كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
الإيمو”emo” هو اختصار لمصطلح “PunkHardcore Driven Emotive” وتعني بالعربية “متمرد ذو نفسية حساسة”.
أطلقت بالبداية على نوع من الموسيقى التي تبدأ منخفضة وهادئة ثم ترتفع بشدة، هي موسيقى “الهاردروك الصاخبة” التي تطورت إلى اتجاه سلوكي، حتى صارت السمة البارزة لهذه الفرقة، إيذاء النفس بتشريط وتقطيع الجسم عند المعصم أو الذراع، أو الساق، أو البطن، أو القيام بحرق الجسم بسيجارة، أو كبريت مشتعل.
والدافع لهذا الإيذاء محاولة لتحمل الألم العاطفي، أو الضغط الشديد من قبَل والديهم – مثلاً – أو المشاكل في العلاقات والحب.
وقد تكون نتيجة لمشاعر قوية لا يعرف الشخص كيف يعبر عنها، كالغضب، والألم، والعار، والاستياء، أو الإحباط، أو لفراغ روحي تكون نهايته الإيذاء والانتحار.
ومن سمات هذه الجماعة أنها تتبع نظام لباس معين غالباً ما يعتمد اللون الأسود، وتتمحور اكسسواراتهم حول الجماجم والسلاسل الضخمة والقطع الجلدية، وتسريحة شعر معينة تعتمد الشعر الطويل الذي يغطي العينين ويعني أن هذا الشخص لا يريد أن تراه جيداً لأنه في حالة اكتئاب شديدة وهناك من يغطي عينًا ويترك عينًا ويعني ذلك أن تراه بعين واحدة.
وقد أخذت هذه الظاهرة بالانتشار بين الشباب المراهقين بين عمري 12-17.
والإيمو حالة تمرد سلبي على الآخرين والانسحاب بعيداً عنهم حيث يغرقون في حالة من الاكتئاب والحزن والخجل والتشاؤم والصمت، ولهم ممارسات كثيرة ومتعددة وثقافة تميزهم عن الآخرين.
انتشرت هذه الظاهرة في أوروبا وأمريكا في عام 1984.
ثم انتشرت في كثير من الدول العربية، ولكن لا يمكننا اعتبارها ظاهرة لعدم توفر إحصائيات واضحة أو ثابتة حولها.
والإيمو ثلاثة أنواع:
* النوع الأول يرون الانتحار وسيلة للتعبير عن حزنهم وغضبهم ويعتقدون أن الانتحار سوف يخرج الحزن منهم كما يعتقدون أنهم ذاهبون الى الموت بجميع الطرق.
* النوع الثاني الذي ينتمي له أغلب إيمو الدول العربية وينظرون إلى الحياة على أنها سبب وصولهم إلى مرحلة “الإيمو” ويكونون أكثر حساسية من الناس العاديين، ومشكلاتهم تكون أكثر تأثيراً عليهم من أي شخص عادي فعندما يحبون يحبون بجد وعندما يتألمون يشعرون بألم نفسي وعذاب ضمير، وأيضا يقومون بجرح أنفسهم.
* النوع الثالث وهو ما يسمى “Kids Sense” وهم دائماً مبتسمون ويحبون التقاط الصور لهم ويحبون المظهر أكثر من إيمانهم بأفكار ومعتقدات الإيمو.
ولكنها موجودة وتفرض حضورها بين أوساط المراهقين وخاصة الفتيات، والمستغرب هو عودة هذه الجماعة إلى الظهور وبقوة بين جيل الفتيات الصغيرات في الآونة الأخيرة، وإن كانت ليست بنفس الأفكار والمعتقدات، فالغالب عليهن هو تقليد اللباس ولون الصبغات والقصات الغريبة للشعر.
وحول هذا الموضوع حدثتنا “الأستاذة رفعة” وهي مرشدة طلابية في إحدى مدارس الرياض المتوسطة عن ذلك قائلة: “الغالب أن الطالبات يقلدن هذه الجماعة دون معرفة جذرية لمبادئها وأفكارها، وإنما هو تقليد ستايل معين في اللباس والقصات الغريبة للشعر والصبغات، ولكن لاحظت مؤخراً قيام بعض الطالبات بإحداث جروح في أيديهن، وهي من علامات هذه الجماعة المميزة، والتي تكون قد وصلت فيها المنتمية لهذه الجماعة إلى أحداث الأذى الجسدي لأنفسهن للتفريغ عن الأذى النفسي، أو الاضطراب النفسي الذي يشعرن به.
وأكدت الأستاذة رفعة على ضرورة تفهم الأهل والمدرسة لهؤلاء الفتيات واحتوائهن ومعاملتهن بحرص شديد وانتباه لكي لا يتطور الأمر إلى مرحلة الكآبة الشديدة والتي قد تؤدي إلى الانتحار.
وتوجهت بالسؤال للطالبة “م.ع” في المرحلة المتوسطة عن الأسباب التي أدت بها إلى إحداث مثل هذا الجروح في يدها، قالت: “لا يوجد سبب معين ولكن صديقتي أقنعتني بالتجربة وأن لا ضرر من ذلك، بل بالعكس سوف أشعر بشعور جميل مريح، ولكن ما شعرت به هو الخوف والألم ولن أعيد التجربة أبداً”.
لاحظت على يدها أثر لكتابات لم تنجح في محوها، أمسكت بيدها لأقرأ فإذا هي عبارات كراهية موجهة للبشر ولنفسها، سألتها عن سبب كتابتها لهذه العبارات؟، أجابت متلعثمة لا شيء، فقط كتبتها بدون سبب.
تواصلت مع والدتها فأخبرتني أنها تنعم بحياة سعيدة وأسرة متماسكة متفهمة وأن كل ما فعلته ابنتها هو من باب التجربة ولفت انتباه الطالبات وبناء صداقات، وأن هذا أمر طبيعي في سنها، سن النضج والتمرد، وأنها متفهمة لنفسية ابنتها، وأكدت على أنها دوما متواصلة مع ابنتها، ولكنها انشغلت عنها في الفترة الأخيرة مما ترك الفرصة للتأثيرات الخارجية بأن تجد لها طريقاً، ومواقع التواصل باتت الآن الحضن لكل مراهق ومراهقة، وما لن يجدوه في منازلهم وبين ذويهم سيبحثون عنه هناك، وسيجدون الوجه المشوه منه.
وبسؤال الطالبة “إ.ف” وهي طالبة في المرحلة المتوسطة عن سبب ايذاء نفسها وافتعال هذه الجروح في يدها أخبرتني بأن والدتها مريضة بالسرطان وأنها تعاني من آلام مبرحة.
قلت لها وما علاقة مرض والدتك بما فعلت ؟
أجابت بأنها لا تعلم وأنها نفسية، لا أحد يفهمها وحتى هي لا تفهم نفسها ولا تجد من يستمع إليها.
وبسؤالها عن إذا كان لديها شقيقات تحدثهن أو أن كانت قد تحدثت مع والدتها؟
أجابت بأن لديها شقيقة لا تعيرها انتباها وحتى عندما تريد الحديث مع أي من أفراد عائلتها نهروها ورفضوا الاستماع لها، وأنها لا تتحدث مع والدتها بسبب مرضها.
وبالعودة “للأستاذة رفعة”، أكدت أنها على تواصل مع الطالبة وقد خصصت لها وقتاً خلال الأسبوع تتحدث فيه معها وأنه يمكنها أن تتحدث معها في أي وقت خلال اليوم الدراسي.
ونوهت عن تعاون والدة الطالبة “م.ع” وأنها أعطت رقهما للطالبة “إ.ف” لتتواصل معها وتلجأ إليها كلما شعرت برغبة في الحديث أو كانت تمر بأية أزمة، كما أكدت أن هناك حالات أخرى لطالبات تعمل معهن، ولكنهن رفضن الحديث أو التواصل معي.
“الإيمو” خطر يتربص بأبنائنا وبناتنا ليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن تعداه إلى المدارس، والأسواق فيما يطرح فيها من الأزياء والإكسسوارات الغريبة. إنهم باختصار يظنون أن المجتمع قد خذلهم فقرروا الانتقام من أجسادهم. فأدنى مراحل “الإيمو” التقليد في المظهر الخارجي وأعلاه الانتحار.
ويبقى الدور الأكبر على الأشخاص الذين يتولون مهمة التقويم والتصحيح، شريطة أن يكونوا على علم ودراية بكل خفاياه وبطرق العلاج الواجب اتباعها.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company