أكد الدكتور علي حيدر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أهمية إيجاد مؤسسة تعنى بمشروع المصالحة الوطنية في سورية وتعمل على تنفيذه لافتا إلى أن الجميع في سورية إلا القليل اتفقوا على أن المخرج للجميع والانتصار في النهاية لا يكون إلا بمشروع وطني ونهضوي لصالح الجميع لا يبنى على عقلية إقصاء أحد على حساب أحد بل على عقلية الجمع للجميع ولصالح مشروع جامع.
وأوضح حيدر في لقاء مع التلفزيون العربي السوري الليلة الماضية.. أنه انطلاقاً من هذه الرؤية تم اقتراح فكرة المصالحة الوطنية كعنوان لبرنامج الحكومة الحالية ثم الانطلاق منه لإيجاد بنية تنفيذية وهي وزارة المصالحة الوطنية والتي بدأت عملها منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة الجديدة.
وقال حيدر.. إن الحكومة بدأت منذ اجتماعها الأول بالعمل على فكرة أن المشروع الأساسي هو مشروع المصالحة الوطنية وإيجاد آليات عمل يشارك بها جميع أعضاء الحكومة وذلك من خلال تأمين البنية اللوجستية الأساسية لعمل هذه الوزارة وانطلاقاً من عناوين رئيسية هي الغاية والأهداف والبرامج والمهمات والصلاحيات مشيرا إلى أن كل هذه البنية والهيكليات أصبحت جاهزة الآن وبدأ العمل بتأمين البيئة التي سيتم إنجازها خلال الأسبوع الجاري وهو رقم قياسي.
وأضاف حيدر إن المصالحة الوطنية ليست عملية المقصود منها إصلاح ذات البين بين طرفين يتصارعان على الأرض فالمصالحة الوطنية بما نعنيه وتعنيه هذه الوزارة ورؤية الحكومة والقيادة السياسية لها هي عبارة عن عملية توافق وطني بناءً على توصيف أصبح يجمع عليه جميع السوريين بأننا في أزمة وعلينا الخروج منها.
ودعا حيدر جميع السوريين للمشاركة في إنتاج الحل للخروج من الأزمة الحالية والعمل على إزالة آثار الماضي على قاعدة التسامح بناء على العدل الذي يحكم كل الأشياء والذي يجب أن يكون ميزانا لإيجاد المخارج للأزمة السورية مؤكدا أن هذه العملية في النهاية هي عملية مصالحة بين الجميع ومع الجميع ولصالح الجميع وأن التصالح يحصل حتى بين الإنسان ونفسه وبالتالي هي من طبيعة الأشياء وهي ليست حالة طارئة.
وقال حيدر إن هذه الوزارة بهذه الإمكانية والكم الهائل من الاستحقاقات بدأت أعمالها سريعا على قاعدة أساسية في العمل تقول "بعد الاطلاع يمكن تكوين الرأي" أي اننا لا نستطيع أن نكون رأيا نهائيا قبل الاطلاع لذلك بدأنا بجولة عنوانها الأساسي جولة اطلاعية لمعرفة واقع الحال على الأرض السورية وقمنا بزيارات إلى كل من حماة وحمص واليوم إلى دمشق في بعض المؤسسات الرسمية في إطار الزيارات الاطلاعية والتفقدية ورسم صورة واضحة لواقع الحال للبدء بوضع برنامج عمل تنفيذي للعمل ميدانيا على الأرض وتحقيق وإنجاز بعض المسائل المطلبية الشعبية المحقة والملحة والتي تساهم بتخفيف الاحتقان على المستوى الشعبي وفي تهيئة الأجواء للانتقال إلى مشروع وطني حقيقي يجمع عليه السوريون.
وبين حيدر أنه سيكون هناك مقر مستقل للوزارة وسيعتمد بالدرجة الأولى على التواصل المفتوح مع كل المواطنين السوريين في الداخل والخارج دون استثناء من خلال الخطوط الهاتفية المفتوحة معهم على مدار 24 ساعة إضافة للفاكس والبريد الالكتروني وموقع تفاعلي للوزارة يقدم ما تم إنجازه في هذا الشأن.
سانا