خبر عاجل :
  • مجلس الوزراء يقرر اعتماد التوقيت الصيفي على مدار العام وإلغاء التوقيت الشتوي
إعلانك المبوب
  ارض زراعيه 7 دنم للبيع طريق العروس مرديدو منطقه عقاريه الرجم للاستفسار 0999182938     صدور كتاب التحكيم عدالة اتفاقية من تاليف القاضي المستشار امرالله فنصة حبث تضمن هذا الكتاب اراء اعظم فقهاء التحكيم في الوطن العربي     الآن في الأسواق.. صدور العدد الأول من جريدة " كاريكاتور" 10/8/2015 صحيفة شهرية كاريكاتورية ساخرة تصدر عن دار البعث الإشراف والتحرير: رائد خليل 24 صفحة /50 ل.س syriacartoon@yahoo.com     شقة مكسية ديلوكس مساحة 108 متر مربع في اشرفية صحنايا للاجار مفروش فقط بدون اطفال     انتقلت عيادة الدكتور ايمن عيسى اختصاصي امراض وجراحة الاذن والانف والحنجرة وتجميل الانف-تخطيط سمع ومعاوقة سمعية من دمشق الى طرطوس-المشبكة-سوق النسوان هاتف 319270-0933229112  
القائمة البريدية

للإشتراك بنشرتنا الإخبارية

تابعونا على الفيس بوك
تصويت
فيديو زنوبيا
تفاصيل الساعة الأخيرة من حياة الطفلة التي فخخها والدها

يقول آخر من رأى الطفلة الضحية فاطمة وتحدث معها قبل موتها المفجع بحوالي أربع دقائق وهو رئيس مكتب البحث الجنائي في قسم شرطة الميدان الرائد محمد باطوس، ويقول الرائد هذا مادار بيني وبين فاطمة:

طفلة عمرها حوالي ثماني سنوات ترتدي معطفاً أحمر وتضع قبعة حمراء وشالاً أصفر وتحمل بيدها كيساً أسود بداخله كيس شيبس.. ملامح وجهها مجردة من تعابير الطفولة وفي عينيها حزن عميق دخلت إلى المكتب وكانت مرتبكة قليلاً ولكنها تتحدث بسرعة وتجيب على الأسئلة- عرفت عن نفسها بأنها طفلة عمرها سبع سنوات تدعى “نور حوراني” من أهالي برزة.‏‏

ادعت أنها طفلة حضرت مع والدتها من محلة برزة إلى المجتهد من أجل شراء بعض الحاجيات وأنها دخلت إلى أحد المحلات التجارية لشراء كيس شيبس وعندما خرجت لم تجد والدتها وبحثت عنها دون جدوى وأنها من برزة مقيمة بجانب جامع السلام ، عند دخولها إلى مكتبي تعاطفت معها كأي طفلة تائهة وسألتها عن اسمها فأجابت بأنها نور حوراني، ماالعمر: سبع سنوات اسم الأب لاتعرف- اسم الأم: لاتعرف- رقم الهاتف: لاتعرف- مكان الإقامة: برزة جانب جامع السلام.. فقلت لها: “عمو نور”.. ليس من المعقول أن لاتعلمي ماهو اسم الأب أو الأم فأنا ابني عمره خمس سنوات ويعلم اسمي واسم والدته” كما أن ملامحك تبدو أكثر من سبع سنوات.

وضعت الطفلة يدها اليسرى على سحاب الجيب الأيسر للمعطف وقامت بفتحه نصف فتحة وفي تلك اللحظة وردني اتصال هاتفي من زوجتي التي تقيم بنفس بناء القسم الطابق الرابع فأعلمتها بأنه يوجد عندي طفلة صغيرة جميلة وضائعة تبحث عن أهلها وهي تشعر بالبرد والجوع وطلبت منها أن تضع الطفلة عندها في المنزل كي تلعب مع ولدينا محمود وزين وأن تطعمها معهما وتدفئها وتلبي احتياجاتها ريثما نعثر على ذويها ويحضرون إلى القسم لاستلامها كون الطفلة أنثى وليس من المعقول أن تنتظر انتهاء إجراءات البحث عن ذويها في مركز القسم بين عناصر الشرطة المنشغلين بالتحقيق في الجرائم مع المجرمين.‏‏

‏‏كانت الطفلة تسمع مايدور من حديث بيني وبين زوجتي وبدأت ترتسم على وجهها معالم الاستغراب والتناقض في الأفكار حيث تم زرع أفكار في رأسها مغايرة لما سمعته ورأته.‏‏ كان في رأسها أفكار عن “النظام” والضباط وصف الضباط بأنهم أشرار يغتصبون النساء ويقتلون الأطفال ومارأته مغاير لذلك رأت ضباط النظام يتعاملون بلطف مع الأطفال وعطف واحترام، لدرجة أني سأضعها لتأكل وتلعب مع أولادي وسأدخلها بيتي وتمت معاملتها كولد من أولادي.‏‏

يتابع وقد ترغرغت عيناه بالدموع: عندها أرجعت سحاب الجيب الأيسر للمعطف وانتظرت انتهاء المكالمة الهاتفية وعندما أغلقت السماعة وعدت للحديث معها طلبت الدخول إلى الحمامات فطلبت من الرقيب علي حسن الموجود معنا أن يدخلها إلى الحمامات الخاصة بالضباط الموجودة في نفس الطابق كونه لايوجد فيها أحد وحمامات العناصر موجودة في الطابق الأرضي وقد يكون فيها أحد العناصر ويمكن للطفلة أن تخجل، لذلك أعطيته مفاتيح حمامات الطابق الأول الخاصة بالضباط وطلبت منه أن ينتظرها ويهتم بها وألا يتركها لوحدها وبعد مرور أربع دقائق من دخولها الحمامات سمعت صوت الانفجار فخرجت مسرعاً من مكتبي لأشاهد رأس الطفلة خارج الحمامات المدمرة تبادر إلى ذهني أن هجوماً إرهابياً تعرض له القسم بصاروخ فعدت إلى مكتبي وأخذت سلاحي وخرجت إلى سطح الطابق الأول وعندما نظرت إلى جدران القسم الخارجية وجدتها سليمة عندها استنتجت أن الانفجار حصل من داخل القسم وفي الحمامات ولم يكن يوجد غير الطفلة والرقيب علي وكانت أشلاء الطفلة تدل على أنها كانت ترتدي حزاماً ناسفاً كون الأجزاء المتبقية من جسدها هي الرأس والقدمان فقط.‏‏

تتوقف الاستنتاجات في هذه اللحظة وربط الحوادث واسترجاع الأحداث يحتاج لفترة زمنية، هل كانت طفلة صغيرة اتخذت قراراً يعجز الكبار عن اتخاذه في الوقت الحالي كما نشاهد ونسمع وهو الرجوع عن ارتكاب خطأ كبير في اللحظة الأخيرة؟‏‏

هل قامت بتفجير نفسها في الحمامات كي لاتصيب أحداً بأقل الأضرار؟‏‏
وهل ارتدت حزاماً ناسفاً ونجحت بالدخول إلى مركز قسم شرطة ومكتب ضابط فيه من أجل أن تتراجع وتطلب الدخول إلى الحمامات لكي تنتهي حياتها هناك بأقل أذى للآخرين؟‏‏

هل تراجعت الطفلة وحاولت التخلص من الحزام الناسف في الحمامات إلا أنها لم تنجح في ذلك لعدم خبرتها في نزع الحزام الناسف وحصل الانفجار نتيجة ذلك؟‏‏
كل ما اعلمه وأنا متيقن منه الآن أن براءة الطفولة في النهاية هي من انتصرت.. لم تتغلب عليها الأفكار السوداوية التي زرعت ولا التعليم الخاطىء ولا التلقين المغلوط كانت الطفلة صاحبة قرار صحيح في النهاية.‏‏

علينا جميعاً أن نتعلم منها.. رحمها الله وجعلها عصفوراً من عصافير الجنة وفي نهاية حديث الذكريات الحزين والمؤلم سألنا الرائد محمد: ألم يتبين من لباسها أنها تحمل شيئاً تحت ثيابها؟‏‏

فقال: لم نلاحظ وجود أي شيء تحت لباسها وخصوصاً أن خبرة إدارة الأمن الجنائي قدرت وزن المادة المتفجرة بـ 1كغ تي ان تي وكانت الفتاة ترتدي معطفاً ولباساً شتوياً يمكن توزيع كمية 1كغ ضمن معطفها دون أن تظهر للعيان.‏‏

المصدر : صحيفة الثورة

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع زنوبيا الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
أكتب الرقم : *