ضمن موقع جميل ومميز يغفو على سفوح جبلين يبدو شكلهما رغم ارتفاعهما كالتلال المنخفضة المتعرجة تارة والمنبسطة في مواقع أخرى تربعت قرية بحيصيص منذ ما يقارب الألف عام.

ويقول محمود الحميد رجل في السبعينيات من عمره: إن قريته تتبع مدينة الدريكيش وتتمتع بإطلالة سياحية جذابة ومن سفوحها يمكن مشاهدة جبال غير معروفة خارج النطاق المحلي كجبل الشيخ صالح الأعرج وجبل المعز ابن صالح كما أنه رغم صغر مساحتها إلا أنه يحيط بها تلال مأهولة من قرى أخرى وعلى غرار بحيصيص فإن أغلب جبال الدريكيش بفضل طبيعتها الجغرافية التي ساعدت البشر على استثمارها لأغراض البناء مأهولة بالسكان ومعظم قرانا كانت مأهولة منذ مئات وآلاف السنين.

بدوره يذكر غزوان خضيرة أن بحيصيص غنية بأشجار الجوز والزيتون والرمان وكل الأشجار التي تعتمد على ري الشتاء إذ إننا استثمرنا أراضينا بالأشجار المثمرة وخصوصا الزيتون بحيث أنه لم يعد يوجد مساحات كبيرة صالحة لزراعات بعلية لافتا إلى طبيعة التربة القاسية وقال: يبدو واضحا من اسم القرية التي يشير إلى البحص أن تربتها ملأى بالبحص ما جعل القرية تستمد اسمها من هذه الحجارة الصغيرة وتصغر تسميتها لتصبح بحيصيص.

ويعتبر اهالي القرية ان قريتهم منظمة بطريقة لاتشوه من معالمها الجميلة ويوضح احد سكانها بهجت الخطيب أن القرية وحاراتها من القرى الأخرى منظمة على أحسن وجه إذ إن سكنهم بغاية العمل بالمدن الأخرى جعلهم يستفيدون من ميزاتها العمرانية ويحاولون تجسيدها في قراهم فكانت أشكال الأبنية في هذه القرى منظمة ومنسجمة والطرق واسعة مع عدم إهمال تناسب هذه البيوت مع طبيعة القرية.

ويضيف في كل بيت تجد حجارة طبيعية أو أشجارا معمرة أو عرائش عنب لها نكهة بحيصيص الخاصة حتى أنه على سفوح تلالها تنتشر الجلسات المسائية بفضل وجود مقاعد حجرية على امتداد السفوح تجعل الزائر يستمتع بهبوب الهواء المنعش برائحة الجوز والتوت التي تخص طبيعة بحيصيص.

وتبعد القرية عن مدينة الدريكيش نحو ستة عشر كيلومترا وعن مدينة طرطوس نحو خمسة وثلاثين كيلومترا وترتفع عن سطح البحر نحو750 مترا يحدها من الجهة الغربية قرية تفاحة ومن الجهة الشرقية قرية كرفس ومن الجهة الشمالية قرية بورده ومن الجهة الجنوبية قريتا العفصونية وكفر طلة.

سانا

عفراء محمد