى "حضن الوطن".
سنين طويلة أظهرت الحاجة الملحة لتكاتف الشعب السوري و تعاونه لمواجهة مختلف المصائب التي يواجهها، لكن و للأسف فإن تلك الحاجة ظهرت بشكل معاكس تماماً، فالمواطن بجهة و حكومته بجهة و التجار و المستغلون بجهة.. في الوقت الذي يجب أن يمسك الجميع بيد الجميع منعاً من تحول البلاد لـ "غابة" يسود فيها قانون الغاب _إن لم تتحول بالفعل .
و بعيداً عن التجار المُتسلطين، تأتي الحكومة التي لا تقوم بواجبها الحقيقي في محاربة الاستغلال الذي ينهش في جسد المجتمع السوري لتزيد المشكلة سوءاً، فهي و سابقاتها أظهرت عجزاً واضحاً مقصوداً أو غير مقصود عن تحقيق مصلحة المواطن، غير آبهة بأهمية الحفاظ على نسيج المجتمع الذي يشكل الدعامة الأساسية لـ "الصمود" الذي يتبجح به مسؤولو الحكومة، بل و يزاودون به على المواطنين، و السؤال هنا : هل خطابكم الرنان بمدح "الصمود" قادر على إطعام الجائعين و إشراب العطشى ؟.
يحارب المواطن اليوم على عدة جبهات في معركة الصمود _يختلف عن الصمود برأي الحكومة_، فـ "داعش" و "النصرة" و غيرها من التنظيمات الإرهابية التي تستهدف الآمنين المدنيين و تقتل من جنود الجيش ابن هذا الشعب، هي إحدى أهم جبهات حرب صمود المواطن، لكن حربه الأشد مع تجار لا يعرفون الشفقة، و حكومة تستفز بتصريحاتها و قراراتها أفضل الناس أحوالاً، ليبقى الصمود كلمة تعني جوعاً للمواطن، و تجميع ثروات لتجار الأزمة.. ذات مصطلح بمعنيين متعاكسين.
تقرير : مـاهـر ديـب - كاركاتير : مؤيد حسين
المصدر : دمشق_الآن
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company