كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
أعتقد من المفيد التذكير أن كل من حاز شهادة الدكتوراه في أي نوع أو فرع من ضروب العلوم والآداب واللغات يفترض أن يكون قد حاز عدداً من الشهادات قبل الدكتوراه.. وهي وفق التسلسل: الابتدائية، الإعدادية، الثانوية العامة، الإجازة الجامعية، الدبلوم، الماجستير، ومن ثم الدكتوراه.. ووفقاً لبعض أنظمة الدراسة فقد تم دمج شهادتي الدبلوم بالماجستير.. لكن هل يعلم المعنيون في بلدنا أن العديد من المواطنين أقدموا على شراء شهادة الدكتوراه بالمال.. بل بثمن بخس (مئات من الدولارات أو بضعة آلاف) وأن هؤلاء الذين يحملون شهادة الدكتوراه لا يعرفون أي شيء عن الاختصاص المدوّن على ورقة رسمية والتي تجسد الشهادة... بل أكثر من ذلك.. فإن معظم هؤلاء لم يحصلوا على الإجازة الجامعية.. وأحياناً بعضهم لا يحمل الثانوية العامة.. أيضاً إن قسماً من الذين يحملون شهادة الدكتوراه المشتراة لا يتقنون الإملاء.. ولا يعرفون أربع جمل أو خمسين مفردة من لغة البلد الذي اشتروا منه شهادة الدكتوراه.. ما أود قوله: إن تبجح هؤلاء وظهورهم في المجتمع على أنهم من حملة الدكتوراه في الآداب والفنون واللغات والإدارة والاقتصاد والتاريخ والجغرافيا.. يشكل اعتداءً على حقوق المواطنين جميعاً من خلال خداعهم الناس أن سين أو عين يحمل دكتوراه وهذا الواقع يفرض جملة من الحقوق الاجتماعية لحامل الشهادة أولها الاحترام لإنسان يحمل شهادة علمية عالية.. ثم الثقة التي تتولد من أن حامل هذه الشهادة لابد أن لديه الخبرة والدراية والمعرفة بالعديد من أمور الحياة خارج اختصاصه.. ومن الطبيعي أن من يحمل الدكتوراه أن يكون مصدر ثقة على الصعيد الاجتماعي لكن للأسف يستغل هذه الثقة «النصابون» الذين اشتروا شهادة الدكتوراه فيدّعون أنهم على علاقة طيبة بالعديد من الأشخاص الذين يستغلون وظائف ومهام ومناصب مهمة وحساسة في الدولة فيسّوقون أنفسهم على أنهم مفاتيح للمعنيين وللمسؤولين في الحصول على استثناءات مخالفة للقانون فيسلبون المال من أصحاب الحاجات أو الذين يريدون الحصول على وثيقة رسمية أو موافقة بمخالفة القانون.... لكن الشيء الإيجابي في هذه المسألة أن الجهات الرسمية لا تسمح لأصحاب الشهادات الطبية - صيدلة - طب أسنان - طب بشري ممارسة المهنة إلا بعد امتحان كوليكوم يتم من خلاله التعرف على مدى إلمام حامل الشهادة بعمله وبعلمه وبمهنته.. ويختبر بمواد معينة ويطلب منه تقديم امتحان جديد في بعض المواد... المهم أن المهن العلمية محصنة ضد الخرق من خلال القوانين والأنظمة المعمول بها حالياً لكن العلوم الإنسانية واللغات هي عرضة للخرق وهي مستباحة من قبل النصابين، فنجد فلاناً يوزع «كرت الفيزيت» الذي كتب عليه أنه يحمل شهادة الدكتوراه في الإدارة أو الأدب العربي أو الاقتصاد أو الفنون الجميلة أو تاريخ - جغرافيا.. الخ فهذا الواقع يفرض على المعنيين في التعليم العالي والتربية والشؤون الاجتماعية تشكيل لجنة تستدعي كل من يحمل شهادة دكتوراه من غير الجامعات السورية في العلوم الإنسانية وإجراء اختبارات لحامليها تشابه اختبارات حاملي شهادة العلوم الطبية وأيضاً اختبارات في اللغات الأجنبية والإملاء.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company