0 2014-04-30 12:38:13 وجهات نظر
الآثار السورية في دائرة الخطر .... التراث الإنساني السوري يحطمه الارهاب
لؤي اسماعيل
الآثار السورية في دائرة الخطر .... التراث الإنساني السوري يحطمه الارهاب

تحت نظر وصمت العالم بأجمعه تستمر الاعمال الإجرامية بحق البشر والحجر في سوريا على يد الجماعات السلفية المتطرفة التي لا تستطيع أن ترى فكريا أبعد من أعضاءها التناسلية . يبدو أن كل شيء مباح في سوريا ... القتل والإرهاب والتخريب والتفجير والتدمير أما بدعة العالم المتحضر والقانون الدولي فلقد سقطت أخلاقيا بتبني الدول الغربية التي تنصب نفسها مدافعة عن حقوق الانسان كحليفة للعصابات الارهابية المسلحة في سورية في إطار سعي الأخيرة إلى بسطت سلطتها وقوانينها على الشعب السوري بما يخالف أصلا توجهات السوريين وفكرهم ومنبتهم الجغرافي والحضاري . كل شي جائز في الحرب على سوريا فلا قيم ولا اخلاق ولا دين ولا وشريعة ولا قانون يحكم أعنف هجمة بربرية تتعرض لها سورية منذ فجر التاريخ وحتى اللحظة وما تقوم به الحركات المتطرفة المدعومة والممولة غربيا أمر يدعو للقرف والنفور ويضع هذه الحركات ومن يقف خلفها في دائرة المسؤولية القانونية عن هذه الأعمال المرتكبة التي تشكل بحق جرائما ضد الإنسانية وضد التراث الإنساني . في العام 2001 قامت حركة طالبان الافغانية التي تتبنى مع الحركات الارهابية في سورية الإطار الفكري والتظيمي نفسه بتدمير تماثيل لبوذا لى منحدرات وادى باميان فى منطقة هزاراجات أو هزاراستان فى وسط أفغانستان ويعود تاريخ بنائهما إلى القرن السادس قبل الميلاد عندما كانت منطقة باميان مركز تجارة بوذياً، والتمثالان مثال على الفن الهندو- إغريقى الكلاسيكى، وتعتبر المنطقة جزءاً مما يعرف بـ«طريق الحرير»، التاريخى وعبر القرون عانى التمثالان من دمار شديد إلى أن قامت حركة طالبان بالإجهاز عليهما حينما دمرتها عناصرها تدميرا تاما باستخدام الديناميت ، يومها تباكت المنظمات الدولية ووسائل الاعلام على تدمير هذا الإرث الانساني لكن لم يكن ذلك سوى سبيل إلى الدعاية الغربية التي تسمح لها بالتدخل المباشر في افغانستان تحت حجج الحفاظ على التراث والفكر الإنساني بينما لاحظنا في العراق قيام الجيش الامريكي بحماية ممنهجة للصوص المتاحف في بغداد حيث نهبت المتاحف والأوابد التاريخية من اللحظات الأولى للغزو الأمريكي للعراق ونقلت الآثار العراقية إلى السوق السوداء في العالم وفقد العراق كنزا تاريخيا لا يضاهى بثمن وسط سكوت وصمت مطبقين من دعاة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية . ما يجري في سوريا الان هو تدمير ممنهج للأوابد التاريخية والمعالم الثقافية حيث لا يكاد يمض وقت قصير حتى نسمع عن قيام المتطرفين بقطع راس تمثال وتفجير آخر تحت ذرائع أنها مخالفة للشرع وأنها تعبد من دون الله ... وباتت عصابات سرقة الآثار تجد لها في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين مرتعا خصبا لسرقة الآثار ونقلها ولم يكن آخرها نهب الوثائق والمعالم من الجامع الاموي الكبير في حلب حيث تم توثيق السرقة في مقاطع فيديو تم نشهرها على مختلف وسائل الإعلام دون أن يحرك أحد ساكنا . ما حصل في معلولا أيضا يأتي في هذا الإطار وذات السياق حيث نهبت الوثائق وحطمت الأديرة وكسّرت الصلبان في محاولة لمحو تاريخ متكامل من الحياة الإنسانية في سوريا . الرقة لا تذبح بصمت : بل تذبح بصخب وضجيج تحمله معها صوت الجرافات والآليات التي لا تنفك تحطم الاوابد التاريخية في الرقة وكان آخرها تحطيم تمثال "أسد شيران" الموجود على مدخل حديقة الرشيد وسط المدينة حيث عمدت جرافات داعش على تحطيم التمثال امام مرأى الناس بحجة مخالفة ذلك للشرع والدين والتعاليم الدينية ، علما أن تاريخ التمثال يعود إلى 700 عاما قبل الميلاد ويشكل إرثا حضاريا وثقافيا وإنسانيا فريدا من نوعه . نبش القبور وسرقة الآثار ونهب الوثائق عناوين عريضة لحرب ثقافية تشن على سوريا بهدف سلبها من تاريخها وضياع أوابدها لصالح مجموعة من المرتزقة لا تاريخ ولا حاضر ولا مستقبل لهم في هذه الأرض .

جميع الحقوق محفوظة لموقع   موقع زنوبيا الاخباري © 2006 - 2024