http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
http://www.
https://www.facebook.com/media.lama.abbas
أرشيف محليات محليات
كل طوارئ وأنتم بخير
كل طوارئ وأنتم بخير

أعترف بداية أنني لا أفهم بالقانون, وأن اختصاصي المهني لا يتعلق بالطوارئ, ولكنني عندما قرأت وسمعت عن حملة وطنية ضد قانون الطوارئ وسائر القوانين الاستثنائية أحسست أنه موضوع بالغ الأهمية, ولولا أهميته الفائقة لما قامت من أجله هذه الحملة الوطنية(!), فلا بد إذن من أن أبدي رأياً فيه كمواطن حر ومسؤول, وربما مثقف, ولو كان من زوايا أخرى غير مألوفة عادة فيما يكتب عنه: 

إن ما يهمني كمواطن, بالدرجة الأولى, هو تحسين الوضع المعيشي, وزيادة القدرة الشرائية, وإنهاء البطالة, والقضاء على الفساد, وتطوير مستوى الخدمات, والإحساس بالأمن بمختلف أشكاله السياسي والاقتصادي والاجتماعي و(الأمني), إلى ما سوى ذلك من أولويات. أما قانون الطوارئ فربما يأتي في المرتبة الخامسة عشرة أو ربما العشرين بين هذه الأولويات. ولكن هذا لا يعني أن أحجم عن الخوض فيه. فأنا كمواطن, وانطلاقاً من الأولويات الآنفة الذكر, أوافق على كل ما يحقق لي أولوياتي. فإذا كان تطبيق قانون الطوارئ يحقق تلك الأولويات فأنا مع تطبيق قانون الطوارئ, وإذا كان عدم تطبيق قانون الطوارئ يحقق تلك الأولويات فأنا مع عدم تطبيق قانون الطوارئ, وإذا كان التطبيق الاستنسابي لقانون الطوارئ يحقق تلك الأولويات فأنا مع التطبيق الاستنسابي لقانون الطوارئ, وإذا كان تطبيقه على المعارضين وعدم تطبيقه على الموالين هو الذي يحقق الأولويات فأنا مع هذا التطبيق, وإذا كان تخفيفه والحد من مساحات تطبيقه هو ما يحقق الأولويات فأنا أوافق على ذلك, أما إذا كان إلغاء قانون الطوارئ والقوانين الاستثنائية هو الذي يحقق الأولويات فأنا مع إلغاء قانون الطوارئ والقوانين الاستثنائية, أو على الأقل استبدالها بقانون أكثر عصرية, وليكن اسمه قانون المواطنة (كما في الولايات المتحدة) أو قانون مكافحة الإرهاب (كما في بريطانيا وسواها)!

 لا أعرف لماذا تختلف أولوياتي كمواطن عن أولويات أصحاب الحملة الوطنية ضد قانون الطوارئ, ولماذا يقدمون مطلب إلغاء قانون الطوارئ على كل مطلب آخر؟! هل لأن أوضاعهم المعيشية والمادية والاقتصادية مرتاحة إلى درجة أن يؤجلوا المطالبة بتحسين الوضع المعيشي وسائر الأولويات الشعبية الأخرى, ويتفرغوا للمطالبة بإلغاء قانون الطوارئ؟! أم إن لديهم أسباباً أخرى وجيهة لا أدركها أنا المواطن المسكين المغلوب على أمري؟!

لا أعرف كم مرة طبق قانون الطوارئ في السنوات الأخيرة, ولكن لنفرض جدلاً انه طبق آلاف المرات, أي عوقب به آلاف الأشخاص! فهل هؤلاء أكثر أهمية من الملايين التي تعتبر الأولويات التي ذكرتها أولوياتها, ولا أخالها تهتم كثيراً بإلغاء قانون الطوارئ, طالما هو لم يصبها بشظاياه المباشرة؟!

إذا كان لا بد من حملة في هذا المجال فأنا, بكل تواضع, أقترح أن يكون موضوعها سنّ قانون استثنائي لمحاسبة المسؤولين المقصرين, ومحاكمة الفاسدين المرتشين, بحيث تسرّع محاكماتهم وتضاعف عقوباتهم, لأن القوانين العادية على ما يبدو لا تشكل رادعاً كافياً لهؤلاء, فعسى ولعل تؤثر فيهم القوانين الاستثنائية!! وكل طوارئ وأنتم بخير!

 د. عمار سليمان علي

زنوبيا

0 2011-04-23 | 00:24:30
 

القائمة البريدية
اشتراك
إلغاء الاشتراك
شكاوي اون لاين
http://www.
جميع الحقوق محفوظة لموقع زنوبيا الاخباري © 2024
Powered by Ten-neT.biz © 2006 - 2024