كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
ليس مصادفة هجوم المجموعات المسلحة على تلة وبلدة العيس بريف حلب الجنوبي، بل كانت نتاج تخطيط وتجهيز استمر على مدار اسابيع، تظهر فيه بصمات المخابرات السعودية والتركية والاسرائيلية بشكل واضح .
الهجوم المباغت الذي جاء في ظل تطبيق اتفاق وقف الاعمال القتالية والذي التزم فيه الجيش السوري بشكل كامل، يندرج في سياق محاولات الدول الداعمة للمجموعات المسلحة صرف النظر عن الانتصارات التي حققها الجيش وحلفاؤه وسط البلاد لجهة تطهير تدمر والقريتين بريف حمص، كما أنه يأتي من أجل تخفيف الضغط عن مسلحي داعش والنصرة، لا سيما وأن الانتصارات الميدانية تنذر بهزيمة الارهابيين.
كيف تم التحضير للهجوم ومن هي الدول التي ادخلت وجهزت المسلحين؟
وبحسب المعلومات، فإنه وبينما العالم منشغل بتطبيق ومراقبة اتفاق الهدنة كانت المؤامرات والمخططات تحاك من أجل ضربه واجهاضه، وأتى الاختيار على عدة جبهات. ففي التفاصيل، جرى اجتماع ضم كبار القادة في المجموعات المسلحة التابعة والمبايعة سراً لجماعة النصرة على محاور القنيطرة ودرعا وإدلب وحلب وحماه، بالإضافة الى 20 ضابطا استخباراتيا من مختلف الدول الداعمة للمسحلين وكان ابرزها السعودية وتركيا والاردن والولايات المتحدة الامريكية يرافقهم شخصية امنية من الكيان الاسرائيلي رفيعة المستوى.
ووفق المعلومات، فان المشاورات كانت عاصفة، إذ بدا واضحاً الخلاف بين احرار الشام والنصرة ودارت نقاشات من أجل رأب الصدع بين الجانبين على خلفية محاولة النصرة ابتلاع المجموعات الصغيرة ومصادرة اسلحتها في ريف ادلب، فيما كانت مجموعات مثل جيش الاسلام والفرقة 13 ومجموعات فيلق الشام تبحث عن زيادة التمويل، اما ضباط المخابرات فكانوا يحملون في جعبهم مخططا جاهزا قاموا بتوضيحه لقادة المسلحين، المخطط ينص على اوامر واضحة للمسلحين بشن هجوم كبير على محاور ريف حلب الجنوبي بالاضافة الى فتح جبهة الجنوب في درعا والقنيطرة في توقيت واحد، مع وعود بتأمين كميات كبيرة من الذخيرة والسلاح النوعي من السعودية وتركيا، مترافقة مع جسر جوي لنقل إعداد من المقاتلين من أفغانستان وباكستان والشيشان ومالي والمغرب وتشاد، بطائرات سعودية.
وبالفعل، أدخلت شاحنة محملة بصواريخ التاو عبر الحدود التركية، تم استلامها من قبل الفرقة 13 والتي تنسق تحت راية جبهة النصرة، بعد معركة معرة النعمان، ثم بدأت ارتال المسلحين تدخل عبر الحدود التركية نحو ريف ادلب، ومنها تم توزيع المسلحين وكان نصيب جبهة النصرة على جبهة بانص وتل حدية، للتحضير للهجوم على تل العيس، فيما تولت حركة احرار الشام الهجوم باتجاه قرية ابو رويل وتلة الاربعين، وكتائب ابو عمارة والفرقة 13 وجيش الاسلام وجند الاقصى على محور خان طومان، والجميع كان ينتظر الايعاز السعودي.
في هذا التوقيت وجّه الجيش السوري ضربة قاصمة لجبهة النصرة، وهي التي عجلت بالهجوم على ريف حلب الجنوبي، حيث استهدف الطيران احد اهم اجتماعات المسلحين في ريف كفر جالس في بريف ادلب الشمالي، ليقتل على اثره عددا كبيرا من قادة المسلحين وكان ابرزهم قيادي سعودي يدعى عزّام الأزدي، بالإضافة الى الشخصية الاهم وهو رضوان محمد نموّس، أبو فراس السوري.
يذكر أن القتيل النموس يعتبر من احد المقربين من اسامة بن لادن، وكان قد فرّ من الجيش السوري ابان 1979، لينتقل بعدها في شباط 1980 إلى الأردن، ثم إلى أفغانستان في 1981، وعمل كمدرب للمقاتلين الأفغان والعرب، ليلتقي في عام 1983 بعبدالله عزام وأسامة بن لادن. وقد وصل النموس الى سوريا في 2013 ، بعد ان قضى في اليمن نحو 8 سنوات، ليلتحق بالتكفيريين هناك بطلب من "ابو محمد الجولاني"، وبتسهيلات من المخابرات السعودية، في محاولة لتطويق القتال المستفحل بين النصرة وداعش اضافة لإقناع الشباب من مختلف الجنسيات للانضمام الى النصرة،
وفي المحصلة، فان تنقل جبهة النصرة وحلفائها يشكل خرقاً واضحاً لوقف الاعمال القتالية، فالمجموعات المبايعة سراً لجبهة النصرة وان كان يشملها هذا الاتفاق، فهي خالفت بنوده في التحرك العسكري والتنقل، ما يستدعي رداً واضحاً على كل هذه الخروقات، فالمعركة ما زالت مفتوحة في ريف حلب الجنوبي، والايام القادمة ستحمل مفاجآت للجميع، فما زال الجيش السوري وحلفاؤه قادرين على خلق الانتصارات، ورسم الدهشة على وجوه اعدائهم قبل اصدقائهم.
العهد - حسين مرتضى
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company