ما قصة سقف التوتياء في سوق الحميدية؟
من شارع النصر إلى ساحة المسجد الأموي وفي مسافة تقدر بنحو 600 متر يأخذ سوق الحميدية بدمشق زواره في رحلة تسوق يتنافس فيها عشرات المحال التجارية بمختلف أنواع البضائع لكنها لا تشبه أي تسوق آخر فهي رحلة تفاصيل قرنين ونصف القرن من الطراز المعماري والأماكن التاريخية والحرف التراثية وسط رائحة لخليط من صابون الغار والعطور اليدوية والأعشاب البرية.
وتعود قصة السوق إلى عام 1780 حيث بني الجزء الأول منه وهو الغربي الممتد من باب النصر وسوق العصرونية وسمي بالسوق الجديدة فيما شيد الجزء الثاني وهو الشرقي ممتداً من سوق العصرونية حتى باب البريد بين عامي 1883 و1884 حسب أمينة متحف الخط العربي في مديرية الآثار والمتاحف إلهام محفوض ليصبح السوق ممتداً بين بابي النصر في الغرب والبريد في الشرق.
وتذكر محفوض لـ سانا أن السوق تعرض عام 1912 لحريق كبير تسبب بأضرار كبيرة فأعيد ترميم سقفه الخشبي واستبداله بآخر من التوتياء المقاومة للحرائق لتصل أشعة الشمس إلى السوق عبر ثقوب صغيرة في السقف فتنعكس كلآلئ ذهبية على الأرض المرصوفة بالبازلت.
ويحيط بسوق الحميدية وفقاً لـ محفوض مبان تاريخية وأوابد أثرية عدة دينية كالجوامع وعلمية كالمدارس العادلية والظاهرية والبيمارستان النوري وثقافية كالمكتبة الظاهرية وقصر العظم.
ويمتلك سوق الحميدية أهمية تجارية لتوسطه مدينة دمشق وتنوع بضائعه من الصناعات النحاسية والأرابيسك والصدفيات والأقمشة الحريرية والتحف والهدايا كما يقول مختار حي العمارة الجوانية محمد سعيد مراد الذي بين أن عدداً كبيراً من الزوار يرتادون السوق يومياً للتبضع وشراء حاجاتهم من المحلات التي توارثها الأبناء عن الآباء أو للفرجة والتمتع مع عائلاتهم.
ويتفرع عن السوق حسب مراد أكثر من 21 سوقاً منها سوق البذورية والمسكية والحرير والعرائس والعبي والقطن والأغباني والخياطين إضافة للكثير من ورشات الألبسة.
وفي حال اخترت دخول السوق من باب النصر غالباً سيبادر أصحاب المحال زواره ولا سيما النساء بسؤال “عم تجهزي” لكون هذا الباب مجاوراً للقصر العدلي حيث تثبت معاملات الزواج ما جعل السوق محطة أساسية للمقبلين على الزواج وخاصة من الأرياف والمحافظات الأخرى لشراء مستلزمات العروس وحاجاتها.
سانا