كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
تتكاثف الحركة الدبلوماسية الأمريكية مع إطلاق باراك أوباما إستراتيجية واشنطن المزعومة لمحاربة داعش بعد خطاب موجه للرأي العام الأمريكي، والعالمي، ويبدو واضحاً من خلال الأرضية التي جُهزت لمثل هذه الاستراتيجية أن واشنطن وجدت ضالتها للعودة إلى المنطقة عبر بوابة (محاربة داعش) وأن هذه البوابة تبدو مهيأة من خلال تحالف يأخذ علامة تجارية جديدة باسم (محاربة داعش...). ولأن الأسئلة المنطقية تتسارع إلى الذهن في ظل هذه الأحداث المتسارعة، ومنها سؤال رئيسي: ما مصلحة (أصدقاء داعش!!) في هذه الحرب المفترضة، وما أهدافهم الحقيقية، وهل فعلاً أنهم يخشون من تنامي ظاهرة الإرهاب التي أسسوها، ودعموها، ووفروا لها كل الأسباب لتتفشى، وتتحول إلى كابوس حقيقي، يومي من القتل، والدموية، والتهجير ضد كل شعوب المنطقة، وبالذات سورية، بهدف التقسيم، والسيطرة، والهيمنة على الثروات، والمواقع الاستراتيجية، وفرض خرائط تقسيم جديدة!!! يعرف الجميع أن (مكافحة الإرهاب) هو شعارٌ أطلقه جورج بوش (الابن) بعد أحداث 11/9، من أجل الاحتلال، والتوسع، والسيطرة، وبدلاً من إنهاء الإرهاب، والقضاء عليه، توسع من أفغانستان، ليصل في عهد أوباما إلى كل نقطة من إفريقيا، إلى آسيا، إلى أوروبا، حتى الهند، وليتحول إلى حجة لدى واشنطن للتدخل، والتأثير في الدول التي تختلف معها أو تعاديها، أو تشكل منافساً محتملاً لها، ولذلك فإن هذا الشعار سيستمر ثلاث سنوات قادمة حتى نهاية ولاية (أوباما)، ليأتي رئيس أمريكي جديد، ويطلق حملة جديدة تحت اسم جديد قد يكون (محاربة بوكو حرام) في إفريقيا، كما هو الآن (محاربة داعش) في المشرق العربي، ويعيد تركيب تحالفاته وفقاً لما يخدم المصالح الأمريكية. وما دام من حقنا أن نسأل: فما أهداف واشنطن الحقيقية من هذه (الحرب ضد داعش): 1- إن استبعاد قوى دولية كبرى، وإقليمية أساسية من التحالف الدولي الأمريكي يدل على أن واشنطن لا تزال تراهن على إعادة خلط الأوراق في المنطقة، بهدف تحقيق مجموعة أهداف: أ- إعادة إنتاج المجموعات الإرهابية في سورية تحت اسم (معارضة معتدلة) وتنشيط الواجهات السياسية لهؤلاء الإرهابيين عبر بيانات المطالبة بفرض مناطق حظر جوي في شمال سورية بحجة محاربة داعش، والاستمرار في استنزاف الجيش العربي السوري، والدولة السورية لسنوات ثلاث قادمة، إلا إذا تمكنت واشنطن، وحلفاؤها من الوصول إلى تسوية سياسية مناسبة. ب- العودة بالمنطقة إلى الخطاب الطائفي- المذهبي، من خلال كلام أوباما عن (تهميش السُنة)، وضرورة الوقوف معهم، وإدخالهم في المعادلات السياسية، ويقصد هنا عملاء الولايات المتحدة، وأدوات شركاتها، والمرتبطين بمشروع المذهبة، والفتنة، وهو ما سوف يُسهم في تبييض صفحة واشنطن السوداء، وإظهارها بمظهر (المنقذ) والحامي من دموية (داعش)، وأخواتها في ضوء انهيار منظومات الدول، والجيوش في المنطقة... ولأن سورية لم يحدث فيها ما حدث في العراق، وليبيا، فإن المطلوب استمرار استنزافها، وتدميرها علّهم يصلون إلى هذا الهدف، وهو ما يبدو واضحاً من خلال اشتراك دولٍ تدعي محاربة داعش في دعم مجموعات الإرهاب والقتل في القنيطرة، ودرعا بهدف الانقضاض على دمشق كما يحلم (الصهاينة- والوهابيون)... ج- تقطيع أوصال محور المقاومة المتحالف مع روسيا، والصين، من خلال خلق بيئة جغرافية داعشية تشكل عامل تهديد، وعدم استقرار وفرض التقسيم في العراق بإعلان (كردستان) دولة مستقلة حاضنة للمصالح الغربية، والصهيونية، وهو ما سوف يمنع نشوء حوض اقتصادي- سياسي يُشكل خطراً على المصالح الأمريكية- الصهيونية وعلى مصالح الحلفاء في المنطقة. 2- ترى واشنطن، وحلفاؤها أن إطلاق حملة (محاربة داعش) سيساعدها في زيادة الضغط على موسكو التي تشتبك معها في أوكرانيا عبر الضغط على حليفها السوري، وتهميش الإيراني، واستبعاد الأطراف الثلاثة من تشكيل المعادلات الجديدة في المنطقة، في محاولة جديدة لتطبيق المعادلة العراقية على سورية، أي عودة الحديث عن استبعاد الرئيس الأسد، كما حصل الأمر مع نوري المالكي... 3- تعتقد واشنطن أن حشدها لأكثر من (40) دولة تحت لافتة محاربة داعش سوف يعطيها الشرعية، والحصانة القانونية الدولية لفعل ما تشاء بحجة محاربة الإرهاب، وخاصة أن أدواتها في الجامعة العربية كعادتها هيأت لها ذلك، ليتبع ذلك تصريح للأمين العام للأمم المتحدة السيد (بان كي مون) الذي اعتبر أنه لا حاجة لقرار من مجلس الأمن مادام هناك إجماعٌ، وليعود للتضليل مرة أخرى حينما رأى أن من أسباب سيطرة داعش، وانتشاره هو (الأزمة السورية) دون أن يُتحفنا بوجهة نظرة باعتباره مسؤولاً عن تطبيق ميثاق الأمم المتحدة: هل بالإمكان تنفيذ ضربات جوية داخل الأراضي السورية دون موافقة الحكومة صاحبة السيادة؟ وإذا كان من حقنا أن نسأل الأمين العام للأمم المتحدة- مع وجود موفده السيد دي مستورا في دمشق: هل دمشق هي المسؤولة عن جلب آلاف الإرهابيين بالطائرات من (81) بلداً وفقاً للتقارير الأمريكية؟ وها هي مسؤولة عن إنتاج الجماعات التكفيرية بكافة أسمائها من النصرة إلى داعش، وتمويلها، وتدريبها، وتسليحها، وتأمين الخرائط والأهداف لها، وإدارتها؟ وهل هي مسؤولة عن تدمير بناها التحتية من المشافي، إلى المدارس، إلى الكهرباء، إلى دور العبادة، إلى سرقة المعامل، والنفط، والمحاصيل؟ وهل هي من يقطع الرؤوس، ويصلب الناس، ويصدر الفتاوى التكفيرية ويُسخر بيوت الله لترهيب عباد الله؟ وهل هي من يشتري النفط المسروق من العصابات الإرهابية، ويبيعه في السوق السوداء العالمية ليؤمن تمويلاً لداعش وغيره من التنظيمات؟ وهل من حق الأمين العام للأمم المتحدة، أو أي شخصية أخرى في العالم أن يحدد شرعية رئيس سورية، ودوره في حماية شعبه، وبلده وأن يكون حريصاً على سورية والسوريين أكثر منه. أما آن لهذا النفاق أن يتوقف!! وإذا كان من حقنا أن نسأل في ضوء ما نراه من تبريرات يُراد منها تحميل سورية، وجيشها، وشعبها مسؤولية انتشار الإرهاب، والحديث عن أن عدم حل الأزمة السورية تسبب في كل ذلك، فإن ما يجب أن يعرفه العالم أجمع بما فيه الأمين العام للأمم المتحدة أن سورية مستمرة في الدفاع عن شعبها وأرضها ضد إرهابيي العالم الذين أُتي بهم بإشرافٍ ممن يطلقون الحملات لمحاربة (داعش)، وأنها تريد أن يعرف الجميع أن استمرار محاربة الإرهاب دون إشراك دمشق هو وهمٌ كبير، وأن حلاً سياسياً دون قيادة الرئيس الأسد هو سراب أكبر، والمعادلة واضحة للسوريين الذين قدموا آلاف الشهداء، والضحايا لمحاربة هذا الإجرام الدولي- المتعدد الجنسيات، وسيستمرون بذلك حتى تنظيف أرضهم من دنس هؤلاء القتلة والمجرمين. وإذا كان من حق السوريين أن يسألوا: فهل ما تعده أمريكا وحلفاؤها هو لمحاربة (داعش) أم لمحاربة (سورية)!!!
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company