أثار رسم كاريكاتوري نُشر على موقع صحيفة “الوطن” السورية موجةً من الأخذ والرد بين الصحيفة صاحبة الرسم، وبين وزير سوري اعتبر الكاريكاتور “استهزاء مباشر بالدين الإسلامي”. حيث تضمن الرسم الكاريكاتوري رجل دين يقول لباحث ” يلزمني فأراً لأجرّب عليه الدعاء الجديد”. وإزاء ذلك طالب الوزير الأسبق للاتصالات عمرو سالم عبر صفحته على “فيس بوك” صحيفة “الوطن” بنشر اعتذار رسمي فوري على ذاك الكاريكاتور المسيء للإسلام كما كتب. واعتبر السالم أن “هذا الرسم ونشره ولّد صدمةً كبيرةً لدى المواطنين ولدى كلّ مؤمنٍ مسلمٍ أو مسيحيٍّ”، مشيراً إلى أنّ الرسم وإن كان يستتر بكلمة الدجّالين. إلّا أنّه استخدم زيّاً دينيّاً والدّعاء وهو فرض ديني. وتابع في منشوره أنّ من يسخر من الدّعاء ومن الدين، فهذا مجرمٌ في القانون السوري. وأن ما قامت به “الوطن” فعل شنيع على حد تعبيره. ولم يمضي وقتاً طويلاً حتى جاء الرد من صحيفة “الوطن” على ما نشره السالم. لكن ذاك الرد لم يكن اعتذاراً رسمياً كما طالب السالم. بل أفردت الجريدة على موقعها مادة بعنوان ” وزير سابق محامياً عن الدجالين”. حيث اتهمت “الوطن” السالم بتجاهله المتعمد من أنّ المقصود في الرسم هم فئة “الدجالين”، وليس الدين الإسلامي. واعتبرت أن هجوم السالم غير مبرر على “الوطن” وقد ينتج عنه دعوات تكفيرية من الدجالين ذاتهم، وستحّمل “الوطن” آنذاك الوزير المسؤولية المباشرة عنها. ونصحت الصحيفة في نهاية ردها السالم بأن يقرأ جيداً الرسوم الكاريكاتورية، وألا يتسرع في نشر منشورات لا تليق بشخص من المفترض أنه على درجة عالية من الثقافة والاطلاع. من جهته رسام كاريكاتير صحيفة “الوطن” رد أيضاً بمنشور “فيس بوك” على السالم قائلاً “لم يكن من داعً لكل هذا التوتر بالاحتجاج على الكاريكاتير”. وأضاف، أنه تم تحميل الرسم الكاريكاتوري ما ليس فيه، ورفض اعتبار فئة الدجالين تستراً على معنى كان بالإمكان ايراده، لكنه لم يحصل، ولا يمكن المحاسبة على نوايا مفترضة لكنها غير موجودة من الأساس وفقاً لصاحب الرسم. جدير ذكره أنّ رد صاحب الرسم الكاريكاتوري على السالم كان أكثر دبلوماسية ولباقة من رد صحيفة “الوطن” الذي يمكن اعتباره رداً عنيفاً على رأي وزير سابق برسم كاريكاتوري ورد فيها. كما أن السجال بين السالم و”الوطن” لم يخلُ من تبادل للآيات القرآنية كل على حدى في معرض الدفاع عن وجهة نظره.

وكالة اوقات الشام