البصمه هي ليست علامة تفرد للشخص بعينه فقط وإنما هي مقياس حميمية العلاقات بين الناس.... ست البيت ستميز ( ولو كانت شارده) أن هذا القميص يعود لفلان من اهل بيتها وليس لعلان.. ستعرف ذلك من ريحته.. ستعرف من أكل للتو على الطاوله.. وستعرف أيضا من استخدم الحمام آخر مره... الكفيف سيعرف من يضع يده بيده.. سيميز ذلك من ملمس خاص انطبع بذاكرته يعود لشخص معين دون غيره.. المدرس الماهر سيعرف أن هذه الورقه تعود إلى الطالب سنان وان تلك الورقه تعود للطالبه لمى.. سيعرف ذلك ولو كانت مساحة الاسم ملصقه.. سنعرف عندما نهاتف اخواتنا اننا سنسمع هذه الكلمه الترحيبيه على السماعه من الاخت فطوم وتلك الجمله من الاخ عبود...وهذه التأتأه من الفصعون حمود... حتى في محادثاتنا اليوميه.. سنعرف على التو أن هذا الكلام هو للصديق جمال وليس للصديق كمال... ولو حاول التخفي وراء رقم غير رقمه الأصلي...أو حساب غير حسابه المعتاد... في هذا الفضاء الأزرق لو عرض علينا كذا منشور بدون اسم أو صوره.... سنعرف بفعل التعود والمتابعه أن هذا المنشور يعود إلى حسنين والاخر يعود إلى عوضين.. سنعرف أشخاص مقربين جدا من الألقاب التي يطلقونها علينا .. ومن الكلمات المفتاحيه بيننا.. سنعرف ذلك باستخدام حاسه وحيده ولو فقدنا غيرها.. سنعرف وقع خطوات من نحب قبل أن نراهم...سنعرف انا طبخة الملوخيه هذه هي من طبخ سعاد وان أقراص الحلوى هي من صنع وداد.. سنعرف انه في وقت المرح اننا بحاجه الى (س) من الناس وفي وقت الانكسار نحن بحاجة إلى (ع) من الناس... وسنحتاج على مدار اليوم ل(م) و ل (ص) ول(ن)... وسنعرف أيضا لا يمكن لأحدهم أن يملي فراغ الآخر..وأنه لا أحد يستطيع أن يضع بصمته مكان بصمة الآخر.. حينما طلب من الأطفال أن يميزوا أمهاتهم وهم مغمضي الأعين.. ما كان من كل واحد إلا أن قبّل وجه أمه بعد أن عرف ذلك من ملمس جلدها... وأيضا نفس الفكره عرضت على رجل.. فقد تعرف على زوجته فورا وحين سألوه كيف عرفتها .. أجاب على الفور أن قلبه لهف لجميع الحاضرات ولكنه لم يلهف لها هي بالتحديد

تماضر احمد - الصفحة الشخصية